في بيان نشره مقتدى زعيم التيار الصدري على حسابه في موقع تويتر، يوم 29 أغسطس/آب الجاري، أعلن اعتزاله العمل السياسي نهائيًا، إلى جانب إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالحزب ما عدا المرقد الشريف والمتحف الشريف وتراث آل الصدر.
أثار بيان الاعتزال جلبة كبيرة في العراق، إذ شهدت البلاد اشتباكات بين مؤيدي التيار االصدري وقوات الأمن العراقي، أسفرت عن مقتل قرابة 30 شخصًا، واقتحام أنصار الحزب مبنى القصر الجمهوري.
ووفقًا لوكالة الأنباء العراقية فإنّ رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، قد بدأ إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على أعمال العنف التي تلت إعلانه اعتزاله السياسة "نهائيًا".
من جهته رصد "مسبار" ادعاءات مضللة حول الأحداث الجارية في العراق، ونشر تحقّقات تكشف حقيقتها.
ومن تلك الادعاءات المضللة مجموعة مقاطع فيديو نُسبت إلى الأحداث الأخيرة، أحدها مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه لقصف ميليشيات إيرانية من داخل أحياء بغداد للمنطقة الخضراء، لكن تبيّن بالتحقق أنّ المقطع قديم ومنشور على موقع يوتيوب منذ يونيو/تموز عام 2018، على أنّه من استهداف قوات النظام السوري لمواقع المعارضة في حي درعا البلد في محافظة درعا جنوبيّ سورية.
ولم يتسنّ لـ"مسبار" التأكد من تاريخ نشره ومكانه الحقيقي، لكن الأكيد أنّه ليس من الاشتباكات الأخيرة في العراق.
وانتشر مقطع فيديو آخر ادعى ناشروه أنّه لحرق مقرات الحشد الشعبي في العاصمة العراقية بغداد، ولكن تحقّق "مسبار" وجد أنه مضلّل، إذ تبيّن أنّ مقطع الفيديو قديم ونُشر على موقع يوتيوب بتاريخ السابع من سبتمبر/أيلول عام 2019، تحت عنوانين "احتفال ثوار البصرة أمام مجلس المحافظة"، و"البصرة تحترق".
كما انتشر مقطع فيديو على أنّه لعناصر من التيار الصدري في العراق، وهم يعتدون على حافلات لزوار ضريح الإمام الحسين ولكن تبيّن أنّ مقطع الفيديو يوثّق اعتداء جماهير من نادي الإسماعيلي على حافلة جمهور الأهلي في مصر، قبيل مباراة في الدوري المصري، يوم الأحد 21 أغسطس/آب الجاري.
ومنذ ساعات، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ادّعوا أنه للقبض على قناص إيراني، قتل أنصار الصدر في المنطقة الخضراء خلال الاشتباكات الأخيرة، ولكن تحقّق “مسبار” بيّن أن الفيديو قديم ومنشور على موقع يوتيوب في أغسطس 2011، على أنّه لاعتقال قنّاص في سورية.
في السياق ذاته، انتشرت مجموعة من الصور المضللة، كان بينها صورة ادعى ناشروها أنّها لتفجير وحرق مقرّ قناة العهد الفضائية، في منطقة البلديات في العاصمة العراقية بغداد، إلا أنّ تحقق "مسبار" أوضح أنها قديمة ونشرتها مواقع إلكترونية عراقية في يوليو/تموز 2022، على أنّها لانفجار صهريج وقود في محافظة النجف وسط العراق.
كما تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة، ادّعت أنّها للقبض على شخص بتهمة الترويج لمظاهرات عبر حسابات وهمية على موقع فيسبوك، في منطقة التأميم التابعة لمحافظة الأنبار غربيّ العراق، ولكن تحقّق "مسبار" بيّن أنّ الصفحة الرسمية لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية في العراق، نشرت الصورة في يوليو الفائت، ضمن مجموعة صور، وذكرت أنّها للقبض على ثمانية أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش.
وانتشرت حديثًا صورة على أنّها للقبض على السياسي العراقي عزت الشابندر، من قِبل قوات أمنية خاصة، إلا أنه تبيّن بالتحقق أنّ الصورة قديمة ومنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ شهر مايو/أيار عام 2020، على أنّها لقبض الشرطة العراقية على متورطين في نزاع عشائري اندلع في ناحية العدل في محافظة ميسان شرقيّ البلاد. ولم يتسنَّ لـ"مسبار" التثبت بشكل قاطع من هويّة المقبوض عليهم، غير أن انتشارها منذ عامين ينفي صلتها بالأحداث الجارية في العراق.
ومن المتوقع خلال الساعات القادمة أن تنتشر المزيد من الادعاءات حول الأحداث الجارية في العراق، فلا تترددوا بالتواصل معنا للاستفسار عن حقيقة أي ادعاء تشكون بصحته.
