بدأت شركة ميتا المالكة لموقع فيسبوك، بإخطار الموظفين الذين تشملهم موجة التسريحات الجديدة في المنصة، والتي ستطال 10 آلاف وظيفة كما أعلنت الشركة في وقت سابق.
وكان المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ، أعلن في شهر مارس/آذار الفائت، أن "ميتا" ستلغي 10 آلاف وظيفة وتغلق خمسة آلاف منصب شاغر آخر لم يتم شغله، كما أطلق على 2023 عام "الكفاءة"، وقال إن التخفيضات ستعمل على بناء "أكثر رشاقة وفعالية".
وأشار مارك إلى أنّ التخفيضات "ضرورية للتكيف مع الواقع الاقتصادي الجديد وتمكين الشركة من الاستثمار في المستقبل".
وكانت شركة ميتا قد قامت بتسريح أكثر من 11 ألف موظف أيضًا في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، مما خفض قوتها العاملة بنسبة 13٪.
ونقلت صحيفة ذا واشنطن بوست، أنه في وقت مبكر من يوم الأربعاء الفائت، امتلأت منصات الاتصالات الداخلية لشركة ميتا برسائل وداع من الزملاء المغادرين، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص إن بعض الموظفين كتبوا مسبقًا رسائل يمكن لزملائهم في العمل مشاركتها مع فرقهم في حالة تسريحهم من العمل، لكن لم يتمكنوا من الوصول إلى الأدوات الداخلية. وانتقد آخرون نبأ مغادرتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
قلق القوى العاملة في ميتا
وذكرت صحيفة ذا واشنطن بوست سابقًا، أن التخفيضات في الوظائف تسببت في قلق القوى العاملة في "ميتا"، مما جعل الكثيرين يشككون في قيادة الشركة واتجاهها في الأشهر الأخيرة. وأوضحت أن بعض الموظفين المتبقين يبحثون عن وظائف جديدة، بينما يشعر الآخرون بالقلق بشأن الكيفية التي قد تتغير بها وظائفهم في المستقبل.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، تقول"ميتا" إنها لا تزال تعمل على الابتكارات الجديدة. وفي فبراير/شباط الفائت، أعلن زوكربيرغ عن إنشاء مجموعة عمل داخلية مصممة لزيادة استثمار الشركة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعمل الشركة أيضًا على دفع منتج الفيديو القصير (Reels)، للتنافس مع تطبيق تيك توك، وتستكشف إنشاء شبكة وسائط اجتماعية أخرى لامركزية من شأنها أن تنافس منصة تويتر.
وما زالت شركة ميتا تضخ الأموال في مشروعها الكبير لبناء عالم افتراضي متكامل قائم على التقنية ثلاثية الأبعاد والذي يُعرف باسم metaverse (ميتافيرس)، وقال زوكربيرغ سابقًا إنه يعتقد أن الناس سيرغبون في العمل والتسوق والتواصل الاجتماعي من خلال الأجهزة التي تعمل بتقنية الواقع الافتراضي والمعززة، وأوضح أنها ستصبح "منصة الحوسبة العظيمة التالية".
أسباب تسريح الموظفين من شركات التكنولوجيا
وتسارعت وتيرة تسريح أعداد متزايدة من الموظفين في شركات التكنولوجيا حول العالم خلال العام الفائت ومنذ الأشهر الأولى من العام الجاري، على الرغم من تصاعد أهمية الوظائف التكنولوجية وتزايد الاحتياج العالمي لموظفيها الذين يتمتعون بأجور وحوافز مادية ضخمة.
وتأتي شركات ميتا وغوغل ومايكروسوفت في مقدمة أعداد العمالة الكبيرة التي تم تسريحها من الشركات التكنولوجية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بصورة ملحوظة في الفترة الأخيرة.
ووفقًا لتقارير، فإن هناك العديد من العوامل التي تسهم في تسريح العمال في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الاقتصاد والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة والتوظيف الزائد في الشركات. إذ تتطلع شركات التكنولوجيا حاليًا إلى خفض التكاليف لتغطية نفقاتها المتزايدة بسبب التضخم، وعادةً ما يكون تسريح الموظفين من أولى تدابير خفض التكاليف لأنها من أكبر نفقات الشركة.
وتخسر شركات التكنولوجيا عائداتها عندما تقوم الشركات بخفض الإعلانات، إذ تمتلك شركات التكنولوجيا مثل ميتا وغوغل، نماذج أعمال تعتمد على بيع الإعلانات للمعلنين.
ويرجع جزء من الزيادة في عمليات التسريح إلى تصحيح تعيين الكثير من الأشخاص خلال ذروة وباء كورونا، بعدما نما استخدام التكنولوجيا بشكل كبير مع انتقال كل شيء عبر الإنترنت حيث عمل الناس عن بعد وكانوا يتسوقون عبر الإنترنت، ويشاهدون الأفلام في المنازل ويأخذون الدروس من خلالها بدلًا من الحضور الشخصي.
وجلبت الزيادة في النشاط عبر الإنترنت أرباحًا كبيرة لشركات التكنولوجيا وبدأت في التوظيف لمواكبة الطلب. واعتقدت الشركات أن هذا سيكون الوضع الطبيعي الجديد وعملت على توسيع فرقها، واختلف الوضع الآن بعدما عادت الأمور إلى طبيعتها وأصبحت الناس تمارس حياتها بشكل طبيعي .
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا
هل ستسبب الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي أزمة لمدققي المعلومات؟