واصل "مسبار" خلال شهر يوليو/تموز الفائت عمله في فحص الأخبار من مختلف الدول العربية وحول العالم. إذ نشر خلال الشهر 97 مادة تحقق، بالإضافة إلى رفعه وتيرة إنتاج التحقيقات والتقارير المعمقة ذات الطابع التحليلي بواقع 50 مادة مطوّلة تراوحت مواضيعها بين كشف التضليل والسياسات الخفية، واختبار أحدث الأدوات التقنية المتعلقة بالتحقيق والاستقصاء.
تقارير معمّقة شاملة
من أبرز التقارير المعمقة التي نشرها "مسبار" خلال شهر يوليو تحقيقًا كشف فيه الصلات الخفية بين الشركة الخاصة، التي أعلنت حكومة النظام السوري أنها ستستثمر في مطار دمشق الدولي، والمكتب الاقتصادي الخاص بالقصر الجمهوري. كما نشر "مسبار" تقريرًا فيه نتائج اختبار معمّق أجراه على روبوت المحادثة "بارد" الخاص بجوجل بنسخته العربية، وفيه أظهر قدرة الروبوت على التضليل واختلاق المعلومات وسهولة التلاعب بإجاباته.
خطوات تطبيع السعودية مع إسرائيل
وسلط "مسبار" الضوء على الممارسات "الناعمة" التي تقوم بها السعودية لتمهيد طريقها نحو التطبيع الرسمي مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة، وذلك من خلال تقريرين تحدث أولهما عن جهود مجموعة إم بي سي، الذراع الإعلامية والترفيهية السعودية الأكبر في المنطقة، في عرض أفلام ومسلسلات تروّج لرواية الاحتلال الإسرائيلي. والثاني فنّد التغييرات التي طرأت على المناهج السعودية في الموسم الدراسي الأخير، والتي حمل عددٌ منها نبرة أكثر تصالحية مع إسرائيل.
علاقة قيس سعيّد مع وسائل التواصل
كما فحص "مسبار" مظاهر تحيز الرئيس التونسي قيس سعيّد في علاقته مع وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يواصل وصفها بـ "أدوات لضرب الأمن القومي لتونس" من جهة، بينما تقول الوقائع أنه أكثر السياسيين المحليين استخدامًا لها.
بين أوبنهايمر وباربي
ولم يفوّت "مسبار" فرصة تغطية ما يتعلق من معلومات وشائعاتٍ جرى تداولها خلال الشهر المنصرم حول ثنائية هوليوود الأشهر منذ سنوات، فيلمي باربي وأوبنهايمر. إذ واكب الأنباء المتعلقة بمنع عرض أوبنهايمر في اليابان أو باربي في السعودية، وبيّن مكامن التضليل فيها. كما فحص الدقة في بعض الأخبار التي حاولت التضخيم من تقييم النقاد الذي ناله أحد الفيلمين أو سيطرة آخر على شاشات العرض.
انتقال مبابي إلى الهلال وتقديم ميسي لجماهير إنتر ميامي
أما على الصعيد الرياضي، نشر "مسبار" تقريرًا مطوّلاً، يبيّن بالأرقام، أنه من المستحيل أن يكون تصريح ديفيد بيكهام حول حصول عرض تقديم ميسي لنادي إنتر ميامي على 3.5 مليار مشاهدة صحيحًا كما ادّعى النجم الإنجليزي، وبيّن أيضًا أن النجم الإنجليزي لم يصرح أنّ ميسي هو أول من سجل هدفًا من ركلة حرة للنادي الأميركي. كما واكب آخر المستجدات المتعلقة بانتقال مبابي إلى نادي الهلال السعودي، وما ينطوي على ذلك من محادثات حقيقة أو شائعات.
وترجم مسبار عددًا من التقارير التي تحدثت عن مخاطر الذكاء الاصطناعي في تعزيز الدعاية المضللة، مثل تقرير "التضليل المُغرِض: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزعزع الديمقراطية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة؟" الذي نشرته صحيفة ذا غارديان البريطانية وتقرير "الذكاء الاصطناعي يُستخدم في القرصنة والدعاية المضللة" الصادر عن رويترز.
عدد مواد التحقّق حسب التصنيف
أما بالنسبة لمواد التحقق من صحة الأخبار، فتوزّعت على طيفٍ من أربع تصنيفات للأخبار التي تم تفنيدها في تلك المواد، بواقع 70 مادة بتصنيف مضلل، 25 مادة بتصنيف زائف، ومادة واحدة لكل من تصنيفي ساخر وانتقائي.
عدد مواد التحقّق حسب نوع الخبر
احتلّت المواد التي اندرجت تحت نوع الأخبار المرتبة الأولى، إذ حازت على 74 مادة، فيما جاءت المواد الرياضية في المرتبة الثانية بمجمل 8 مواد، ثم مواد الثقافة والفن التي بلغ عددها 4، ثم عقبتها مواد السياسة والتكنولوجيا والروحانيات والدين بواقع 3 مواد لكل منها، بالإضافة إلى مادة واحدة للمواد المتعلقة بالمأكولات والمشروبات والسفر.
عدد مواد التحقق حسب البلد
كما حازت العديد من الأحداث المختلفة حول العالم خلال شهر يوليو الفائت على اهتمام الناس، وارتبطت بهذه الأحداث ادعاءات مضللة عديدة، وفيما يلي مجموعة من أبرز الأحداث التي غطاها "مسبار" على مدار أيام وكشف أبرز التضليلات التي نُشرت حولها.
مقتل الفتى نائل على يد الشرطة الفرنسية
في يوم الثلاثاء 27 يونيو المنصرم، استيقظ العالم على خبر مقتل فتى فرنسي من أصول جزائرية يدعى نائل على يد أحد عناصر الشرطة في سيارته، وذلك بعد أن ادعى الأخير أنه طلب من نائل التوقف لكنه رفض وتقدم نحوه بسيارته لدهسه، لكن سرعان ما تسربت مقاطع فيديو تظهر أن السيارة كانت متوقفة، وأن حادثة القتل جرت من على مسافة صفر تقريبًا، لتدحض بذلك رواية الشرطة الفرنسية الأولية.
اندلعت على خلفية الحادثة موجة احتجاجات عارمة طالت معظم أنحاء البلاد، ومعها ترافقت مجموعة من المقاطع والأخبار المضللة. إذ تم نشر عدة مقاطع لحرائق قديمة من مختلف أماكن العالم مع ادعاء على أنها من فرنسا خلال الاحتجاجات، لكن "مسبار" بيّن أصلها، كما تم نشر مقاطع لتخريب واجهة مكدونالدز وسرقة متجر آبل على أنها من احتجاجات فرنسا الأخيرة، وفنّدها "مسبار".
وانتشرت مقاطع عدة لحيوانات برية تسير بحرّية في الشوارع على أنها في إحدى الشوارع الفرنسية، لكن "مسبار" بيّن أن المقطع قديم ومن مكانٍ آخر، وتكرر ذات الأمر مع مقطع آخر لوحيد قرنٍ يتجول.
واستغل بعض الناشرين تشابه بعض المظاهر بين المدن الأوروبية، إذ نُشر مقطع من احتجاجات اندلعت في بلجيكا عام 2020 ردًّا على إجراءات كورونا، على أنها من فرنسا، وكذلك احتجاجات أخرى جرت في لندن في وقتٍ سابق. كما تم استخدام مقاطع من احتجاجات سابقة في باريس على أنها حديثة جرت على خلفية مقتل نائل.
كما تم استغلال مشاهد تمثيلية أو مشاهد قديمة لا صلة لها بالاحتجاجات الأخيرة في فرنسا لنشرها في سبيل التضليل، منها مشهد تخيلي تم تمثيله مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا لتصور ما قد يحدث في حال غزت روسيا فرنسا، ومشهد قصف مركز ريتروفيل التجاري في أوكرانيا، ومشهد قديم آخر يظهر قناصًا على سطح أحد المباني مشكوكٌ بصحته.
إضافةً إلى ذلك، نشر "مسبار" عددًا من التقارير المطوّلة حول الحادثة، إذ بيّن اللغط الذي حدث عندما انتشر بيان زائف على أنه صادر عن الحكومة الفرنسية بأمرٍ لقطع الاتصالات، وكذلك أن محامي نائل قد ظهر حقًا في فيلم أثينا وأسباب ظهوره، ومادة تفصيليةً حول حقيقة الادّعاءات حول هوية الشرطي الذي قتل نائل في ضاحية نانتير. يمكنكم الاطلاع أبرز الأخبار الزائفة التي انتشرت عقب مقتل الفتى نائل من خلال هذا التقرير.
حادثة حرق المصحف في السويد
في القارة الأوروبية أيضًا، حصلت حادثة أخرى سببت كثيرًا من الضجة والجدل، رافقها العديد من الأخبار المضللة التي كشفها "مسبار" خلال شهر يوليو الفائت، حيث أقدم الشاب العراقي سلوان موميكا يوم 27 يونيو أول أيام عيد الأضحى على حرق نسخة من القرآن أمام أحد المساجد في العاصمة السويدية ستوكهولم بحماية من الشرطة، مطلقًا بذلك موجة من التنديدات في الدول العربية والإسلامية وحول العالم.
ترافق مع الحادثة كذلك موجة من الأخبار المضللة التي كان لها "مسبار" بالمرصاد، إذ انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع لرئيس الوزراء السويدي وهو يتحدى العرب ويهزأ منهم في مؤتمر صحفي، ليكشف "مسبار" أن الترجمة مفبركة، وأن رئيس الوزراء كان يتحدث عن الاتحاد الأوروبي ومنطقة شينغن في المقطع الأصلي.
كما انتشر مقطع آخر على أنه لمطاردة فتاتين مسلمتين حرقة القرآن في السويد، ليبيّن "مسبار" أن الفيديو قديم ومن النرويج. كما نشرت حسابات عديدة مقطعًا تمثيليًا للاعب كاراتيه روسي على أنه اعتداء بالضرب على سلوان موميكا بعد حرق المصحف.
ونشر صانع المحتوى الساخر السعودي المدعو شيهان، مقطعًا تمثيليًا ظهر فيه وكأنه سلوان موميكا، يطلب النجدة والحماية من الأمم المتحدة بأسلوبٍ متهكّم، فانتشر المقطع على أنه حقيقي ويعود لسلوان موميكا قبل أن يكشف "مسبار" أنه ساخر، وتمّت فيه الاستعانة بالعديد من مستحضرات التجميل.
جمع مسبار أبرز الأخبار والادعاءات المضللة التي رافقت حادثة حرق المصحف في السويد، ويمكنكم الاطلاع عليها هنا. كما واكب آخر مستجداتها وما انتشر حولها مؤخرًا عندما نشرت صحف ومواقع إعلامية أنباءً تفيد بسحب السويد إقامة سلوان موميكا، ليكشف "مسبار" أنها لم تفعل ذلك، لكنها أعادت بالفعل فتح ملف هجرته.
الحرائق في الجزائر
إلى جانب تلك القضايا، رصد "مسبار" تضليل في أخبار عديدة انتشرت حول الحرائق في الجزائر التي طالت عدة ولايات. إذ تم تداول مقطعًا للطائرة الروسية (بيريف -بي -اي 200) وهي تخمد الحرائق مع ادعاء أنه من حرائق هذا العام، ليكشف "مسبار" أن الفيديو قديم ومن حرائق عام 2022. كما تكرر الأمر نفسه مع مقطع آخر لطائرة مروحية.
وحام حول حرائق الجزائر الأخيرة العديد من الاتهامات الموجهة التي تقول بأن الحرائق كانت مفتعلة، إذ انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا يدّعي ناشروها أنها لجنود من الجيش الجزائري، يستعدون لإضرام النيران في غابات الجزائر بواسطة عجلات مطاطية مستعملة، لكن "مسبار" بيّن أن الصور قديمة، وتعود لعملية نقل إطارات مطاطية ضمن إطار حملة لمكافحة حرائق الغابات نُظمت في ولاية عنابة عام 2022.
وفي صدد الجدل الذي دار حول الحرائق في الجزائر، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تقريرًا بعنوان "فرانس 24.. القناة الحثالة" وفيه اتهمت الوكالة القناة الفرنسية بالانحياز والانتقائية في تغطيتها لحرائق الجزائر فقط دونًا عن دول حوض المتوسط الأخرى التي تشهد حرائق بدورها أيضًا، وذلك بهدف إظهار ضعف الدولة. إلا أن "مسبار" فحص بعمق تغطية فرانس24 للحرائق خلال الأسبوعين الأخيرين، ووجد أن التغطية كانت شاملة، كما سلطت القناة الضوء على الجهود الحكومية المبذولة لإخماد الحرائق ومكافحتها.
كانت هذه جولة حول أبرز الادعاءات التي رصدها فريق "مسبار" خلال يونيو الفائت. وفي حال شككتم بأي ادعاء تواجهونه على شبكة الإنترنت لا تتردوا بالتواصل معنا، ليجيبكم “مسبار” على كافة استفساراتكم، كما يمكنكم متابعتنا على فيسبوك وتويتر وإنستاغرام ويوتيوب، والاشتراك بقناتنا على تيليجرام ليصلكم كل جديد.
اقرأ/ي أيضًا
