هذا المقال ترجمة من مدونة منشورة على النسخة الإنجليزية من “مسبار”
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا معلومات متضاربة حول سفينة سورية محمّلة بالحبوب، ادّعت أوكرانيا أنّ روسيا سرقتها من أراضيها.
دعم بعض مستخدمي موقع تويتر الرواية الأوكرانية، التي اتّهمت روسيا بسرقة الحبوب من أراضيها المحتلة، بينما أيّد آخرون النفي السوري والروسي.
سفينة لاودكية السورية في ميناء طرابلس اللبناني
فور تلقي أنباء عن نهب القوات الروسية للحبوب التي تحملها السفينة السورية، أوقفت الحكومة اللبنانية السفينة في ميناء طرابلس لمدة 72 ساعة على ذمة التحقيق.
وفي الوقت الذي حثت فيه السفارة الأوكرانية الحكومة اللبنانية على إعادة النظر في قرارها بالإفراج عن السفينة، رفع المدعي العام اللبناني أمر الحجز، وغادرت السفينة لبنان يوم الخميس الثاني من أغسطس/آب الجاري، متوجهة إلى ميناء طرطوس في سورية.
وسفينة لاودكية هي واحدة من ثلاث سفن سورية فرضت الولايات المتحدة عليها عقوبات منذ عام 2015، بالإضافة إلى عقوبات أخرى مفروضة على سورية.
أوكرانيا تتهم روسيا بسرقة الحبوب
من ناحية أخرى، ادّعت السفارة الأوكرانية في بيروت أنّ القوات الروسية استولت على الحبوب التي نقلتها سفينة لاودكية وسفينتان أخريان من أوكرانيا.
وزعم جهاز الأمن الأوكراني أنّ روسيا سرقت 650 ألف طن من الحبوب، بقيمة 200 مليون دولار من الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا في خيرسون وزابوريزهزيا. واستخدمت روسيا 15 سفينة، بما في ذلك السفن المسجلة في سورية، لنقل الحبوب.
سورية وروسيا تنفيان مزاعم أوكرانيا
وأعلنت وزارة النقل السورية، وصول لاودكية إلى ميناء طرطوس، يوم الخميس الرابع من أغسطس الجاري، موضحة أنّ السفينة سلّمت بعض إمدادات الطحين لشركات تجارية لبنانية قبل التوجه إلى ميناء طرطوس لتفريغ شحنتها المتبقية.
فيما نفت روسيا المزاعم الأوكرانية عبر سفارتها في لبنان، قائلة إنّ قواتها لم تسرق حبوبًا من أوكرانيا وأنها لم تكن على علم بالشحنة.
بي بي سي تتحدث عن سرقة روسيا للحبوب الأوكرانية
ونشرت شبكة بي بي سي تقريرًا عن الحادثة، تضمن أدلة تدعم مزاعم أوكرانيا بأنّ روسيا تسرق الحبوب ومنتجات أخرى من المزارعين الأوكرانيين في الأراضي التي تحتلها روسيا. واعتمدت أدلة بي بي سي على شهادات المزارعين المحليين، وتحليل صور الأقمار الصناعية، وبيانات الشحن التي تتبعت وجهة شحنات الحبوب.
وحصلت بي بي سي على شهادات من مزارعين محليّين، أكّد أحدهم أنّ روسيا سرقت حبوبهم ودمرت مبانيهم ومعداتهم، وأنّها احتلت وسرقت الحبوب من 80 في المائة من أرضه الزراعية.
وحلّلت “بي بي سي” صور الأقمار الصناعية لشاحنات متوقفة بالقرب من موقع لتخزين الحبوب في بلدة أوكتيابرسكي القرم، ولأنّ بعض الشاحنات كانت مجهزة بنظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) ، تمكنت “بي بي سي” من تحديد وجهة الشاحنات، التي اتّضح أنها متجهة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014.
وتوقفت الشاحنات بالقرب من منشأة تخزين في Oktyabrske، بجوار خط سكة حديد يمكنه نقل الحبوب إلى روسيا أو إلى الموانئ في جنوب شبه جزيرة القرم. وحصلت أيضًا على وثائق روسية تتضمن قائمة بالمزارع التي سيتم نقل الحبوب إليها وتقرير يفيد بأنّ الروس يجبرون المزارعين الأوكرانيين على بيع الحبوب بسعر أقل بكثير من سعر السوق.
المصادر: