` `

لا أدلة على انسحاب إيران من التوقيع على البيان الختامي لقمة الرياض

مينا مكرم مينا مكرم
سياسة
13 نوفمبر 2023
لا أدلة على انسحاب إيران من التوقيع على البيان الختامي لقمة الرياض
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمة العربية الإسلامية في الرياض (Getty)

نشر البرلماني العراقي السابق، عمر عبد الستار محمود، منشورًا على موقع إكس تحدث فيه عما ادعى أنه "كمين سياسي" تعرض له رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، إثر حضوره ومشاركته في قمة الرياض التي عقدت مؤخرًا في المملكة العربية السعودية، لبحث تطورات أوضاع الحرب في غزة و الأراضي الفلسطينية. وأشار محمود إلى أن رئيسي وقّع على بيان القمة الختامي دون أن يلتفت الى بنوده التي تحتوي على نقاط تتعارض مع سياسات الجمهورية الإيرانية.

البيان الختامي لقمة الرياض

وادعى البرلماني السابق أنّ رئيسي وقّع على وثيقة القمة التي تُلزم إيران بالسياسة العربية فيما يخص السلام من خلال المفاوضات والرجوع إلى حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، بعكس ما تتبناه إيران من سياسة تقتضي الاعتراف بدولة وحيدة لفلسطين ومحو إسرائيل، حسب تعبيره.

وأضاف البرلماني العراقي أنّ توقيع إيران على هذا البيان، الذي لم ينتبه لتبعاته رئيسي حتى عاد إلى طهران، يعني الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، متجاهلة الفصائل الفلسطينية الأخرى، وهو عكس ما تؤيده إيران عبر دعمها المتواصل لفصائل المقاومة المختلفة مثل حماس. فضلًا عن ادعائه أيضًا باستبعاد إيران من لجنة متابعة تنفيذ القرارات ورفض طلب رئيسي ضم مزارع شبعا كجزء من الأراضي المحتلة، مما يمنح حزب الله ذريعة للتظاهر بأنه جزء من المقاومة. 

وقد لاقت هذه التغريده انتشارًا واسعًا تجاوز مليون مشاهدة على موقع إكس، ومئات المرات من إعادة النشر والتعليقات، كما تناقلها عدد من المواقع الإخبارية تحت عنوان "إيران تنسحب من التوقيع على بيان قمة الرياض الاستثنائية".

حضور إيران قمة الرياض

إيران تحفّظت على عدد من بنود بيان قمة الرياض لكن لم تنسحب

بالعودة إلى المصادر الرسمية للأخبار والبيانات الصادرة عن الهيئات الحكومية، لاحظ مسبار أن الجانب الإيراني لم يغفل تلك البنود، أو أنه وقّع عليها دون انتباه، أو أنّ إيران انسحبت من التوقيع على بيان القمة الاستثنائية الختامي.

إذ نشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية عددًا من البيانات الصحفية تتحدث عن توقيع إيران على البيان، لكن مع إبداء التحفظ على عدد من النقاط وإرسال مذكرة خاصة لمنظمة التعاون الإسلامي حول فحوى هذه التحفظات، وهي النقاط ذاتها التي ذكر البرلماني العراقي السابق أن إيران وافقت عليها. 

وجاء موقف الخارجية الإيرانية جليًّا، إذ أوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة ناصر کنعاني أنّ "البیان الذي أقرّته قمة الرياض، رغم قوة نصه، إلا أنه في الوقت نفسه يتضمن عدة بنود طالما تحفظت عليها الجمهورية الإسلامية الإیرانیة فی السابق، وتم التأکید علیها مرة أخرى فی اجتماع کبار المسؤولين ووزراء الخارجية، حیث أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لا توافق على بعض الأقسام التي تشير على وجه التحديد إلى حل الدولتين وحدود عام 1967 وخطة السلام العربیة".

صورة متعلقة توضيحية

وأشار كنعاني في مستهل حديثه الى إدراج معظم مقترحات الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة خلال المباحثات في البيان الختامي، بما فيها مطالبة الدول كافة بقطع صادرات السلاح إلى إسرائيل ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار عاجل فيما يخص وقف الاشتباكات ومنع استهداف المستشفيات وتسهيل إدخال المساعدات، بالإضافة إلى استكمال التحقيق بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل واقتراح إنشاء وحدة إشراف قانونية في أمانة المنظمة الإسلامية لتوثيق الجرائم الإسرائيلية، من بين مقترحات أخرى.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد كنعاني أنه تم تکلیف وزراء خارجیة السعودیة (کرئیس حالي لدورة منظمة التعاون الإسلامي) والأردن ومصر وإندونیسیا وترکیا ونیجیریا وسائر الدول المتطوعة (التي كانت إيران من بينها)، لاتخاذ إجراءات دولیة عاجلة بهدف وقف الحرب داخل غزة والضغط للشروع في عملیة سیاسیة حاسمة وحقیقیة لإرساء السلام الدائم والشامل وفقًا للقرارات الدولية، ما يعني أنه لم يتم استبعاد إيران من لجنة متابعة تنفيذ القرارات.

إيران متمسكة بسياساتها الخارجية تجاه القضية الفلسطينية

كما أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجیة أن إيران تتحفظ أيضًا على موقف المجموعة العربية الوارد فی القرار بشأن کون منظمة التحریر الفلسطینیة الممثل القانوني الوحید للشعب الفلسطیني، "وترى أن جمیع الفلسطینیین والفصائل الفلسطینیة، بما في ذلك منظمة التحریر الفلسطینیة، هم ممثلون للشعب الفلسطیني، ولهم الحق في النضال ضد الاحتلال وتقریر المصیر وفقًا للقانون الدولي".

موقف إيران من تمثيل الشعب الفلسطيني

وذلك ينفي ادعاء البرلماني العراقي السابق، والمواقع الإخبارية التي نقلت عنه، بموافقة إيران على كل ما جاء في البيان الختامي لقمة الرياض أو توقيعها عليه قبل إدراك كافة بنوده.

كما لم يُعلن من قبل أي مصادر إيرانية رسمية، أو وسائل إعلام ذات صدقية، عن انسحاب إيران من التوقيع على البيان الختامي للقمة أو التوقيع عليه ثم الانسحاب، بل اقتصرت الإجراءات على إرسال مذكرة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن التحفظات على بعض النقاط.

القمة العربية الاستثنائية تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار

يذكر أن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض السبت 11 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، جاءت لمناقشة معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة المتواصلة منذ أكثر من شهر جراء القصف الإسرائيلي والعدوان الذي تشنه القوات الإسرائيلية على القطاع.

ودعت السعودية والدول الإسلامية والعربية في البيان الختامي الصادر عن القمة، إلى وقف إطلاق النار في غزة على الفور، رافضةً تبرير إسرائيل بأن حربها ضد الفلسطينيين هي دفاع عن النفس. كما طالبت بكسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية عربية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري، فضلًا عن المطالبة بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى السلطات الإسرائيلية.

وقررت قمة الرياض تكليف وزراء خارجية كل من السعودية، بصفتها رئيسة الدورة الحالية من القمتين العربية والإسلامية، والأردن ومصر وقطر وتركيا وإندونيسيا ونيجيريا وفلسطين، والأمينين العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ببدء تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة لتحقيق السلام الشامل والعادل.

اقرأ/ي أيضًا

ما الشركات التي دعمت إسرائيل في الحرب على غزة وشملتها حملات المقاطعة؟

الفيديو قديم وليس لعملية نقل صواريخ إلى مواقع إطلاقها في إيران

الأكثر قراءة