تستمر الفبركات والأخبار الزائفة بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي حول أفغانستان، منذ إعلان طالبان سيطرتها على العاصمة كابول ودخول عناصرها القصر الرئاسي. في المقابل يواصل فريق مسبار جهوده في رصد تلك الأخبار وفحصها والتثبت من صدقيتها، وكشف حقيقتها في حال تبيّن زيفها. وفيما يلي عرضٌ لأبرز الشائعات والأخبار المضللة التي تخصّ الشأن الأفغاني والتي انتشرت خلال الأيام الأخيرة.
فبركات حول سيطرة طالبان على القصر الرئاسي
تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادّعو أنّه لعناصر من طالبان وهم داخل القصر الرئاسي، بعدما دخلوه في يوم 15 أغسطس/آب الجاري. لكنّ الفيديو في الحقيقة مضلّل، إذ نُشر قبل يومين من سيطرة طالبان على القصر الرئاسي في كابول، على أنّه لدخول عناصرها لمنزل عبد الرشيد دوستم، نائب الرئيس الأفغاني السابق ومؤسس حزب الحركة الوطنية الإسلامية.
كما انتشرت صورة ادّعى متداولوها أنّها لوصول قادة من طالبان للقصر الرئاسي، لكنّ الصورة قديمة ولم تُلتقط في العاصمة كابول، فهي تعود إلى مارس/آذار عام 2021، عندما التقى وفد من طالبان، ممثلين عن عدّة دول في العاصمة الروسية موسكو.
صورة أخرى ادعى ناشروها أنها لرفع حركة طالبان لعلمها على القصر الرئاسي بدل العلم الأفغاني، عقب سيطرتها على القصر. لكنّ الصورة زائفة ومُفبركة وتمّ التلاعب بها بإضافة علم طالبان على الصورة الأصلية، التي عثر عليها "مسبار" منشورة على صفحة تلفزيون شاهد على موقع فيسبوك يوم 26 يوليو/تموز الفائت.
أخبار مضلّلة حول تداعيات سيطرة طالبان على الحكم
على خلفيّة التخوف من تداعيات حكم طالبان على المرأة وحقوقها، انتشرت صورة على أنّها لمظاهرة نسائية خرجت في كابول يوم 17 أغسطس الجاري للمطالبة بحقوق المرأة. لكنّ "مسبار" كشف حقيقتها وتثبّت من أنّها قديمة وتعود إلى مظاهرة نسائية خرجت في مدينة هراة غربي أفغانستان، يوم 8 مارس/آذار الفائت، بمناسبة يوم المرأة العالمي.
كما تداول مستخدمون صورة لمذيعة في قناة الجزيرة الإنجليزية وهي ترتدي الحجاب بعد سيطرة طالبان على البلاد، لكنّ "مسبار" تثبّت من أنّ المذيعة شارلوت بيليس كانت ترتدي الحجاب قبل سيطرة طالبان على كابول، كما أنها لم ترتدِ الحجاب في آخر ظهور لها يوم 15 أغسطس الجاري.
وفي أعقاب وصول مئات الأفغان إلى مطار كابول الدولي لمحاولة الخروج من البلاد، انتشرت صورة على أنّها لإجلاء سكان من أفغانستان على متن طائرة عسكرية أميركية. لكنّ الصورة قديمة وليست من أفغانستان، وتعود إلى إجلاء فلبينيين عام 2013 على متن طائرة أميركية، عقب إعصار هايان الذي تسبّب بمقتل وإصابة العشرات.
كما لاقى مقطع فيديو رواجًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى ناشروه أنّه للحظة مغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني للعاصمة كابول. الفيديو مضلل فهو قديم ومنشور منذ تاريخ 15 يوليو ويُصوّر زيارة أجراها غني إلى أوزباكستان.
ومن الأخبار الزائفة التي انتشرت عقب سيطرة طالبان على حكم أفغانستان، خبرٌ مفاده مغادرة السفير الأميركي في كابول للبلاد، إلّا أنّ السفير روس ويلسون نفى الخبر وأكّد على حسابه على "تويتر" أنّه ما يزال في السفارة الأميركية في العاصمة كابول. كما انتشرت صورة على أنّها لمقاتل من طالبان يأكل الآيس كريم بعد دخول الحركة إلى كابول، إلّا أنّ الصورة قديمة وتعود إلى عام 2002.
ومع تصدّر الشأن الأفغاني اهتمام وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عربيًا وعالميًا، يتابع فريق مسبار ويتقصى الأخبار المنتشرة حول أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على الحكم فيها، وبإمكانكم على هذا الرابط متابعة التحديثات على التحققّات التي ينشرها "مسبار" على موقعه الإلكتروني.
