انتقد لاعب كرة القدم المصري السابق، ومحلل قنوات بي إن سبورت محمد أبو تريكة، في تصريحات له دعم الدوري الإنجليزي للمثلية الجنسية. جاء ذلك خلال استوديو تحليلي لمباراة تشيلسي ومانشستر يونايتد، إذ قطع أبو تريكة الحديث عن الأمور الفنية للمباراة وتطرق للحديث عن ظاهرة دعم المثليين جنسيًا والتي شهدتها منافسات الجولتين 13 و14 من الدوري الإنجليزي، وتمثلت في ارتداء قادة الفرق العشرين لشارات بألوان قوس قزح.
هذه التصريحات أثارت جدلاَ على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت سببًا في انتشار العديد من الشائعات، التي عمل "مسبار" على تفنيدها، كان للبعض منها طابع سياسي وديني.
ومن بين الأخبار الزائفة التي انتشرت، ادعاء مفاده أنّ دولة قطر طردت محمد أبو تريكة، بعد إقالته من شبكة بي إن سبورت بعد حديثه عن المثليين. وتحقق "مسبار" من الخبر وتبين أنّه زائف ولا أساس له من الصحة. إذ لم تُعلن شبكة قنوات بي إن سبورت عن إقالة أبو تريكة، كما لم يُعلن أي مصدر رسمي عن طرده من قطر.
كما تداول العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، صورة على أنها لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وهو يهدي اللاعب المصري السابق قميص منتخب قطر، في إشارة إلى كأس العالم الذي سيُنظّم عام 2022. ونسبت الادعاء لصفحة قناة الجزيرة مصر. وبعد التحقق تبين أن الصورة مفبركة وليست لأمير قطر وهو يهدي قميص منتخب قطر لأبو تريكة، بل توثق إهداء أمير قطر قميص منتخب بلاده الذي يحمل رقم 22 إشارةً لكأس العالم قطر 2022، إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، يوم 15 سبتمبر/أيلول الفائت.
ونشرت صفحات وحسابات تصريحًا منسوبًا لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، يدعم فيه موقف أبو تريكة الرافض للمثليّة الجنسيّة، ويصفه بأنّه شخص يعبّر عن قناعاته دون أن يخشى العواقب، و"لا يخاف أن يفقد وظيفته في سبيل ذلك.. لذلك ينال الاحترام، وجزاؤه عند الله كبير". ووجد "مسبار" أنّه التصريح زائف، إذ لم ينشره أي مصدر إعلامي موثوق. كما اتضح من خلال مراجعة الحسابات التابعة لشيخ الأزهر، ولمشيخة الأزهر، أنّ التصريح غير منشور في أيٍّ منها، ولم يصدر عن الشيخ الطيب حديثًا، أيّ تعليقات بخصوص لاعب كرة القدم المصري محمد أبو تريكة.
فيما نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بيانًا أعلن فيه رفضه الترويج للمثلية الجنسية في العالم العربي، ولكنّه لم يأت على ذكر أبو تريكة في هذا البيان.
وبعد انتشار تصريح شيخ الأزهر، انتشر أيضًا تصريح منسوب لوزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، على أنه تعليق على تصريحات اللاعب المصري السابق ومحلل قنوات بي إن سبورت محمد أبو تريكة، حول المثلية. وجاء في التصريح المنسوب لجمعة "تركنا الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف حتي خرج لنا شخص في قائمة الإرهاب يأمرنا بالمعروف وينهانا عن المنكر". وهو أيضًا تصريح زائف ولا أساس له من الصحة. إذ لم يُدلِ وزير الأوقاف المصري بأي تصريحات تعقيبًا على حديث أبو تريكة عن المثلية، ولم يُنشر على الموقع الرسمي للوزارة، كما لم ينشر على أي موقع مصري رسمي.
والبعض اختلق تصريحًا منسوبًا لأبو تريكة، يقول فيه "أنا بخرج عن المود نتيجة ظروف معينة مريت بيها.. احترامًا للأتراك وخليفة المسلمين رجب طيب أردوغان فالمثليين الأتراك أغلبية واحترامهم واجب مقدس ولا أقصد اهانتهم تمامًا ولهم حقوق”. وانتشر التصريح في شكل التصميمات الخبرية التي تشاركها شبكة رصد للأخبار.
وتحقق "مسبار" من التصريح المذكور واتضح أنّه زائف، ولم يتراجع أبو تريكة عن موقفه الرافض للمثلية ولم يعبّر عن احترامه للمثليين الأتراك. كما أن التصميم المنسوب لشبكة رصد، مفبرك، وتم التلاعب بتصميم قديم نشرته الشبكة بتاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بعد رفض أبو تريكة الحديث في الاستوديو التحليلي لمباراة تشيلسي مع واتفورد في الدوري الإنجليزي، إثر إصابة أحد المشجعين في الملعب. وقال أبو تريكة حينها "أنا بخرج من المود نتيجة ظروف معينة مريت بيها. احترامًا للمشاهدين مش هسيب الاستوديو وأخرج هكمل معاكم بس مش هتكلم، المرة اللي فاتت ناس كتير زعلت إني مشيت قالت لم يحترم اللي معاه".