` `

الأخبار المضللة والزائفة التي طاولت لقاح فايروس كورونا

أسماء الغول أسماء الغول
صحة
11 يناير 2021
الأخبار المضللة والزائفة التي طاولت لقاح فايروس كورونا
طالت الأخبار الزائفة لقاح فايروس كورونا (Getty)

أدّى طرح لقاح فايروس كورونا المستجد في العالم إلى سلسلةٍ من الادّعاءات الكاذبة الجديدة حول اللقاحات، وتركّزت في البداية على وفاة عددٍ من الأشخاص في العالم، منهم وفاة مريضٍ مسن في سويسرا.

وانتشر الخبر على نطاق واسع عن وفاة الرجل البالغ من العمر 91 عامًا في كانتون لوسيرن المركزي في سويسرا، بعد تلقّيه اللقاح، وأكّدت الخبر الوكالة السويسرية للمنتجات العلاجية، Swissmedic، لكنها قالت إن المريض يُعاني بالفعل من أمراضٍ متعددة، وأضافت في بيانٍ لها "التوضيحات التي قدمتها السلطات الصحية تُشير إلى أنه نتيجة لتاريخ المرض ودورة المرض، فإن الارتباط بين الوفاة ولقاح كوفيد -19 غير مرجّح للغاية".

بدورها قالت شركتا Pfizer و BioNTech في بيان، إنهما على علمٍ بالحادث وأن "أفكارهما مع الأسرة الثكلى إلا أن الوفيات لا علاقة لها باللقاح، ومن المرجح للأسف أن تحدث بمعدل مماثل لما يحدث في عموم السكان من كبار السن والأفراد المُعرّضين للخطر الذين يتم إعطاؤهم الأولوية للتحصين حاليًا".

كذلك انتشر خبرٌ آخر من دولة الاحتلال هذه المرة، بأن رجلًا يبلغ من العمر 75 عامًا، كان قد عانى سابقًا من نوباتٍ قلبية، تُوفّي بسبب نوبةٍ قلبيةٍ بعد ساعتين من تلقّيه لقاح فايزر، وردّت السلطات الصحية الإسرائيلية أنه لا يبدو أنّ هناك صلة بين وفاة الرجل وتطعيمه.

وفي السعودية حدث الأمر نفسه حين انتشر على نطاقٍ واسع خبرٌ نُسب إلى وزارة الصحة السعودية مفاده أن خمسة أشخاصٍ تُوفّوا وأكثر من 400 أصيبوا بأعراض جرّاء تلقّي لقاح فايروس كورونا المستجد، ولكن "مسبار" بعد بحث في موقع وزارة الصحة اكتشف أن لا أساس لهذه الأخبار، بل أكّدت الوزارة أن جميع من تلقّى اللقاح بصحةٍ جيدة.

وفي الولايات المتحدة الأميركية انتشر خبر عن وفاة ستة أشخاصٍ بعد تلقّيهم اللقاح، إلا أن "مسبار" تأكّد أنهم اثنين فقط منهم تلقوا فعلاً اللقاح، ولا صلة مباشرة بين الوفاة واللقاح، أما البقية فقد تلقوا لقاحًا وهميًا أو ما يُعرف بالبلاسيبو.

كما انتشرت أخبارٌ أخرى كاذبة أن الأشخاص الذين تلقّوا لقاحات على شاشات التلفزة، كانت الحُقن التي تلقوها مزيفة، فلا يوجد رأس للإبرة يدخل الذراع بشكلٍ حقيقي. وأبرز هؤلاء الأشخاص الذي تم تداول صورهم ومقاطع فيديو لهم، هي نائبة الرئيس الأميركي القادم كامالا هاريس، إلا أن "مسبار" تحقّق من هذه الادّعاءات ووجد أن المقاطع والصور حقيقية، أما الحقن فهي من النوع الآمن الذي يُستخدم لمرةٍ واحدة، فمجرد أن تدخل الجلد وتفرغ الدواء ترتد مرة أخرى بشكلٍ عكسي إلى الداخل.

  وفي إطار العروض المصورة للقاح تستمر الادّعاءات الكاذبة، فقد انتشر خبرٌ على مستوى واسع مع مقطع فيديو أن ممرضة من ولاية ألاباما توفيت أمام الكاميرات بعد أن تلقّت اللقاح المضاد لفايروس كورونا، وانتشر الخبر والمقطع بلغاتٍ كثيرة، إلا أن "مسبار" وجد أنها بصحةٍ جيدة، كما أصدرت سلطات الصحة العامة في ولاية ألاباما بيانًا يُدين "التضليل" وتبين لاحقًا أن الممرضة فقدت الوعي بسبب حالةٍ صحيةٍ تُسبّب لها الإغماء عند الشعور بالألم، أو ما يسمى Vasovagal syncope.

وانتشرت إشاعاتٌ أخرى على لسان مواطنين عاديين وآخرين مشاهير ورؤساء دول أن اللقاح يُغيّر الحمض النووي للإنسان، في حين قال رئيس البرازيل إن اللقاح يُنبت لحية للنساء، ويُحوّل الإنسان إلى تمساح، وجميعها إشاعات دحضتها الشركة المصنّعة أكثر من مرة، كذلك منظمة الصحة العالمية التي أكّدت أهمية حثّ العامة على تلقّي اللقاح، وعدم الخوف منه.

كذلك من الأخبار الكاذبة التي طالت أعراض اللقاح ما نُشر "كذباً" على لسان الشركة المصنّعة للقاح بأن رئيس الأبحاث فيها، قال إن من مضاعفاته أنه يُسبب عقمًا للنساء، تحقّق "مسبار" من الخبر، ووجده مضللًا، فمن أدلى بالتصريحات مايكل ييدون، وهو ليس رئيس أبحاث فايزر، ولكنه عمل لدى الشركة وتركها عام 2011، ولم يكن وقتها مسؤول البحث العلمي.

وكانت شركة فايزر في 2 ديسمبر/كانون الأول 2020 حصلت على إذن من مسؤولي الصحة العامة بالمملكة المتحدة لبدء إعطاء اللقاح. ونقلت وكالة أسوشيتد برس خبرًا مفاده "توصية وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا باللقاح بعد أن أظهرت التجارب السريرية التي شارك فيها عشرات الآلاف من المتطوعين أنه فعّال بنسبة 95% ولم يظهر أي آثار جانبية خطيرة. ولا يزال اللقاح يعتبر تجريبيًا حتى يتم إجراء الاختبار النهائي"كما أنه لا ذكر لخطر العقم في دراسة فايزر، الذي طورته مع شريكتها بيونتك الألمانية، وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قالت فايزر في بيان صحفي إنه لم تتم ملاحظة مخاوف تتعلق بالسلامة أثناء دراسات اللقاح.

 وفي السياق ذاته تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا مفاده أن ‏مدير شركة فايزر التي أعلنت عن لقاح كورونا، صرّح أن مصر من أواخر الدول استحقاقًا للقاح، نظرًا لقلة حالات الإصابات المسجلة بالفايروس، وهنا راجع "مسبارالموقع الرسمي لشركة فايرز والصفحات الرسمية لها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين أن الخبر المتداول مفبرك ولا أساس له من الصحة. إذ لم يصدر عن الشركة أو مديرها التصريح المتداول. وأكّدت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، بتاريخ 10 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، أن الوزارة بادرت بحجز 20% من احتياجات مصر من لقاح كورونا الذي تنتجه شركة فايزر، و30% من لقاح إكسفورد.

ولم يَسْلم صاحب الشركة التي ابتكرت اللقاح أوغر شاهين من الأخبار الزائفة كذلك، أحدها أنه ليس تركي الأصل بل سوري عربي، من لواء اسكندرون المحافظة رقم 15 في سورية والمحتلة من تركيا منذ عام 1918، إلا أن "مسبار" بعد البحث وجد أنه ألماني من أصولٍ تركية وليست سورية. وحسب وسائل إعلامية عالمية، ولد د. أوغر شاهين، الذي يبلغ من العمر 55 سنة، في مدينة الإسكندرون في تركيا. وعندما كان في الرابعة من عمره، انتقلت عائلته إلى مدينة كولونيا في ألمانيا، إذ عمل والداه في مصنع فورد للسيارات. ونشأ وهو يريد أن يصبح طبيبًا، وبالفعل درس الطب في جامعة كولونيا، وعام 1993 حصل على درجة الدكتوراة من الجامعة عن عمله في العلاج المناعي في الخلايا السرطانية.

كما تناقلت صفحات وحسابات عربية وأجنبية على مستوى واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لطفلٍ حافي القدمين يظهر مع عائلته، وادّعت أن هذا الطفل هو أوغر شاهين عند وصول عائلته ألمانيا، إلا أن الصورة تحقّق منها "مسبار" ووجد أن الادّعاء زائف. فالصورة الأصلية جزء من عملٍ فني للمصوّرة كانديدا هوفر وثّقت فيه حياة الأتراك في ألمانيا في الفترة ما بين 1972 - 1979.

من جانب آخر انتشر خبرٌ كاذب تداولته مواقعٌ إعلامية أجنبية وعربية بعنوان "بيل غيتس رفض تلقيح أطفاله"، كدلالة على خوف غيتس من نتائج لقاح فايروس كورونا المستجد. وصرّح بيل غيتس لوسائل إعلامٍ دولية حول الأخبار الزائفة التي تُثار حوله بالقول "هذه الأفكار المجنونة تنتشر بطريقة ما على وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ أسرع من الحقيقة"، في حين أكّدت زوجته في تغريدةٍ لها أن أطفالهما تلقّوا جميع اللقاحات المطلوبة والتي نادت بها مع زوجها كي تحصل عليها الدول الفقيرة خلال العقد السابق.

وكان للقاح أيضًا نصيبًا من الأخبار الساخرة، فقد تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الفائت، مقطع فيديو باللغة التركية يُظهر إعلانًا ترويجيًا لسلسة متاجر شركة "BiM" التركية، يقول إن الشركة ستبيع لقاحات فايروس كورونا المستجد في متاجرها بأسعارٍ منخفضة. ولقي المقطع رواجًا واسعًا على حسابات تركية وعربية في تركيا، إلا أن "مسبار" اكتشف أن المقطع المتداول ليس إعلانًا حقيقيًا بل هو محاكاة ساخرة، نشرته قناة تركية على موقع يوتيوب، ولا يعود لشركة BiM. كما نشرت الصفحة الرسمية لسلسلة المتاجر التركية الشهيرة، بيانًا تنفي فيه حقيقة ما ورد في الإعلان، بعد أن اعتقد العديد من الناس أنه حقيقي، وذهب البعض إلى فروع المتجر لشراء اللقاح.

وفي خبر ساخر آخر انتشر أن البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، يحثّ الناس على تلقّي لقاح فايروس كورونا المستجد كوفيد-19، مؤكدًا أن الله أخبره أنه لن يدخل الجنة إلا من حصل على جرعةٍ منه، وتحقّق "مسبار" من الخبر المتداول، ووجد أنه زائف، إذ إن المقال في حقيقته مقالٌ ساخر، نشره موقع The Babylon Bee وهو موقع ساخر، يُقدّم مقالات حول الدين المسيحي والسياسة والحياة اليومية.

المصادر:

DW

BBC

الأكثر قراءة