بدأت منصة التواصل الاجتماعي تويتر، في إزالة علامة التوثيق الزرقاء الخاصة بها من المستخدمين المعتمدين الذين لم يشتركوا في خدمة الاشتراك المدفوع Twitter Blue (تويتر بلو)، بعد شهور من التأخير.
وكان إيلون ماسك، أعلن العام الفائت بعد شرائه منصة تويتر مقابل 44 مليار دولار، عن دفع رسوم شهرية بقيمة ثماني دولارات للحصول على العلامة الزرقاء بالإضافة إلى عدد من الميزات الأخرى.
وتم منح الحسابات التي تحتوي على العلامة والمعروفة باسم "الحسابات القديمة"، خيار الدفع مقابل الاشتراك بعد طرحه أو المخاطرة بفقدان العلامة، والتي تم تقديمها في الأصل لمنع انتحال هوية الشخصيات العامة على المنصة.
وبعد تأجيل الموعد النهائي في الأول من إبريل/نيسان الجاري، للتسجيل عدة مرات، بدأت المنصة يوم الخميس الفائت، في إزالة العلامة من آلاف الحسابات القديمة حول العالم، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل البابا فرانسيس وبيل غيتس وكيم كارداشيان.
النظام الجديد يشجع على انتشار المعلومات المضللة
وفقدت منظمات بارزة بما في ذلك هيومن رايتس ووتش العلامة الزرقاء، كما أزيلت عن العديد من الوكالات الحكومية والمنظمات غير الربحية وحسابات الخدمات العامة، مما أثار مخاوف بشأن كيفية تمكن الجمهور من التمييز بين القنوات الرسمية للمعلومات والحسابات الأخرى أثناء الأحداث العامة أو حالات الطوارئ.
وكان يُنظر إلى العلامة الزرقاء على "تويتر" أنها مؤشر على الجدارة بالثقة لأنها تعني أن النظام الأساسي قد تحقق من هوية المستخدم، مما يساعد المستخدمين على تحديد حسابات انتحال الشخصية والمعلومات الخاطئة، وكانت مخصصة إلى حد كبير للسياسيين والمشاهير والصحفيين والمؤسسات الإعلامية.
واعترض العديد من مستخدمي "تويتر" على هذه التغييرات وسط مخاوف من أن النظام الجديد قد يشجع على انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة.
ظهور حسابات منتحلة لجهات وشخصيات عامة
وأثارت عملية إزالة علامة التوتيق الخاصة بالمستخدمين الذين لا يدفعون فوضى مماثلة، مع عودة ظهور حسابات منتحلة لجهات وشخصيات عامة. مثلًا، بعد اشتباكات السودان الجارية التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل الجاري، نشر حساب يزعم أنه الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع، تغريدة زائفة ادعى فيها مقتل قائد قوات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورغم أنه حساب زائف وليس الرسمي لكن كان يحمل علامة التوثيق الزرقاء، بينما كان الحساب الحقيقي لقوات الدعم السريع لا يحمل العلامة.
وحصل ذلك قبل أن تُغلق منصة تويتر الحساب الزائف، واشترك الحساب الأصلي لقوات الدعم السريع في خدمة الحصول على علامة التوثيق الزرقاء.
وفي ظل الفوضى العارمة على "تويتر" بعد إزالة علامات التوثيق عن الحسابات، أثارت قدرة ظهور المنظمات والشخصيات المخاوف من أن تفقد "تويتر" مكانتها كمنصة للحصول على معلومات دقيقة ومحدثة من مصادر موثوقة، بما في ذلك في حالات الطوارئ.
وبدأت حسابات مزيفة في أميركا، تدعي أنها تمثل عمدة شيكاغو ووزارة النقل في شيكاغو، ووزارة النقل في إلينوي، في نشر تغريدات في وقت مبكر من أمس يوم الجمعة، تفيد كذبًا أن طريق ليك شور درايف في المدينة، وهو طريق رئيسي، سيغلق أمام حركة المرور الخاصة بدءًا من الشهر المقبل. وقال مكتب مدينة شيكاغو، إنه على علم بالحسابات المزيفة ويعمل مع "تويتر" على حل المشكلة.
وواجه المسؤولون والمكاتب الحكومية في مدينة نيويورك عددًا كبيرًا من الحسابات المزيفة التي تنتحل صفة حسابها الرسمي. ونشر أحد المستخدمين صورة مرفقة بصور لحسابات حكومية أميركية رسمية لم يتم التحقق منها ولا تحمل علامة التوثيق الزرقاء، قائلًا "يمكننا الشعور بأن القادم في تزايد لعمليات الاحتيال".
واستغل العديد غياب الحسابات الموثقة على منصة تويتر، عن طريق تغيير صورهم الشخصية وأسمائهم لانتحال صفة شخصيات عامة مثل مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، و سيناتور أريزونا الراحل جون ماكين. وقام آخرون بتغريدات مزيفة على أنها تعود لحسابات إخبارية موثوقة لنشر معلومات مضللة تسخر من ماسك.
وفقد حساب وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أيضًا علامة التوثيق، ليظهر بعدها حساب آخر يدعي أنه يعود كلينتون وزعم أنها سوف تترشح للانتخابات الأميركية المُقبلة واستخدم كل ما يتعلق بالحساب الأصلي. لكن بعد ذلك، علقت منصة تويتر الحساب المنتحل.
ساسية تويتر وصعوبة التحقق من الحسابات
احتفظت بعض الشخصيات العامة بالعلامة الزرقاء بعد اشتراكهم في خدمة تويتر بلو، في حين رفض العديد من الأشخاص الذي فقدوا العلامة هذا الإجراء، ورفضوا الاشتراك في الخدمة.
وتنص سياسة "تويتر" على أنه "لا يجوز للمستخدمين اختلاس هوية الأفراد أو المجموعات أو المنظمات أو استخدام هوية مزيفة لخداع الآخرين". وتصف المنصة الآن الحسابات التي تم التحقق منها بأنها "مشتركون في تويتر بلو وتحققوا من رقم هاتفهم".
ويشعر مدققو االحقائق بالقلق، من أن الزيادة في الاشتراك المدفوع، قد يؤدي إلى تفاقم انتشار المعلومات المضللة على "تويتر". إضافة إلى أن الحسابات المعروف عنها نشر المعلومات الزائفة ستتمكن من شراء العلامة الزرقاء من المنصة لتُكون انطباعًا لدى المستخدمين أنها حسابات موثوقة.
في حقبة إيلون ماسك كان لتغيير بعض القواعد في منصة تويتر، تداعيات عدّة منها صعوبة السيطرة على المحتويات الضارّة والزائفة، ومنذ استحواذه على المنصة في أكتوبر 2022، واجه الملياردير الأميركي انتقادات عديدة بسبب انتشار المعلومات المضللة ونظريات المؤامرة على المنصة، وعدم محاربتها والحد منها.
المصادر:
اقرأ/ي أيضًا