` `

تحذيرات إسرائيل لسكان غزة قبل القصف: لغة تهديدية وقتل مبرَّر

حمزة حسن حمزة حسن
أخبار
10 أكتوبر 2023
تحذيرات إسرائيل لسكان غزة قبل القصف: لغة تهديدية وقتل مبرَّر
قصفت إسرائيل منازل عدة دون تحذير مسبق، أسفر عن مقتل عائلات بأكملها (Getty)

تدّعي الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية، ومنها حساب المتحدّث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أنها "تحذّر" مواطني قطاع غزة قبل قصف منازلهم أو أماكن تواجدهم، بحُجّة "الحفاظ على سلامتهم". لكن المشهد في قطاع غزة والذي يُعرض عبر وسائل الإعلام المختلفة، يقول العكس تمامًا.

تحذير سكان قطاع غزة بإخلاء منازلهم وأماكن تواجدهم

ويتّضح من خلال اللغة المستعملة في منشورات أفيخاي أدرعي، أنها أسلوب تهديدي بحت، وليست لغة “تحذيرية” من أجل الحفاظ على سلامة مواطني غزة، كما يدّعي. إذ يستعمل عبارات من قبيل “أعذر من أنذر”، و“فتحت أبواب الجحيم على قطاع غزة”.

تهديد افيخاي ادرعي لسكان قطاع غزة بمغادرة منازلهم
تهديد افيخاي ادرعي لسكان قطاع غزة

توجيهات إسرائيلية مضللة وغير واضحة لسكان قطاع غزة

إضافة إلى اللغة التهديدية، يستعمل أدرعي عبارات “توجيهية” أو “إرشادية” مضللة وغير واضحة لسكّان القطاع، إذ يخبرهم بإخلاء منازلهم أو أماكن تواجدهم، والتوجّه إلى “المآوي” أو إلى مكان آخر في مركز المدينة.

إلا أن قطاع غزة أثناء أي عدوان إسرائيلي، يكون كل مكان فيه معرّض للقصف في أي لحظة. وعليه، يروّج أدرعي للرأي العام وللجمهور المتابع له، رواية مضللة، مفادها أن سكّان قطاع غزة يملكون “ملاجئ” أو “أماكن آمنة”، وأن لديهم الخيار في النجاة.

قصف إسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة الأونروا في غزة

بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، أفادت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بأن عدد النازحين إلى مدارسها، تجاوز أكثر من 180 ألف نازح، مشيرة إلى أن العدد قابل للزيادة مع استمرار “القصف العنيف والغارات الجوية”. وأضافت “الأونروا” بأنّ مدرسة تابعة لها تأوي أكثر من 225 شخصًا، قد تعرّضت لقصف إسرائيلي مباشر، يوم الأحد الثامن من أكتوبر الجاري. 

أكثر من 187 ألف شخص نزحوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة
نزوح أكثر من 70 ألف فلسطيني إلى مدارس وكالة الأونروا بسبب القصف الإسرائيلي على غزة

ومن المُتعارف عليه عند أي عدوان إسرائيلي على القطاع، وبعد “تحذيرات” الإسرائيليين بإخلاء منازلهم، يلجأ بعض المواطنين إلى مدارس وكالة الأونروا، ظنًّا منهم أنها آمنة.

هل حُذّر سكّان منطقة الترنس في مخيم جباليا قبل قصفه؟

أفادت وسائل إعلام محلية، أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت يوم الاثنين التاسع من أكتوبر، سوقًا شعبيًّا في منطقة الترنس في مخيم جباليا، شماليّ قطاع غزة. وتُعرف المنطقة بحيويتها وباكتظاظها السكاني، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات ممّن كانوا في المكان.

البحث عن ناجين تحت الأنقاض بعد قصف مخيم جباليا
البحث عن ناجين تحت الأنقاض بعد قصف مخيم جباليا (Getty)

قصف إسرائيل للمنازل في غزة فوق رؤوس سكّانها

قصفت إسرائيل منزلًا يعود إلى عائلة شعبان، في حي النصر غربيّ مدينة غزة، صباح يوم الثامن من أكتوبر الجاري. وأودى قصف المنزل إلى مقتل العائلة المكوّنة من الأب والأم وأربعة أبناء. ومن الجدير ذكره، أن قصف المنزل جاء دون تحذير مسبق، ما أسفر عن مقتل العائلة بأكملها، وفقًا لشهود عيان لوكالة الأناضول.

وفي اليوم نفسه، دمّرت إسرائيل منزلًا يعود إلى عائلة الزعانين في عزبة بيت حانون، شماليّ قطاع غزة، راح ضحيّته نحو 20 فردًا من العائلة، من بينهم أطفال ونساء. 

وأفاد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، أن إسرائيل ارتكبت مجازر بحقّ 15 عائلة إلى الآن، جرّاء قصف منازلهم بشكل مباشر، ودون إنذار مسبق. 

إسرائيل ارتكبت مجازر بحق 15 عائلة في قطاع غزة من خلال قصف منازلهم بشكل مباشر

تدمير إسرائيل للأبراج السكنية في قطاع غزة

في يوم السبت السابع من أكتوبر الجاري، دمّرت الطائرات الحربية الإسرائيلية برج فلسطين، الواقع في شارع الشهداء وسط مدينة غزّة. ويتكوّن البرج من 14 طابقًا، أي ما يقارب من 100 شقّة سكنية. وأسفر تدمير البرج عن تشريد سكّانه وإلحاق أضرار جسمية بالمباني وبالمنشآت المجاورة له، إضافة إلى تسببه بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.

وتدّعي إسرائيل أن تدمير الأبراج، يأتي لكونها تابعة لحركة حماس، وأنّ الأخيرة تستخدمها لارتكاب عمليات “إرهابية”. وسياسة إسرائيل بقصف الأبراج تحت ادعاء أنها تابعة للمقاومة الفلسطينية- وإن صحّ الادعاء- تأتي دون الأخذ بعين الاعتبار أعداد المواطنين الذين يسكنون هذه الأبراج، وما سيكون مصيرهم بعد تدمير منازلهم، في ظلّ القصف المتواصل على كافة أنحاء القطاع.

يذكر أنه أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، نُشرت أخبار مفادها أن الاحتلال الإسرائيلي “حذّر” بقصف برج السوسي الكائن مقابل مقرّ رئاسة وكالة الأونروا، وسط مدينة غزة، إلا أنّه سرعان ما حوّل وجهته إلى قصف برج الباشا. وتُرجع بعض وسائل الإعلام المحلية سبب تغيير إسرائيل رأيها بقصف “السوسي”، إلى أنها تلقّت اتصالًا من وكالة الأونروا، كي لا يتضرّر مقرها بفعل قصف البرج، خصوصًا أنه ليس لديها “أهدافًا” داخل البرج، وإنما يأتي قصفه سياسة ضغط على المقاومة الفلسطينية.

استهداف إسرائيل لسيارات الإسعاف والمرضى

أفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت بشكل مباشر وممنهج لتسع سيارات إسعاف، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع. 

ونشرت وسائل إعلامية، مقطع فيديو، يوثّق استهداف الطائرات الإسرائيلية لسيارة إسعاف تحمل مصابين. 

استهداف إسرائيل للصحافيين في قطاع غزة

أثناء تغطيتهم لاستهداف مبنى مقابل برج حجّي غربيّ مدينة غزة، فجر اليوم الثلاثاء العاشر من أكتوبر، قصفت الطائرات الإسرائيلية تجمّعًا لمواطنين كانوا بالقرب من المكان، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة من الصحافيين، وهم: سعيد رضوان الطويل، ومحمد رزق صبح، وهشام النواجحة.

عملية طوفان الأقصى

أعلنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس، يوم السابع من أكتوبر الجاري، بدء عملية أطلقت عليها “طوفان الأقصى”؛ ردًّا على الانتهاكات الإسرائيلية بحقّ المسجد الأقصى، واعتداء المستوطنين المستمر على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.

وبدأت عملية طوفان الأقصى برشقات صاروخية، رافقتها اقتحامات لمستوطنات غلاف غزة، برًّا وجوًّا بواسطة السيارات والدرجات النارية والطائرات الشراعية، واستطاع المقاومون الفلسطينيون أسر وقتل جنود ومستوطنيين إسرائيليين. 

وأدّت طوفان الأقصى إلى إعلان إسرائيل “حالة الحرب”، والبدء بعملية عسكرية أطلق عليها “السيوف الحديدية”.

العدوان الإسرائيلي على غزة 2023

بعد طوفان الأقصى، شنّت إسرائيل غارات كثيفة وعشوائية على أماكن متفرّقة في قطاع غزة، طاولت المباني السكنية والمستشفيات والمساجد.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوم أمس الاثنين التاسع من أكتوبر، أن الطواقم الطبية في المستشفيات استقبلت أكثر من 680 شهيدًا، منهم 140 طفلًا و105 سيدة، وأكثر من 3700 مصابًا بجروح مختلفة، مشيرة إلى أن 10% من الإصابات كانت من الأطفال.

وصول عدد من النساء والأطفال إلى مستشفى الشفاء في غزة جرّاء القصف الإسرائيلي
وصول عدد من النساء والأطفال الجرحى إلى مستشفى الشفاء في غزة جرّاء القصف الإسرائيلي (Getty)
مسعف يحمل طفلًا مصابًا بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة
مسعف يحمل طفلًا مصابًا بعد قصف إسرائيلي على مدينة غزة (Getty)

إن ما تدّعيه إسرائيل حول “تحذيراتها” و"إرشاداتها" لمواطني قطاع غزة تحت حُجّة “الحفاظ على سلامتهم”، ما هو إلا تضليل متعمّد و"رخصة دولية للقتل" عبر إيهام العالم بحرصها على أرواح المدنيين في الوقت الذي تقصفهم بالطائرات. إذ إن استهداف منازل المواطنين الآمنين فوق رؤوسهم، واستهداف مدارس الأونروا التي نزح إليها الآلاف، إضافة إلى استهداف الصحفيين وسيارات الإسعاف والمراكز الطبية، كلها نماذج تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضلل العالم بأكمله.

اقرأ/ي أيضًا

أبرز الادعاءات المضللة حول عملية طوفان الأقصى

الفيديو لتفجير دبابة روسية وليس لاستهداف القسام آلية إسرائيلية

الأكثر قراءة