` `

ما حقيقة سحب تسع دول غربية لسفرائها من تركيا قبل 24 ساعة من الزلزال؟

بيان حمدان بيان حمدان
أخبار
20 فبراير 2023
ما حقيقة سحب تسع دول غربية لسفرائها من تركيا قبل 24 ساعة من الزلزال؟
لم تنشر الخبر أي وسائل إعلام ذات صدقية (Getty)

انتشر ادّعاء على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، يقول بأنّ عددًا من الدول الغربية سحبت سفراءها من تركيا قبل 24 ساعة من وقوع الزلزال، في إشارة إلى علمها المسبق على وقوعه. وضمت قائمة الدول المتداولة: الولايات المتحدة الأميركية، كندا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا. 

قنصليات تعلّق عملها في أنقرة بسبب مخاوف أمنية 

تبيّن أنّ الدول المذكورة كانت قد حذّرت رعاياها في تركيا نهاية يناير/كانون الثاني الفائت، من احتمالية وقوع انفجارات إرهابية في تركيا وتحديدًا في المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة، وأماكن تجمهر السياح، عقب حادثة حرق القرآن أمام السفارة التركية في السويد، من قبل زعيم الخط المتشدد راسموس بالودان، يوم 21 يناير الفائت. 

صورة متعلقة توضيحية

إلى جانب ذلك، علّقت بعض الدول أعمال قنصلياتها في أنقرة مؤقتًا، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا، بسبب مخاوف من وقوع عملية إرهابية هناك. ووثّقت أنباء نشرتها وكالات تركية يوم الثاني من فبراير/شباط الجاري استدعاء الخارجية التركية لسفراء تسعة دول وهي: بلجيكا وهولندا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والسويد والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، لإبلاغهم باستيائها من تعليق أعمال القنصليات، ولتؤكّد لهم “أنها تضمن أمن كافة البعثات الدبلوماسية الأجنبية بموجب الاتفاقيات الدولية”.

في حين لم يُعثر على أية أنباء تقول بأنّ الدول التي ذُكرت في الادعاء المتداول، سحبت سفراءها قبل 24 ساعة من وقوع زلزال تركيا.

صورة متعلقة توضيحية

دور نظريات المؤامرة بانتشار ادعاءات مضللة حول الزلزال

لم يستند الادعاء المتداول إلى أي أساس علمي عندما قال إنّ الدول الغريبة المذكورة تنبأت بوقوع الزلزال، بل وبمتابعة التعليقات على التغريدة، تبيّن أن ناشر الادعاء ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنّ هذه الدول تسببت أصلًا بوقوع الزلزال، مستندًا إلى نظرية مؤامرة تفتقر إلى أي مصدر علمي، تقول إنّ برنامج هارب هو الذي السبب خلف وقوع زلزال تركيا وسوريا الأخير. 

يدرس برنامج هارب الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي، بهدف تطوير تكنولوجيا الاتصالات. ولكن منذ ظهور هذا البرنامج، التصقت به شائعات عدّة يجري تداولها كل فترة، منها دوره في التلاعب في المناخ، وآخرها تسببه بحدوث الزلزال الأخير في تركيا وسوريا. 

وفي حين نفت دراسات علمية محكّمة قدرة برنامج هارب على التلاعب بالمناخ أو التحكم بوقوع كوارث طبيعية، وجد بحث أجراه مارك أوين جونز، الأستاذ المساعد لدراسات الشرق الأوسط في جامعة حمد بن خليفة والمتخصص في مجال البروباغندا الرقمية، أنّ أكثر من 130 ألف حساب على موقع تويتر انخرطوا في نقاش حول دور البرنامج في وقوع الزلزال، فيما أيّد أغلبهم نظرية المؤامرة التي تؤكد دوره. 

صورة متعلقة توضيحية

وكان “مسبار” قد ناقش تفاصيل الادعاءات التي انتشرت حول هذا البرنامج والحملة التي نسبت الزلزال الأخير له على "تويتر" في مقالين منفصلين تجدونهما هنا وهنا.

ومع كل حادثة تحوز اهتمام الناس، تنتشر مجموعة من الادعاءات المضللة، ولكن الأمور تأخذ منحى أكثر تعقيدًا عندما لا تستند هذه الادعاءات إلى خلفية علمية تفصل بين الحقيقة والتضليل. 

كما فند “مسبار” سابقًا ادّعاء إمكانية التنبؤ بوقت وقوع الزلازل في مدوّنة توضيحية، أدرج فيها أقوال أبرز الجهات العلمية والخبراء في هذا المجال، الذين أجمعوا على استحالة التنبّؤ بوقت وقوع الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين بشكل دقيق، فحص الادّعاء المتداول ووجد أنه مضلل من أكثر من ناحية.

زلزال قوي يضرب تركيا وسوريا

ضرب زلزال فاقت قوته 7.5 درجات على مقياس ريختر، جنوبي تركيا وشمالي سوريا، فجر الاثنين يوم السادس من فبراير الجاري، ما أسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف شخص في البلدين، إلى جانب دمار واسع في المباني والبنى التحتية. 

 

المصادر

Travel.gc.ca

British Embassy Ankara

Rueters

الجزيرة 

الأناضول

ANADOLU AGENCY (AR)

وزارة الصحة - حكومة الإنقاذ السورية

الدفاع المدني السوري

سانا

الأكثر قراءة