تحقق "مسبار" خلال شهر فبراير/شباط الجاري من 238 ادعاءً متداولًا من نحو 41 دولة. واختلف تصنيفها بين مضلل وزائف وإثارة وانتقائي وساخر، وحصدت الأخبار المضللة النصيب الأكبر بـ143 خبرًا بنسبة 60 في المئة من تقارير تقصي الحقائق، ووصلت نسبة الأخبار الزائفة إلى ما يزيد عن 30 في المئة من إجمالي التقارير.
كما أنجز فريق "مسبار" 24 مدونة، اختلفت مواضيعها مع التركيز على الآليات الجديدة التي اعتمدتها مواقع التواصل الاجتماعي للحد من الأخبار الزائفة.
الشكل رقم (1)
الشكل رقم (2)
واحتلّت الأخبار حيّزًا كبيرًا من تحقيقات "مسبار"، إذ بلغ عددها 78 خبرًا، تليها السياسة بـ52 تحققًا ثم أخبار الصحة بـ21 فحص حقائق، ولأخبار الرياضة نصيب من التحقق بـ17 خبرًا، تليها الأخبار المتعلقة بالثقافة والفن بـ16 تحققًا و11 خبرًا للمحتوى الديني، فيما انقسمت باقي التحقّقات على تصنيفات أخرى بأقل من 10 مواد لكل قسم.
الشكل رقم (3)
أمّا من حيث مؤشر الأخبار وتوزيعه بين الدول، فقد حازت مصر على النصيب الأكبر في التحقق من الأخبار الزائفة، حيث وصل عددها إلى 29 خبرًا، تليها الأخبار المتعلّقة بالعراق، وعددها 17 خبرًا. كما حصلت الأخبار المتعلقة بفلسطين على 16 خبرًا، ووصل عدد الأخبار التي تحرى منها "مسبار" حول الشأن الجزائري 15 خبرًا، تليها المنوعات الدولية وسورية بـ14 خبرًا لكل منهما، ثم تونس والولايات المتحدة الأميركية بـ13 خبرًا لكل بلد، ثم اليمن بـ12 خبرًا، ودول أخرى بأقل من 8 مواد تحقق.
الشكل رقم (4)
هبوط مركبة المثابرة
ارتبط هبوط مركبة المثابرة التابعة لوكالة ناسا، يوم 18 شباط الفائت، بانتشار العديد من الإشاعات والأخبار الزائفة، منها مقطع فيديو ادعى ناشره أنه يظهر مشاهدًا وأصواتًا من كوكب المريخ لأول مرة، بثها مسبار ناسا "بيرسفيرانس". وتحقق "مسبار" من المقطع المتداول ووجد أنه مفبرك، فبعد تجزئة المقطع إلى صور والبحث العكسي عنها، تبين أن المشاهد تعود إلى صورة بانورامية (صورة مجمّعة من لقطات عدة) التقطتها مركبة "yCuriosit" التابعة إلى وكالة ناسا الأميركية، ونشرتها الوكالة لأول مرة في مارس/آذار 2020.
كما تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا يدعي أن مركبة "المثابرة" الأميركية نزلت على سطح المريخ بقيادة المهندس التونسي محمد عبيد، بعد رحلة استمرت سبعة أشهر وضمن مهمة ستستمر لتسع سنوات، بغرض اكتشاف شكل الحياة الأولى على الأرض من خلال استكشافها على كوكب المريخ.
ووجد "مسبار" أن الخبر يحتوي على إثارة، إذ إن التونسي محمد عبيد هو أحد المهندسين في مشروع المريخ 2020، وله صفة نائب كبير المهندسين الميكانيكيين. ولم يذكر في الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أنه من قاد المركبة التي حطت في المريخ أو أنه ضمن فريق القيادة بل تبين أنه مصنف ضمن فريق "Surface Development" الذي ترأسه الأميركية جينيفر تروسبر. كما صرح التونسي محمد عبيد في إذاعة إكسبريس أف أم المحلية، يوم 18 فبراير/شباط الجاري، بأنه سيكون ضمن فريق يراقب عملية وصول المركبة إلى المريخ للتدخل في حالة حصول أي طارئ.
وتداولت منشورات، خبرًا ادعت فيه أنّ مهندسًا فلسطينيًّا يُدعى لؤي محمد البسيوني، من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، صمم الروبوت أو مركبة "المُثابرة" الخاصة بوكالة ناسا للفضاء، والتي هبطت على سطح المريخ مؤخرًا. وبالتحقق وجد "مسبار" أن الادعاء مُضلل، إذ تبين أن المهندس البسيوني عمل مع فريق طائرة الهيلوكوبتر المسيرة والتي أطلق عليها لقب "براعة".
وقال البسيوني في حديث خاص لـ"مسبار"، إنّ هناك فريقان في المشروع، فريق المركبة الملقبة بـ "المُثابرة"، وفريق طائرة الهليكوبتر المسيرة براعة، وقال إنه ليس موظفًا في ناسا لكنه عمل مع شركة دعمت فريق ناسا لتصميم وبناء طائرة الهليكوبتر، وإضافتها لمركبة "المُثابرة" التي هبطت على سطح المريخ بنجاح.
فايروس كورونا: اللقاح والعلاج
لم تنته الإشاعات والأخبار الزائفة حول فايروس كورونا المستجد في العالم، بل اختلفت مع تطور اللقاحات. وتداولت مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا يفيد بوفاة 761 مسنًّا في إسبانيا في دور الرعاية، بعد تلقيهم لقاحي فايزر وموديرنا ضد فايروس كوفيد-19. وبعد التحقق من الادعاء المتداول ووجد "مسبار" أنه مضلل، بسبب نتيجة ترجمة غير دقيقة للخبر من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية.
إذ جاء في تقرير أعدته الإذاعة الإسبانية سادينا ونُشر في 5 فبراير/شباط الفائت، أن دور رعاية المسنين في البلاد، تعاني من أسوأ موجة إصابات بفايروس كوفيد-19 منذ أبريل/نيسان 2020، وأضافت أنه خلال الأيام السبع، التي سبقت نشر التقرير، تم تسجيل 761 حالة وفاة بين المسنين تبين أنهم مصابون بالفايروس.
كما نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حسابيه على موقعي فيسبوك وتويتر، مقطعًا مصوّرًا بتاريخ 16 فبراير/شباط الجاري، كجزء من دعايته للانتخابات الإسرائيلية المُقبلة في مارس/آذار 2021، مفاده أنّ تقارير في وسائل الإعلام العالمية تقول إنّ "إسرائيل" ستصبح أوّل دولة تهزم فايروس كورونا المستجد، بفارق سنوات عن بقيّة دول العالم. وكان قد صرّح نتنياهو باّدعاءٍ مشابه في أشهرٍ سابقة.
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول ووجد أنّه انتقائي، إذ إنّه اعتمد في المقطع المصوّر على تقرير وكالة بلومبيرغ من تاريخ 4 فبراير/شباط الفائت، والّذي توقّعت فيه عودة الحياة إلى طبيعتها بعد سبع سنوات، وذلك بالاعتماد على مؤشّر التطعيمات، وقاعدة البيانات حول أعداد اللقاحات الموزّعة وسرعتها لدى الوكالة.
وقد ذكر التقرير أنّه بحسب اقتراح بعض العلماء الأميركيين، من شأن عودة الحياة لطبيعتها في حال الوصول إلى ما يُعرف بمناعة القطيع، من خلال تطعيم 70% إلى 80% من السكّان. ونشر موقع جلوبس الإسرائيلي، تقريرًا بتاريخ 2 فبراير/شباط الجاري، بعنوان: "لن تحقّق إسرائيل مناعة القطيع ضد كوفيد-19"، إذ أفاد التقرير أنّه بالرغم من حملة التطعيمات الواسعة، لن تتمكن "إسرائيل" من الوصول إلى مناعة القطيع، بالاعتماد على تحليل معدّل أعمار السكّان هناك، إضافةً لكون النسبة اللازمة لذلك غير معروفة بعد.
كما تناقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا تدّعي فيه أن ارتداء الكمامة لأوقات طويلة يؤدي إلى التسمم بثاني أكسيد الكربون، وتبين أن منظمة الصحة نفت الخبر المتداول منذ بدايات انتشار فايروس كورونا المستجد مطلع سنة 2020.
مظاهرات تونس والجزائر
شهدت تونس والجزائر مسيرات ومظاهرات خلال شهر فبراير/شباط الفائت، ونشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تحقق منها "مسبار". من ذلك تداول حسابات وصفحات على موقع فيسبوك، صورتين ادعت أنهما من تظاهرات مدينة خراطة التابعة لولاية بجاية الجزائرية، في تاريخ 16 فبراير/شباط، إلا أن تحقيق "مسبار" وجد أنهما مضللتان وقديمتان، وتعود إلى مظاهرات سابقة حدثت في فبراير 2020.
كما تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لمسيرة رفعت فيها أعلام جزائرية، وزعمت أنها من الحراك الجزائري يوم 22 فبراير/شباط الفائت. ولكن بالبحث في حقيقة الصورة تبين أنها قديمة، ويعود تاريخ نشرها إلى عام 2019 وبداية الحراك الشعبي الجزائري في محافظة برج بوعريريج، في الشرق الجزائري.
وفي تونس، نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورةً ادعت أنها من المظاهرات المرتبطة بإحياء ذكرى اغتيال شكري بلعيد في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، وأرفقت الصورة بعبارة "مجموعة شواذ وجمعيات مشبوهة وحزيبات صفرية" في إشارة إلى الأطراف التي تنظم التحرك الاحتجاجي، وبعد التحقق وجد "مسبار" أن الصورة المتداولة مضلّلة، وتعود إلى عام 2013، والتُقطت في المغرب وليس في تونس، بالتحديد في العاصمة المغربية الرباط، خلال حراك احتجاجي نفذه عدد من الحقوقيين والمدافعين عن الحقوق الفردية في المغرب، يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013.
اقرأ/ي أيضًا
مؤشر مسبار لأبرز الأخبار الزائفة في شهر يناير/كانون الثاني 2021
مؤشر مسبار لأبرز الأخبار الزائفة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2020