قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة LCI الفرنسية، مساء يوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول الجاري، إن الرئيس إيمانويل ماكرون تلقى دعوة رسمية من العاهل المغربي محمد السادس لزيارة المملكة المغربية هذا الصيف، دون تحديد موعد الزيارة.
مصدر حكومي مغربي ينفي زيارة ماكرون إلى المغرب
نقلت وكالة الأنباء المغربية، عن مصدر حكومي مغربي رسمي بأن زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المغرب "ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة".
وأضافت أن المصدر الحكومي الرسمي ذاته عبّر عن استغرابه لكون وزيرة الخارجية الفرنسية اتخذت "هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير مُتشاور بشأنه، بخصوص استحقاق ثنائي هام".
ماكرون يعلن استعداد بلاده تقديم المساعدات والمغرب يتجاهل
ويأتي هذا الجدل بعد أيام من عدم موافقة المغرب على قبول المساعدات الإنسانية من فرنسا، لمساعدة منكوبي الزلزال الذي ضرب البلاد في الثامن من سبتمبر الجاري.
وأعلنت السلطات المغربية موافقتها على تلقي المساعدات من أربع دول فقط، وهي إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، بينما امتنعت عن قبول مساعدات عرضتها فرنسا، الأمر الذي أثار الجدل مجددًا حول العلاقات المتوترة بين باريس والرباط.
ورد الرئيس الفرنسي على هذه الخطوة من خلال مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية، وأوضح أن بلاده مستعدة للتدخل لمساعدة منكوبي الزلزال، فور تلقيها طلبًا بهذا الخصوص من السلطات المغربية.
وقال ماكرون في المقطع المصور "يعود إلى جلالة الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرّف وفق خيارهما السيادي".
وأضاف"هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تمامًا منذ اللحظة الأولى، وعلى هذا أود احترامًا للجميع، أن تتوقف السجالات التي تفرّق وتعقد الأمور في هذا الوقت المأسوي".
العلاقات بين المغرب وفرنسا
وسبق وأجّل المغرب زيارة ماكرون مرارًا خلال العام الفائت، كما شهدت العلاقات بين البلدين توترات في السنوات الأخيرة بسبب قضية الصحراء الغربية التي تريد المغرب من فرنسا الاعتراف بمغربيتها على غرار عدد من الدول الصديقة للمملكة، حسبما قالت شبكة فرانس24.
ومنذ أشهر لم يعد هناك سفير مغربي في فرنسا، وأعلنت وزارة الخارجية المغربية، في الثاني من فبراير/شباط الفائت، إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للملك محمد السادس لدى فرنسا.
وتضيف تقارير إعلامية أخرى، أنه من أسباب تدهور العلاقات بين البلدين أيضًا، رفض فرنسا منح تأشيرات دخول المغاربة إلى بلادها. إذ منذ سبتمبر/أيلول 2021، ظهر التوتر بشكل علني بعد قرار باريس تشديد القيود على منح تأشيرات للمواطنين المغاربة، وتعزز بعدم تبادل البلدين الزيارات الدبلوماسية منذ تلك الفترة.
بينما اعتبر خبراء أن قضية رفض أو تخفيض منح التأشيرات للمغاربة ليست أزمة في حد ذاتها، بقدر ما هي تداعيات لأزمة صامتة بين البلدين، أساسها اقتصادي بالدرجة الأولى، وأن “تراجع الاستثمارات الفرنسية في المغرب أحد مؤشرات هذه الأزمة ذات العمق الاقتصادي”.
اقرأ/ي أيضًا