يبدو أن الناطقين بالإسبانية وذوي الأصول اللاتينية في الولايات المتحدة الأميركية، أكثر عرضة من غيرهم للمعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر في انخفاض معدلات التطعيم ضد كورونا بينهم.
إذ وجدت دراسة أعدتها مؤسسة آفاز، أن 70% من منشورات “فيسبوك” المضلّلة باللغة الإسبانية، لا تتضمن علامات تحذير بشأن محتواها من قبل فيسبوك، مقابل 29% من المنشورات المضلّلة باللغة الإنجليزية.
ويؤثر ذلك بشكل كبير على معدلات تلقي اللقاح بين الناطقين بالإسبانية في الولايات المتحدة. وفقًا لجوليانا بونيو أستاذة الطب في جامعة فيرجينيا، فإن العديد من الأساطير والمعلومات المضللة المتداولة حول التأثيرات السلبية للقاحات كوفيد-19، لعبت دورًا في خفض معدلات التطعيم بين المجتمع الإسباني في أميركا.
يظهر ذلك في بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، حيث حصل 17.1% فقط من ذوي الأصول الإسبانية أو اللاتينية في أميركا، على جرعة واحدة أو أكثر من لقاح كورونا، في حين أن المعدل الوطني يبلع 62.7%، مع العلم أن 18.5% من سكان الولايات المتحدة من أصل إسباني أو لاتيني.
وبالجملة، فإن للمعلومات الزائفة والمضللة تأثيرٌ على سلوك الناس وتفكيرهم تجاه القضايا الصحية. وقد أظهرت جائحة كورونا ذلك، ففي الولايات المتحدة، تحديدًا ولاية كاليفورنيا، أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة مزارعي كاليفورنيا بين مزارعي الولاية، أن 35% ممن شملهم الاستطلاع معارضون بشدة لتلقي لقاح كورونا، فيما أعرب 15% عن ترددهم. وقالت المؤسسة إن المعلومات المضللة سبب مباشر في هذه النسبة من المعارضة والتردد. وأشار المدير التنفيذي للمؤسسة، أن مواقع التواصل الاجتماعي جنبًا إلى جنب مع وسائل الإعلام التقليدية، لعبت دورًا كبيرًا في التأثير على العيّنة التي استهدفتها المؤسسة في استطلاعها.
وبالعودة إلى أثر المعلومات المضللة على الناطقين بالإسبانية في الولايات المتحدة، وجدت دراسة أعدها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، أن 22% فقط من المواقع الإلكترونية الناطقة بالإسبانية، قدمت تغطية دقيقة وشاملة لعناصر من مختلف الأمراض، مقابل 45% من المواقع الإلكترونية الإنجليزية.
بالنظر إلى الإحصائيات السابقة، وبالمقارنة بين المعلومات الصحية الدقيقة المتوفرة بالإسبانية على الإنترنت، وبين المنشورات المضلّلة بالإسبانية دون تحذير على موقع فيسبوك؛ يمكن التوصل إلى نتيجة مفادها أن الناطقين بالإسبانية في الولايات المتحدة الأميركية، أكثر عرضة ليس فقط للمعلومات الصحية المضلّلة، بل للآثار اللاحقة للتعرض للمعلومات الصحية المضلّلة.
المصادر
اقرأ/ي أيضًا
دراسة لقياس التأثير المباشر للأخبار الكاذبة على سلوك الناس
هل هنالك حقًّا علاقة بين لقاحات كورونا والأزمات القلبية التي يُصاب بها الرياضيون؟