هذه المدوّنة ترجمة لمقال من موقع ذا فيرج.
تعهدت شركة غوغل منذ أكثر من عام بعدم بيع الإعلانات على المحتوى الذي يرفض عِلم المناخ السائد. ومع ذلك في إبريل/نيسان الفائت، وجد باحثون مئات مقاطع الفيديو التي تروج لمعلومات مضللة حول تغير المناخ والتي استثمرتها "غوغل" من خلال الإعلانات.
غوغل تستفيد من المحتوى المناخي المضلل
نشر تحالف العمل المناخي ضد المعلومات المضللة (CAAD)، وهي مجموعة تضم أكثر من 50 منظمة غير ربحية، تقريرًا يشير إلى مئة مقطع فيديو مختلِف ينشر أكاذيب حول قضية التغير المناخي ويروّج إلى أفكار تنكر جميع الأدلة العلمية، سوّقت "غوغل" لها إعلانات مختلفة، منتهكة بذلك سياستها الخاصة بشأن المعلومات المضللة.
من جهته، دعا CAAD إلى تعريف أوسع للمعلومات المضللة لتشمل المحتوى الخادع حول كيفية معالجة تغير المناخ؛ مثل الادعاءات الكاذبة بأنه لا يمكن فعل أي شيء بشأن تغير المناخ أو الإعلانات التي تروج لحلول مزعومة غير فعالة في الواقع، فقد وجد التقرير مئة مقطع فيديو آخر يعرض هذا النوع من المحتوى.
تقول إريكا سيبر، المتحدثة باسم المعلومات المضللة المناخية في منظمة أصدقاء الأرض غير الربحية، في بيان صحفي "تدعم شركة غوغل المعلومات المضللة المناخية التي يقولون إنهم يريدون إيقافها.. تستمر المعلومات المضللة بالانتشار لأنها مربحة، ولكن تحتاج شركات التكنولوجيا الكبرى إلى استثناء هذا الحافز".
هل تطبّق غوغل سياساتها ضد المحتوى المضلل؟
في أكتوبر/تشرين الثاني عام 2021، أعلنت شركة غوغل أنها تحدّث سياسات الإعلانات وتحقيق الدخل من المحتوى المتعلّق بتغير المناخ، وقالت إنّ سياستها الجديدة "ستحظر الإعلانات عن المحتوى الذي يتعارض مع الإجماع العلمي الراسخ حول وجود مشكلة تغير المناخ وأسبابها، وتحقيق الدخل منه، ويشمل ذلك المحتوى الذي يشير إلى تغير المناخ على أنه خدعة، والادعاءات التي تنكر أن الدراسات العلمية تُظهر أنّ المناخ العالمي آخذ في الاحترار، والادعاءات التي تنكر أنّ انبعاثات احتراق الوقود الأحفوري أو النشاط البشري يساهم في تغير المناخ".
ولكن حتى الثاني من مايو/أيار الجاري، وجد موقع ذا فيرج أنّ أحد مقاطع الفيديو المناخية المضللة التي تم تحديدها في تقرير CAAD، ما يزال يعمل مع إعلان لمصباح بعوض، وقد تم إنشاء الفيديو من قبل معهد هارتلاند، وهو مركز أبحاث سيء السمعة يرفض الإجماع العلمي على تغير المناخ.
تقول نعومي سيبت، المتحدثة في معهد هارتلاند في الفيديو "في هذه الأيام، علم تغير المناخ ليس علمًا على الإطلاق، إنّ التهويل بشأن تغير المناخ في جوهره هو أيديولوجيا معادية للإنسان بشكل حقير للغاية".
في المجمل، حصدت مقاطع الفيديو التي تم تحليلها في التقرير، على 73.8 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، فمنذ 17 إبريل/نيسان القائت، عرضت غوغل إعلانات على مقاطع الفيديو لعلامات تجارية منها كوستكو وتومي هيلفيغر ونايكي وهيونداي.
من الجدير بالذكر، أنّ غوغل وضعت مربعًا مميزًا أسفل فيديو معهد هارتلاند، مربوطًا بصفحة ويب للأمم المتحدة تشرح مفهوم التغير المناخ. ويحمل المربّع عبارة "يشير تغير المناخ إلى تحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي تسببها الأنشطة البشرية بشكل رئيسي، وخاصة حرق الوقود الأحفوري".
ولكن كان إخلاء المسؤولية هذا مفقودًا من مقطع فيديو آخر يقول "الهستيريا المناخية هي مجرد إعادة تسمية، إنها حصان طروادة للطغيان الشيوعي المناهض للبيض وللغرب". كما يهاجم الفيديو الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ البالغة من العمر 20 عامًا.
قال كالوم هود، رئيس الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية غير الربحي، والذي ساهم أيضًا في التقرير لصحيفة ذا نيويورك تايمز "إن التقرير يطرح السؤال حول المستوى الحالي لإنفاذ غوغل لسياساتها ضد المعلومات المضللة". وأردف "بعد أخذ الوقت الكافي لمشاهدة كل مقطع فيديو واحدًا تلو الآخر، فإن نتائج فريق البحث ربما تكون غيض من فيض".
أنجز CAAD تقريره من خلال البحث في موقع يوتيوب عن مصطلحات رئيسية مثل "خدعة تغير المناخ"، ثم قيّم باحثان منفصلان مقاطع الفيديو المنتشرة، وطابقوها بتعريفات شركة غوغل و CAAD للمعلومات المضللة عن المناخ.
تعليق غوغل على نتائج التقرير
قال مدير اتصالات سياسة شركة غوغل، مايكل أسيمان، في رسالة بريد إلكتروني إلى موقع ذا فيرج، إنّ غوغل راجعت قائمة مقاطع الفيديو في بيانات التقرير، وأزالت الإعلانات من تلك التي تنتهك سياستها ضد إنكار تغير المناخ. وأردف "نحن نفرض هذه السياسة بصرامة، ولكن تنفيذنا ليس دائما مثاليًا، ونعمل باستمرار على تحسين أنظمتنا لاكتشاف المحتوى الذي ينتهك السياسة وإزالته بشكل أفضل".
بعد تلقي هذا الرد، حدّث موقع ذا فيرج صفحة فيديو معهد هارتلاند على "يوتيوب"، ولكن ما يزال يتم عرض إعلان تمهيدي لحملة جو بايدن الرئاسية.
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى تقرير الأمم المتحدة الذي نشره “مسبار” حول طرق معالجة المعلومات المُضللة في قضايا تغيّر المناخ، والذي يقدّم نصائح فاعلة للأفراد والمؤسسات للتصدي لهذه المشكلة.
اقرأ/ي أيضًا
تحليل: ارتفاع نظريات المؤامرة والأكاذيب حول إنكار تغير المناخ خلال عام 2022
نظرية التطعيم العقلي ضد الأخبار الكاذبة في قضايا التغير المناخي