نشرت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين الفائت، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بيانًا أوصت به العائلات بضرورة تخزين المواد الغذائية استعدادًا لموسمي الشتاء والربيع القادمين. وحثت فيه السلطات المحلية على ضمان الإمدادات الغذائية واستقرار الأسعار، وتنبيه الشعب بوقت مبكر بشأن أي نقص محتمل أو خلل في سلاسل التزويد.
لم تُعلن الحكومة عن أسباب إصدار هذا الإخطار، وعلى الرغم من أنّه مشابه لإخطار أصدرته الحكومة في سبتمبر/أيلول الفائت، قبل عطلة شهر أكتوبر/تشرين الأول، إلا أنه أثار حالة من الجدل والقلق بين مستخدمي مواقع التواصل في الصين، لاعتباره غير مبرر، وأثار تكنهات حول أسبابه ربُطتْ بالتوتر السياسي المتصاعد بين تايوان والصين، ورُصد على إثره إقبال من الشعب الصيني على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية بقصد التخزين. الأمر الذي دفع وسائل الإعلام الرسمية لمحاولة تهدئة المخاوف وتوضيح بيان الوزارة.
نشرت صحيفة إيكونوميك دايلي، التابعة للحزب الشيوعي، يوم الثلاثاء 2 نوفمبر الجاري، توضيحًا للبيان قالت فيه إنّ الغرض من البيان هو التأكد من أنّ المواطنين لن يواجهوا إغلاقًا مفاجئًا في منطقتهم نظرًا لارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا المستجدّ حديثًا في الصين.
فيما أوضحت صحيفة ذا بيبولز دايلي، أنّ مثل هذه البيانات تصدر سنويًّا من الوزارة، ولكنّه صدر مبكرًا عن المعتاد هذا العام بسبب الأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد المتمثلة بخطر تفشي الفايروس وارتفاع أسعار الخضروات بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية.
وكانت الصين قد واجهت مشكلة تدمير الطقس القاسي للمحاصيل الزراعية في منطقة شاندونغ وهي أكبر منطقة لزراعة الخضروات في البلاد، مطلع شهر أكتوبر الفائت. كذلك تكبّد القطاع الزراعي على مدار العامين الفائتين أضرارًا بالغة جراء الفيضانات الصيفية الغزيرة، ما أسهم بارتفاع أسعار بعض أنواع الخضار مثل السبانخ والبروكلي إلى الضعف.
وعلى الرغم من انخفاض أسعار الخضروات في الأيام الأخيرة، إلا أنّ الخبراء الاقتصاديين يتوقعون زيادة كبيرة في الأسعار في الفترة المقبلة.
وتتبنى الصين بصورة متزايدة إجراءات صارمة لحسر انتشار الفايروس، من خلال إغلاق الحدود واللجوء إلى فترات الحجر الصحي الطويلة، خاصة وأنها تستعدّ للدورة الشتوية من الألعاب الأوليمبية في بكين التي ستنطلق يوم 4 فبراير/شباط المقبل.
ووُصفت بعض الإجراءات الاحترازية التي تتبعها الصين بالمتطرفة، إذ أُغلقت حديقة شنغهاي ديزني لاند الترفيهية مؤقتًا من ليلة الأحد الفائت، ومُنع الزوار وموظفي المنتزه من المغادرة حتى خضعوا لاختبار كشف عن الإصابة بكورونا، بسبب اكتشاف إصابة واحدة بالفايروس، ما أسفر عن فحص أكثر من 38000 شخص نتيجة ذلك.
ومن الجدير بالذكر أنّ السلطات المحلية أعلنت عن تسجيل 92 حالة جديدة بفايروس كورونا المستجدّ يوم الاثنين الفائت، وهي أعلى نسبة مسجلة منذ منتصف سبتمبر/أيلول الفائت، ما ينبئ بزيادة الإجراءات الاحترازية في البلاد، ويُبرّر دعوة وزارة التجارة المواطنين إلى تخزين المواد الغذائية.
المصادر
