اتّهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا بالتخطيط لفبركة مقطع فيديو يُظهر هجومًا أوكرانيًّا عليها لتبرير مهاجمتها كييف. إذ قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي "إن روسيا ستنتج مقطعًا مصورًا بمشاهد وحشية، يتضمن جثثًا وممثلين يؤدون دور مشيّعين، وصورًا لمواقع مدمرة لتبرير غزو جارتها أوكرانيا".
وأضاف كيربي، أنّ المقطع من المفترض أن يُظهر هجومًا أوكرانيًا على الأراضي الروسية أو الناطقين بالروسية في شرقيّ أوكرانيا، وأوضح أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ الخطة حظيت بدعم الكرملين.
وفي السياق نفسه، قال نائب مستشار الأمن القومي، جوناثان فينر لقناة MSNBC "لا نعرف بشكل قاطع إن كان هذا هو الطريق الذي سوف تسلكه روسيا، لكننا نعلم أنّه خيار قيد الدراسة".
وبحسب صحيفة ذا غارديان، قال مسؤولون أميركيون إنّ المقطع سيُظهر طائرات مسيّرة تركية الصنع، من طراز بيرقدار، تشارك في الهجوم المفبرك، بهدف توريط حلف الناتو.
وكانت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست، أوّل من نشرتا الرواية التي قدمها مسؤولو الإدارة الأميركية، وأشارتا إلى أنّ المسؤولين لم يقدموا أدلة على هذه المزاعم.
من جهتها، قالت بريطانيا إنّها تتفق مع التحليل الأميركي بعد أن أجرت تحليلها الخاص لتقارير المخابرات، إذ قالت ليز تروس وزيرة الخارجية البريطانية "ستواصل المملكة المتحدة وحلفاؤها فضح الحيلة والدعاية الروسية وكشف حقيقتها".
ولم تتوقف مزاعم المملكة المتحدة والولايات المتحدة هنا، بل ادّعت أيضًا أنّ "روسيا نشرت عملاء داخل أراضي أوكرانيا لشن هجمات بأعلام كاذبة، وجنّدت أوكرانيين لتولي حكومة تتعاون مع قوات الاحتلال الروسي".
بدوره، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الرابع من فبراير/شباط الجاري، مزاعم الولايات المتحدة ووصف الأمر بأنّه “هراء”. ودعا الكرملين إلى "عدم التسليم باتهامات الولايات المتحدة". وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، ردًّا على سؤال حول هذه الاتهامات "أوصي بعدم التسليم بما يقوله أحد في هذه المسائل، وخصوصًا وزارة الخارجية الأميركية".
وكانت وكالتي رويترز وشبكة سي إن إن قد نقلتا عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ "روسيا نقلت إمدادات الدم بالقرب من الحدود، الأمر الذي يشير إلى هجوم عسكري وشيك محتمل"، ولكن نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار، ندّدت بادعاء الإمداد بالدم، ووصفته بأنه استفزاز يهدف إلى "نشر الذعر والخوف".
وقالت ماليار لصحيفة ذا غارديان يوم الخميس الثالث من فبراير الجاري، إنّها تحققت من هذا الادعاء مع وكالات المخابرات الأوكرانية التي لها مصادرها الخاصة ووجدت أنه غير صحيح".
واتّهمت روسيا الولايات المتحدة بتأجيج التوتر وتجاهل دعوات موسكو لتخفيف حدة المواجهة بشأن أوكرانيا عقب إعلان واشنطن أنها سترسل نحو ثلاثة آلاف جندي إضافي إلى بولندا ورومانيا، في الوقت الذي تحشد فيه روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا، ما دفع دولًا غربية لإبداء مخاوفها من احتمال وجود نية لدى موسكو لغزو أوكرانيا.
وفي الوقت الذي يتابع فيه العالم تطوّرات الأزمة الأوكرانية الروسية، باتت التصريحات الرسمية عاملًا يُساهم في زيادة القلق والاضطراب، لما حملته من اتهامات متبادلة بين دول غربية وروسيا.
المصادر: