خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، نشر فريق "مسبار" 280 مادة فحص حقائق، غطت العديد من دول العالم، مركزةً بشكل أساسي على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما نشر 33 مدونة تناولت قضايا عديدة متعلقة بالأخبار الكاذبة وأثرها على مجالات مختلفة.
عدد المواد حسب التصنيف
توزعت تحقيقات "مسبار" على عدة تصنيفات، ما بين مضلل وزائف وانتقائي وإثارة وساخر. كان النصيب الأكبر لتصنيف مضلل بعدد 183 مادة، يليه تصنيف زائف بـ88 مادة. ونٌشرت ثلاث مواد في تصنيف انتقائي وثلاث في ساخر، ومادتين في تصنيف إثارة، فيما جاءت مادة واحدة بتصنيف صحيح.
عدد المواد حسب المجال
تنوعت كذلك مواضيع مواد التحقق المنشور في "مسبار" خلال شهر ديسمبر 2021، فشملت 13 مجالًا، كانت النسبة الأكبر منها للأخبار بعدد 141 مادة ثم رياضة بعدد 64 مادة، إضافةً إلى مجالات السياسة والفن والثقافة والموسيقى والصحة.
عدد المواد حسب الدول
غطت المواد التي نشرها "مسبار" في ديسمبر الفائت مساحة واسعة على خريطة العالم. وفي حين ركزت معظم التحقيقات على الشرق الأوسط، غطت بعضها دولًا مثل الولايات المتحدة الأميركية ودولًا أوروبية وأفريقية.
وتصدرت الجزائر قائمة شهر ديسمبر 2021 بـ32 مادة، تليها مصر بعدد 30 مادة ثم تونس بـ26 مادة وفلسطين بعدد 20 مادة. وتساوت أميركا والسعودية في عدد المواد التي غطتهما خلال شهر ديسمبر في "مسبار" بعدد 11 مادة لكل منهما، بينما بلغت عدد المواد التي غطت العراق 13 مادة، واليمن 18 مادة.
كما حضرت العديد من الدول الأوروبية في مواد فحص الحقائق التي نشرها "مسبار" خلال ديسمبر الفائت، مثل بريطانيا وإسبانيا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وغيرها.
مدونات ديسمبر 2021
وإلى جانب فحص الحقائق، نشر "مسبار" في شهر ديسمبر 2021، مدونات تناولت العديد من القضايا المرتبطة بالأخبار الكاذبة والتضليل، بواقع 33 مدونة.
كان لمنصات التواصل الاجتماعي حضورٌ كبير في "مسبار" بمدونات تناولت قضايا تتعلق بالأخبار الكاذبة على هذه المنصات، من ذلك مدونة عن إعلانات يعرضها فيسبوك تقارن لقاحات كورونا بالهولوكوست، وأخرى عن استطلاع رأي حصلت فيه شركة ميتا على لقب أسوأ شركة في العام 2021، بالإضافة إلى مدونة تناولت دراسة نُشرت حديثًا في مجلة جامعة Yale الأميركية، وجد الباحثون فيها أن مواقع التواصل الاجتماعي تعزز نبرة السخط والاعتراض لدى مستخدميها.
وفي حين كان للرياضة حضور كبير في تغطية "مسبار" للأخبار الزائفة والمضللة في الفضاء العمومي خلال شهر ديسمبر 2021، إذ شهد الشهر إقامة بطولة كأس العرب "قطر 2021"، والذي رافقه الكثير من الادعاءات الكاذبة؛ نشر "مسبار" مدونةً جمعت أبرز ما تم تغطيته من شائعات رافقت البطولة.
إلى جانب ذلك، غطت مدونات "مسبار" لشهر ديسمبر 2021، قضايا أخرى منوعة، مثل المعلومات المغلوطة في الأمثلة الشعبية المتداولة عن الحيوانات، ودور التعتيم الإعلامي في التضليل وطمس الحقائق والهوية، وكيف يؤثر الخوف من الأحداث التاريخية في ترويج الأكبار الكاذبة، ومدونة عن مساهمة الإعلانات في ازدهار سوق الأخبار الكاذبة على الإنترنت.
الأخبار الزائفة خيمت على مشاركة الجزائر في كأس العرب
تصدرت الأخبار المتعلقة بالجزائر مؤشر "مسبار" لشهر ديسمبر 2021 بعدد 32 مادة في موضوعات متنوعة، كان للرياضة النصيب الأكبر منها على خلفية بطولة كأس العرب التي فاز بها المنتخب الجزائري لأول مرة في تاريخه، من ذلك خبر مضلل فنّده "مسبار" ادعى أن مدرب غامبيا قال إنه سيوقف سلسلة اللاهزيمة للجزائر بعدم لعب مباراة ودية كانت ستجري بين المنتخبين الجزائري والغامبي، إذ تبين أنه لم يقل ذلك، بل قال "أستهدف إنهاء سلسلة اللاهزيمة لجمال بلماضي بعدما حرمته سابقًا من هزمنا".
كما فند "مسبار" ادعاءً بأن ميسي قال إن المنتخب الجزائري من أفضل المنتخبات في العالم، إذ تبين أنه زائف ولم يُصرّح ميسي بذلك، إضافة إلى ادعاء تداولته صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنّ مذيعة فرنسية انهارت بالبكاء على الهواء بعد فوز المنتخب الجزائري على نظيره التونسي، ليتبين أنه ادعاء مضلل وأن مقطع الفيديو قديم وكان لبكاء مذيعة قناة سي إن إن الأميركية على مواطن غاني توفي في حريق اندلع في مدينة برونكس في يناير/كانون الثاني 2018.
وغير ذلك من الادعاءات التي انتشرت عن الجزائر وتعلقت بمشاركة المنتخب الجزائري في بطولة كأس العرب، إضافة إلى ادعاءات في موضوعات مختلفة، فنّدها فريق "مسبار"، مثل الادعاء الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأن وكالة الأنباء الجزائرية نشرت تغريدة عبر حسابها على "تويتر" تتهم المغرب بالتجسس على الجزائر لصالح إسرائيل، ليتبين أنه ادعاء زائف وأن التغريدة مفبركة، ولم تنشر وكالة الأنباء الجزائرية تغريدة مماثلة، وادعاءٌ آخر بأن موقع روسيا اليوم نشر خبرًا عن أن الجزائر تستورد من تونس أربعة ملايين وحدة من الخبز يوميًا، ليتبين أنه ادعاء مفبرك ولم ينشر موقع روسيا اليوم خبرًا مماثلًا.
كورونا في ديسمبر 2021
لا يزال وباء كورونا يُخيّم على العالم، ولا يزال وباء المعلومات الزائفة والمضللة المرتبطة به يُخيّم بدوره على قنوات الاتصال. وخلال شهر ديسمبر 2021، تحقق “مسبار” من عدة ادعاءات مرتبطة بفايروس كوفيد19، من ذلك ادعاء تداولته وسائل إعلام ومواقع إخبارية، جاء فيه أن منظمة الصحة العالمية صرحت بأنه لا يمكن للدول الخروج من وباء كورونا دون الجرعة الثالثة من اللقاح، في حين تبين أن منظمة الصحة العالمية لم تصرح بذلك بل إنها على العكس حذّرت من الاعتقاد بأن الجرعات المعززة بمثابة ضوء أخضر للاحتفال بالانتصار على وباء كورونا، بالإضافة إلى ادعاء آخر بأن منظمة الصحة العالمية حذرت من فايروس جديد اسمه كوفيد20، وقد تبيّن عدم صحة ذلك. كذلك تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءً بأن 10% من سكان العاصمة البريطانية لندن أصيبوا بالمتحور أوميكرون، وهو ما تبين عدم صحته وأن 10% من سكان لندن أصيبوا بكورونا عمومًا وليس متحور أوميكرون تحديدًا.
هذا بالإضافة إلى ما تحقق منه "مسبار" من ادعاءات أخرى مرتبطة أيضًا بكورونا مثل الادعاء بأنّ الرئيس التنفيذي لشركة فايزر دعا إلى إجبارية التطعيم، وهو ما تبيّن أنه ادعاء مضلل، إذ لم يُصرح الرئيس التنفيذي لفايزر بذلك، بل قال إن الناس قد يحتاجون إلى جرعة رابعة من لقاح كورونا في وقت أقرب مما كنا نتوقع. وكذلك وثيقة تداولتها صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مع ادعاءٍ بأنّها تعود إلى عام 2020 وتتضمن أسماء جميع متحورات فايروس كوفيد19، وقد تبين بالتحقق أنها وثيقة مفبركة.
الانتخابات الليبية
على خلفية الانتخابات الليبية التي كان من المفترض إقامتها في 24 ديسمبر 2021، انتشرت العديد من الأخبار الزائفة والمضللة التي فنّدها "مسبار"، منها الادعاء الذي تداولته صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بانسحاب عقيلة صالح من الانتخابات الرئاسية، وبالتحقق تبين أنّه ادعاء زائف، وقد نفاه لـ"مسبار" المستشار الإعلامي رئاسة مجلس النواب الليبي فتحي المريمي. وكذلك الادعاء بأنّ عبد الحميد الدبيبة صرّح بأنّ حكومة الوحدة الوطنية ستستمر حتى يونيو/حزيران 2022، وقد تبين أنّه ادعاء زائف ولم يُصرّح الدبيبة بذلك، كما أنّ المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أعلنت أنها تقترح تأجيل الانتخابات إلى 24 يناير/كانون الثاني 2022، ما يعني أنّه على الحكومة الليبية تسليم مهامها فور الانتهاء من الانتخابات وفقًا لما ينص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2571 لسنة 2021.
وإلى جانب الانتخابات، انتشرت ادعاءات أخرى من ليبيا، مثل الادعاء بأنّ محافظ البنك المركزي الليبي، الصديق الكبير صرّح بأنّ زيادة المرتبات ستؤدي إلى إفلاس ليبيا، وقد تبين أنه ادعاء زائف ولم يُصرّح الصديق الكبير بذلك. وادعاء آخر فنّده "مسبار" جاء فيه أنّ بعثة الأمم المتحدة أخلت مقارها في العاصمة الليبية طرابلس وكذلك فعلت السفارة التونسية، وهو ما تبين عدم صحته، وقد نشرت الأمم المتحدة تكذيبًا له، كما نشرت السفارة التونسية نفيًا عبر صفحتها على موقع فيسبوك، هذا بالإضافة إلى الادعاء الذي تداولته صفحات على "فيسبوك"، بأن الدبيبة أعلن عن زيادة مرتبات جميع العاملين القطاع الصحي في ليبيا بنسبة 100%، وهو ما تبين أنه مضلّل، إذ لم يعلن الدبيبة ذلك، بل تقدم وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية بمقترح لزيادة رواتب العاملين في القطاع الصحي تضمن زيادات مختلفة تتراوح ما بين 100% و300%.
عالم الفن في ديسمبر 2021
إلى جانب ما سبق، رصد فريق "مسبار" العديد من الأخبار الزائفة والمضللة في عالم الفن، من ذلك ادعاء بأنّ الفنانة المصرية المعتزلة حنان ترك نشرت على "فيسبوك" انتقادًا للاحتفال بعيد الميلاد، لكن تبيّن أنه منشورٌ مفبركٌ نشرته صفحة تنتحل اسم حنان ترك وليست صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.
وانتشرت العديد من شائعات الوفيات في المجال الفني، رصدها "مسبار" وفنّدها، مثل شائعة وفاة الفنانة سميرة توفيق التي تبين أنها زائفة، ونفتها سميرة توفيق بنفسها من خلال تسجيل صوتي بثه برنامج ET بالعربي. وأيضًا خبر وفاة الفنان التونسي صلاح مصدق، والذي تبين زيفه، إضافةً إلى خبر وفاة الممثل الأردني ربيع شهاب، وقد تبين زيف الادعاء مع نفي زوجته للخبر. كما انتشرت شائعة عن وفاة الفنانة الأردنية عبير عيسى، وقد تحقق "مسبار" من زيف الادعاء.
هذا بالإضافة إلى ادعاءات أخرى انتشرت على نطاق واسع، من بينها صورة ادعى متداولوها أنها للفنان المصري حسام حبيب وهو يحلق شعر رأسه على الهواء ويطلب من طليقته الفنانة المصرية شيرين الرجوع إليه. وبالتحقق منها، تبين أنّها صورة مفبركة وليست لحسام حبيب، وكذلك الادعاء الذي ربط بين متحور أوميكرون وفيلم إيطالي باسم "أوميكرون" أُنتج عام 1963، لكن تبين أنه ادعاء مضلّل إذ لا توجد أي صلة بين الفيلم وبين فايروس كوفيد-19.
كان هذا ملخصًا لأبرز ما عمل عليه فريق "مسبار" خلال شهر ديسمبر 2021، وما نشر من مواد فحص حقائق ومدونات تحليلية تعالج موضوعات متنوعة في حقل فحص الحقائق.