هذه المدوّنة ترجمة لمقال من موقع ذا نيويورك تايمز بتصرّف.
أجرت منظمة المراقبة الرقمية غلوبال ويتنس وفريق سايبر سيكيوريتي فور ديموكراسي(C4D) في جامعة نيويورك بحثًا لتحديد قدرة مواقع فيسبوك وتيك توك ويوتيوب على اكتشاف المعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات وإزالتها، في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة.
وفقًا لنتائج البحث، فقد فشلت منصة تيك توك في تحديد 90٪ من الإعلانات التي تعرض معلومات مضللة عن الانتخابات، بما في ذلك الإعلانات التي تحتوي على تاريخ انتخاب خاطئ، وادعاءات كاذبة حول متطلبات التصويت، إلى جانب خطاب يثني الناس عن التصويت.
استخدم الباحثون حسابات وهمية لإرسال 10 إعلانات باللغة الإنجليزية و10 باللغة الإسبانية إلى وسائل التواصل الاجتماعي المدروسة، ولم يصرّحوا بأن الإعلانات ذات طبيعة سياسية ولم يُخضعوا المشتركين لعملية التحقق من الهوية.
قال الباحثون، إن كل إعلان تضمّن تاريخ انتخابات خاطئ أو معلومات مصممة لتخريب عملية التصويت، ينتهك السياسات التي وضعتها الشركة الأم لمنصة فيسبوك (ميتا) والشركة لمنصّة يوتيوب (غوغل)، وتيك توك. في أحد الإعلانات، كتب الباحثون "هل صوتت في الانتخابات التمهيدية؟ في عام 2022 يتم تسجيل تصويتك الأساسي تلقائيًا في الانتخابات النصفية. يمكنك البقاء في المنزل ".
رفضت منصة تيك توك إعلانًا باللغة الإنجليزية وآخرًا باللغة الإسبانية، فيما وصفه الباحثون بأنه "فشل كبير"، إذ حظرت المنصة الإعلانات السياسية سابقًا في عام 2019.
من جهتها قالت المنصة في بيان لها إنها كانت "مكانًا لمحتوى موثوق وترفيهي" وأضافت "نحن نقدر التعليقات الواردة من المنظمات غير الحكومية والأكاديميين وغيرهم من الخبراء والتي تساعدنا باستمرار على تعزيز عملياتنا وسياساتنا"
على صعيد آخر، قال الباحثون إنهم "كانوا قادرين بسهولة على اختراق بعض قيود الأمن التي توفرها منصة فيسبوك لمنع الأشخاص خارج الولايات المتحدة من نشر إعلانات سياسية"، ففي أحد الاختبارات المرتبطة بحساب وهمي في بريطانيا، وافقت "فيسبوك" على ثلاثة من الإعلانات المضللة باللغة الإنجليزية واثنين بالإسبانية، فيما وصل إعلانين في اللغة الإنجليزية إلى جانب خمسة في اللغة الإسبانية إلى حساب من الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، قالت شركة ميتا في بيان نشرته لها "نستثمر موارد كبيرة لحماية الانتخابات وسنواصل القيام بذلك".
كانت المفاجأة بأن منصة يوتيوب رصدت نصف الإعلانات التي حاول الباحثون نشرها من حساب وهمي بريطاني خلال يوم واحد، ثم رفضت باقي وحظرت الحساب خلال الأيام القليلة المقبلة، وفي تعليقها على نتائج البحث، قالت "غوغل" في بيان "ستواصل الاستثمار في نظام الإنفاذ الخاص بنا وتحسينه" لحماية المستخدمين من إساءة الاستخدام، لا سيما قبل الانتخابات الرئيسية.
من جهتهم علق الباحثون "النتائج التي توصلنا إليها هي تذكير صارخ بأنه حيثما توجد إرادة، توجد طريقة، إذ لم تمنع منصة يوتيوب، ظهور جميع إعلانات التضليل الانتخابي في الولايات المتحدة فحسب، بل حظرت أيضًا قناتنا تمامًا". وأتبعوا " توضّح النتئائج الاختلاف الصارخ في جهود الإنفاذ بين الولايات المتحدة والبرازيل، إذ وافقت المنصة سابقًا في البحث المُجرى في أغسطس/آب الفائت على جميع الإعلانات المضللة في البرازيل، على الرغم من أن المعلومات المضللة عن الانتخابات كانت متشابهة جدًا وأن التحقيقات جرت تقريبًا في نفس الوقت.
