` `

معركة العلم: كيف برّر الاحتلال اعتداءه على العلم الفلسطيني في حوّارة حديثًا

محمد بدر محمد بدر
سياسة
28 مايو 2022
معركة العلم: كيف برّر الاحتلال اعتداءه على العلم الفلسطيني في حوّارة حديثًا
الإعلام الإسرائيلي يصف العلم الفلسطيني بعلم منظمة التحرير (Getty)

خلال الأسبوع الفائت، شهدت بلدة حوّارة جنوبي نابلس، مواجهات بين أهالي البلدة ومستوطنين إسرائيليين، بسبب نزع المستوطنين للأعلام الفلسطينية المعلّقة في البلدة، ليرد الفلسطينيون برفع الأعلام مرة أخرى، وينضمّ جيش الاحتلال للمواجهة ضد الفلسطينيين في ما بات يُعرف بـ"معركة العلم".

وبينما كان دور جيش الاحتلال حراسة المستوطنين الذين ينزعون الأعلام الفلسطينية في البداية، تحوّل بعدها لقمع الفلسطينيين والمساعدة بنزع الأعلام، في مشهد مألوف اعتاده الفلسطينيون.

تجاوزت "معركة العلم الفلسطيني" حدود الأحداث الميدانية إلى الأبعاد السياسية، فبالنسبة لوزارة الخارجية الفلسطينية، بدأت المعركة مع الاعتداء على المشاركين في جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، والشاب وليد الشريف في القدس بسبب رفعهم الأعلام الفلسطينية، وصولًا لما يجري في بلدة حوّارة.

واعتبرت الوزارة أن حرب الاحتلال على العلم الفلسطيني ومنع رفعه في أرض دولة فلسطين، يعني أنّه يتعامل مع الضفة الغربية المحتلّة بما فيها القدس الشرقية، كأنها جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال. كما أكّدت الوزارة أن معركة إسرائيل ضد العلم الفلسطيني معركة بائسة وفاشلة ولن تستطيع الصمود فيها أمام إصرار الفلسطيني وتمسكه بعلم حريته واستقلاله.

اهتمّت وسائل الإعلام العربية والفلسطينية والإسرائيلية بتغطية ما يجري في بلدة حوّارة، خاصة مع اتخاذ الاحتلال عدة قرارات عسكرية في هذا السياق، من بينها تحويل بناية قيد الإنشاء إلى ثكنة عسكرية وسط البلدة وعلى شارعها الرئيس، كان مستوطنون قد اقتحموها ورفعوا عليها عشرات الأعلام، عقب وقوع مواجهات وإصابات.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

والقاسم المشترك في التغطية كان أن ما يجري هو بمثابة معركة حول رفع العلم من قبل الفلسطينيين. لكن اللافت أن الإعلام الإسرائيلي ذهب باتجاه تجريد العلم الفلسطيني من صفته العامة كعلم لكل الفلسطينيين، إلى القول إنه علم منظمة التحرير الفلسطينية، أي علم مجموعة من الفصائل الفلسطينية المنضوية والممثلة في إطار المنظمة.

وعلى سبيل المثال، نشرت قناة كان العبرية خبرًا حول قمع الفلسطينيين في حوّارة بعد رفعهم العلم الفلسطيني، وجاء في الخبر "متظاهرون فلسطينيون يحملون علم منظمة التحرير في حوّارة، تعرّضوا لقنابل الغاز التي أطلقتها قوات الأمن". وتجدر الإشارة إلى خطأ آخر وقعت فيه قناة كان، لكنّه ليس موضوع المقال، إذ أوردت في الخبر أنّ حوّارة تقع جنوب بيت لحم، بينما هي في الحقيقة تقع جنوب نابلس.

صورة متعلقة توضيحية

وفي السياق نفسه، نشرت القناة 14 العبرية حول إنزال مجموعة من المستوطنين العلم الفلسطيني في حوّارة، وجاء عنوان الخبر كالتالي: "يهود أنزلوا علم منظمة التحرير في حوّارة". كما تحدّث موقع سروجيم عن المواجهات التي شهدتها البلدة، وأورد في متن الخبر أن السبب هو رفع الفلسطينيين لعلم منظمة التحرير.

صورة متعلقة توضيحية

 

صورة متعلقة توضيحية

والحقيقة أن العلم الفلسطيني قد اعترفت به الجامعة العربية كعلم للشعب الفلسطيني عام 1948، أي قبل نشوء منظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن استخدمه الفلسطينيون في إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917.

صورة متعلقة توضيحية

ومن الجدير بالذكر، أنّ فلسطين أصبحت دولة “مراقب غير عضو” في مجلس الأمم المتحدة بموجب قرار صدر في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012. 

وقد رفرف العلم الفلسطيني لأول مرة بعد صدور القرار، على مقارّ الأمم المتحدة يوم 30 سبتمبر/أيلول عام 2015، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك ومشاركته في الجلسة السنوية للجمعية العامة وقمةٍ حول التنمية المستدامة، ليعلن عبّاس حينها يوم 30 سبتمبر “يوم العلم الفلسطيني".

صورة متعلقة توضيحية

المصادر:

وكالة وفا

موقع سيروجيم العبري

القناة 14 العبرية

قناة كان العبرية

شبكة قدس الإخبارية

وزارة الخارجية الفلسطينية

القدس العربي

الأمم المتحدة

فرانس24

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة