بالتزامن مع دعوات و تحذيرات الجيش الإسرائيلي بإخلاء مناطق شمال قطاع غزة، التي يقصفها بشكل مستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتوجه نحو الجنوب لضمان نجاتهم من الغارات حسب ادعاء الجيش. نشر حساب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم الأحد 15 أكتوبر، تسجيلًا صوتيًا على أنه لمكالمة هاتفية بين ضابط في الوحدة 504 في هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وبين أحد سكان جباليا شمالي قطاع غزة.
وأكد أفيخاي أن أحد سكان غزة يعترف في المكالمة مع الضابط "كيف تمنع حركة حماس سكان القطاع من الانتقال إلى الجنوب حفاظًا على سلامتهم"، مضيفًا "حماس تستخدم سكان غزة دروعًا بشرية..". ويدّعي التسجيل الصوتي أن عمليات الاعتراض تحدث عند منطقة عيادة الوكالة.
وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي، إن حماس تمنع المدنيين من مغادرة الشمال إلى جنوب قطاع غزة
شهود يكشفون حقيقة اعتراض حماس النزوح إلى جنوبي غزة
تحقق "مسبار" من الادعاءات الإسرائيلية بأن حماس منعت عمليات النزوح، وتبين أن الرواية الإسرائيلية غير دقيقة ولا تنقل حقيقة واقع عمليات النزوح، وذلك بعدما نزح آلاف الفلسطينيين مشيًا على الأقدام أو مستقلين سيارات وشاحنات إلى جنوب القطاع بعد تحذيرات الاحتلال، ولم يُعثر على أي مشاهد تؤكد صحة هذه الرواية حتى الآن.
ولمزيد من التحقق والتأكد من صحة الادعاءات الإسرائيلية، تواصل "مسبار" مع عدد من الصحفيين والمواطنين الذين نزحوا إلى الجنوب بعد دعوات الإخلاء وكانوا شهود عيان على عمليات النزوح، وأكدوا أن حركة حماس لم تمنعهم من التوجه إلى الجنوب، ولا صحة لهذه الادعاء.
وأكد المواطن م. ز، أن زوج أخته خرج اليوم الأحد، من منطقة عيادة الوكالة في جباليا باتجاه مدينة رفح جنوبي القطاع، دون قيود من حماس.
وقال الصحفي ي. ن في لمسبار "أقاربي و أنسبائي خرجوا من مدينة جباليا شمالي غزة إلى الجنوب، ولم يعترضهم أحد".
بينما قال الصحفي أ. ب "عائلتي خرجت من بيت لاهيا شمالي غزة إلى المحافظة الوسطى ولم يعترضها أحد". وأكد المواطن ر. ش "خرجنا من محافظة غزة إلى رفح جنوبي القطاع ولم تكن هناك أي حواجز أو ما شابه".
فيما أكدت المواطنة و.ك، بدورها لمسبار أن جميع أخواتها تحركن من مخيم جباليا إلى المحافظة الوسطى، وجيرانها وأنسبائها تحركوا إلى الجنوب دون أي اعتراض من أحد.
ملاحظة: تم حجب أسماء شهود العيان لاحتياطات أمنية.
مراسل سكاي نيوز إنجليزية يؤكد أنهم لم يروا أي دليل على مزاعم الاحتلال
وقال الصحفي البريطاني أليستير بانكال، ومراسل الشرق الأوسط لشبكة سكاي نيوز الإنجليزية، في تغريدة نشرها عبر حسابه في منصة إكس، اليوم الأحد، "تزعم إسرائيل أن حماس تمنع الناس من مغادرة منازلهم في شمال غزة"، مؤكدًا "يقول فريقنا في غزة إنهم لم يروا أي دليل على ذلك. ولقد طلبت لقطات كاميرات المراقبة التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تثبت الادعاء الإسرائيلي، قبل 24 ساعة، ولكن لم أتلقها بعد".
مشاهد لنزوح العائلات في غزة إلى الجنوب
ومنذ يوم الجمعة 13 أكتوبر الجاري، نشرت وسائل إعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاهد لعمليات النزوح في شوارع مدينة غزة، بعدما خرج الآلاف من سكان القطاع، حاملين بعض الأغراض، في سيارات أو شاحنات أو سيرًا على الأقدام، ويحاولون التوجه نحو جنوب القطاع، ولم توثق أي مشاهد عمليات اعتراض للمواطنين من قبل حماس.
ظروف صعبة لنزوح المواطنين في غزة
وبسبب صعوبة الموقف، تُظهر الصور أن الكثير من العائلات في غزة قررت السير على الأقدام، لعدم توفر السيارات الكافية، ووثقت شهادات أن بعضهم سار بالساعات لمسافات طويلة للوصول إلى مناطق الجنوب، إذ إن النسبة الأكبر من السائقين عجزت عن تأمين المحروقات، في الوقت الذي تُغلَق فيه أغلب محطات الوقود نتيجة الحصار على القطاع.
كما عانى الكثير من الأهالي أثناء ذهابهم إلى الجنوب بعد تدمير الاحتلال الكثير من الطرق المؤدية إلى المناطق التي يحاول الأهالي الوصول إليها.
الأمم المتحدة تؤكد استمرار عمليات النزوح إلى جنوبي غزة
كما أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن النزوح الجماعي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مستمر منذ صباح الجمعة، بعدما أمرت إسرائيل السكان بإخلاء المناطق قبل عمليات عسكرية.
كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأحد، أن نحو مليون شخص نزحوا في قطاع غزة خلال الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وبحسب الأونروا فإن هذا الرقم مرجح للزيادة في ظل استمرار مغادرة السكان لمنازلهم خوفًا من العدوان الإسرائيلي.
الاحتلال يقصف قافلات النازحين إلى جنوبي غزة
من ناحية أخرى، فقد قامت قوات الاحتلال بنشر بيانات بشأن ممرات الخروج الآمنة إلى جنوبي قطاع غزة، إلا أنها قصفت عددًا من السيارات التي كانت في الطريق إلى الجنوب.
ووثقت بعض الكاميرات تعرض قافلة كانت تتحرك من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه، في أعقاب أوامر الإخلاء، لقصف جوي إسرائيلي، أسفر عن استشهاد حوالي 70 فلسطينيًا، فيما أصيب نحو 150 جراء هذا الاستهداف للنازحين.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع تُظهر القافلة التي كانت تسير إلى الجنوب قبل أن تتعرض إلى قصف عنيف. وكشف "مسبار" في تحقيق سابق أن القصف وقع في طريق صلاح الدين الذي أكّد الاحتلال أنه سيكون آمنًا لحركة النزوح.
وكشف شهود عيان على استهداف الطائرات الإسرائيلية لقوافل النازحين، أن بعض العائلات توجهوا للنزوح إلى الجنوب في سيارات خاصة، لكن الطيران الإسرائيلي قصفهم على الطريق.
فرض حصار كامل على غزة وأنباء عن استعداد الاحتلال لهجوم بري
وما يزال الجيش الإسرائيلي يدعو المواطنين في قطاع غزة التوجه إلى الجنوب، زاعمًا أنه سيواصل السماح لهم بالحركة. وتأتي تحذيرات الاحتلال بالنزوح إلى الجنوب، بعد إعلان جيش الاحتلال استعداده لشن هجوم بري على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، ردًا على الهجمات غير المسبوقة للحركة خلال عملية طوفان الأقصى الأخيرة، وتوعدت بالقضاء على الحركة.
فيما قامت إسرائيل بأعنف قصف على الإطلاق على غزة وفرضت حصارًا كاملًا على القطاع الذي يعيش فيه أكثر من 2 مليون شخصًا، ودمرت جزءًا كبيرًا من بنيته التحتية والتي تعود غالبيتها إلى منازل مدنيين، بحجة استهداف مواقع خاصة بحماس.
اقرأ/ي أيضًا
الاحتلال يدعو المدنيين إلى النزوح الآمن إلى جنوب قطاع غزة ويقصف العائلات في الطريق
ما حقيقة ادعاءات قناة NBC حول مخطط لحماس لاستهداف الأطفال خلال طوفان الأقصى؟