` `

لماذا توقف بايدن عن اتهام فيسبوك بالتضليل حول كورونا؟

إسلام عزيز إسلام عزيز
أخبار
5 فبراير 2022
لماذا توقف بايدن عن اتهام فيسبوك بالتضليل حول كورونا؟
لم يتهم بايدن شركة فيسبوك علانية بنشر معلومات مضللة (Getty)

عندما اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بـ "قتل الناس" بسبب نشر معلومات مضللة عن لقاح كورونا، في يوليو/تموز 2021، أمِل العديد من الخبراء والباحثين في أنّ تكون هذه بداية معركة في البيت الأبيض ضد سيل المعلومات المضللة حول جائحة كوفيد-19. 

وبعد ستة أشهر، يستمر طوفان المعلومات المضللة وسجلت وفيات كوفيد-19 مؤخرًا أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عام، إذ يموت أكثر من 2600 شخصًا في المتوسط ​​كل يوم. وتظهر الدراسات الأميركية أنّ غير المُلقحين يموتون بمعدلات أعلى بكثير من أولئك الذين يتلقون اللقاحات، نقلًا عن تقرير نشرته وكالة رويترز.

وقال ديفيد لازر، الذي شارك في قيادة مشروع Covid States "كانت مشكلة المعلومات الزائفة عن اللقاحات كبيرة قبل عام ولا تزال كبيرة حتى الآن". وأضاف "محاربة المعلومات المضللة تتطلب تركيزًا واهتمامًا وجهدًا متواصلًا".

وبعد انتقاد فيسبوك في 16 يوليو 2021، لم يتهم بايدن علانية "فيسبوك" أو أي شركة أخرى بالاسم بنشر معلومات مضللة، وفقًا لتحليل رويترز لخطابات الرئيس وتصريحاته منذ ذلك اليوم. كما أظهر التحليل أنّ بايدن ألقى 24 خطابًا حول كوفيد-19 على وجه التحديد.

وتُظهر المقابلات مع 11 من مصادر البيت الأبيض والخبراء والباحثين الذين عملوا مع إدارة بايدن حول هذا الموضوع، أنّ كبار مساعدي البيت الأبيض يشعرون أنّ لدى بايدن القليل من الخيارات القانونية لإجبار منصات التواصل الاجتماعي على الامتثال، كما تعثرت عدة تشريعات لتحميل شركات التواصل الاجتماعي المسؤولية.

كما لم يُصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا أو إعلانًا لمكافحة التضليل، كما فعل ما يقرب من ثلاثين مرة بشأن قضايا وبائية أخرى، وفقًا لإحصاء رويترز لسجلات البيت الأبيض.

وقال مسؤول في البيت الأبيض "إنّ الإدارة كانت على اتصال منتظم بمنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى القادة ووسائل الإعلام حول الأهمية الحاسمة لضمان عدم نشرهم لمعلومات مضللة". وأضاف المسؤول أنّ "الاجتماعات تشمل مناقشة العمل الذي تقوم به هذه الجهات لمكافحة المعلومات الضارة ومحاسبتها".

كما قال غالبية العاملين في مجال الرعاية الصحية، في استطلاع أجري في يناير/كانون الثاني الفائت، أجراه مشروع COVID States Project، وهي مجموعة بحثية أميركية تحاول فهم سبب عدم رغبة الكثير من الأميركيين في الحصول على اللقاح، إنّ المعلومات الزائفة عن اللقاح هي "العامل الوحيد الأكثر أهمية الذي يؤثر على قرار المرضى غير المطعمين بعدم الحصول على لقاح كوفيد-19".

وأوضح العاملون أنّ مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصةً "فيسبوك" لا تزال واحدة من أكثر مصادر المعلومات المضللة شيوعًا التي تؤثر سلبًا على المرضى.

ورفض متحدث باسم "فيسبوك" التعليق على تقرير رويترز، لكن الشركة قالت سابقًا إنها أزالت أكثر من 24 مليون منشور من محتوى كوفيد-19،على مستوى العالم، وعرضت تحذيرات على أكثر من 195 مليون منشور آخر من المحتوى.

وقال متحدث باسم "يوتيوب" لرويترز، إنّ الشركة أنهت قنوات العديد من المعروفين بنشر المعلومات المضللة عن اللقاحات، و أنّه منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، أزالت أكثر من 130 ألف مقطع فيديو لمعلومات مضللة عن لقاح كوفيد-19.

ونقلًا عن رويترز، فإن بايدن ليس لديه خيارات قانونية سهلة، لأن المادة 230 من قانون آداب الاتصالات تحمي شركات التواصل الاجتماعي من تحمل المسؤولية عما ينشره المستخدمون على منصاتها، وفقًا لمصادر البيت الأبيض والخبراء والباحثين الذين عملوا مع البيت الأبيض في هذا الملف.

وقال عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، الذي شارك مع البيت الأبيض العام الفائت بشأن هذه القضية "إنه توجد مشكلة خطيرة عندما تسعى إلى التشريع والدخول في معارك ضد الشركات".

وأوضح أحد المصادر لرويترز "أن أقصى ما يمكن فعله هو حث الشركات على اتخاذ إجراءات وقد فعلنا الكثير من ذلك العام الفائت".

وذكرت رويتر أنّ بايدن تحدث عن المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي أربع مرات، منذ 16 يوليو الفائت، وتراجع سابقًا عن تعليقاته على "فيسبوك" وقال "فيسبوك لا يقتل الناس"، وأضاف "لم أكن أهاجم فيسبوك". كما ذكر كلمة "تضليل" حوالي ست مرات في سياق كونها مشكلة، دون أنّ يذكر الدور الذي تلعبه شركات التواصل الاجتماعي المحددة.

المصدر:

Reuters

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة