أعلن الجيش الأميركي، مساء أمس السبت 21 ديسمبر/كانون الأول، عن تنفيذه غارات جوية استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، من بينها منشأة لتخزين الصواريخ ومركز للقيادة والتحكم. وجاءت هذه الغارات بعد ساعات من إطلاق الحوثيين صاروخًا أصاب أهدافًا في تل أبيب.
استهدفت الغارات مواقع عسكرية في منطقتي نقم وعطان شرقي وجنوبي صنعاء، ما أدى إلى تصاعد النيران وأعمدة الدخان نتيجة القصف. ونقلت مصادر محلية عن مصدر أمني قوله، إنّ "العدوان الأميركي البريطاني استهدف جبل الجدع في مديرية اللحية بمحافظة الحديدة اليمنية".
في السياق، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، صورًا ومقاطع فيديو ادّعوا أنّها توثق الغارات الأميركية الأخيرة على صنعاء.
في هذا المقال، يستعرض "مسبار" أبرز الادّعاءات المضللة التي رافقت الهجوم الأخير على اليمن، ويكشف الحقيقة وراء تلك المشاهد المتداولة.
الفيديو من قصف أوكراني على شبه جزيرة القرم
مقطع فيديو نشرته حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، ادّعت أنّه من الغارات الأميركية الأخيرة على العاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس السبت.
بالتحقق من الادّعاء، وجد مسبار أنّه مضلّل، إذ تبيّن أنّ مقطع الفيديو قديم ويعود إلى مارس/آذار الفائت، ويوثّق انفجارات وقعت في مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، خلال هجوم صاروخي نفذته القوات الأوكرانية.
أعلنت القوات العسكرية الأوكرانية، حينها، عن تنفيذ هجمات ناجحة استهدفت سفينتي إنزال روسيتين كبيرتين، إضافة إلى مركز اتصالات ومنشآت بنية تحتية أخرى في سيفاستوبول.
الصورة من قصف إسرائيلي على غزة عام 2021
صورة متداولة حديثًا، ادّعى ناشروها أنّها توثق الغارات الأميركية الأخيرة على صنعاء. بالتحقق تبيّن أنّها ليست من القصف الأميركي الأخير على صنعاء.
في الواقع، تعود الصورة إلى عام 2021، والتُقطت خلال انفجار ناجم عن قصف إسرائيلي استهدف عدة مبانٍ في غزة، خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع آنذاك.
وشنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي في مايو 2021 سلسلة من الغارات على المناطق السكانية في قطاع غزة، خلال عدوان استمر لأيام، بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ من القطاع باتجاه مستوطنات إسرائيلية.
انفجار محطة وقود في عدن
ونشرت حسابات على إكس، مقطع فيديو قالت إنّه من الغارات الأميركية الأخيرة على صنعاء. لكن بالتحقق تبيّن أنّ المقطع يُظهر انفجارًا كبيرًا في محطة لتعبئة الغاز في مدينة عدن جنوبي اليمن، في نهاية شهر أغسطس/آب الفائت.
ووقع الحادث في محطة لبيع الغاز المنزلي في شارع التسعين في مديرية المنصورة، ما أدى إلى انفجار خزان غاز وآخر للوقود، مما أسفر عن اندلاع حريق في المكان والمناطق المحيطة.
غارات أميركية بريطانية على صنعاء في يناير الفائت
كذلك، نشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقطع فيديو ادّعوا أنه يوثق الغارات الأميركية على العاصمة اليمنية يوم أمس. بالتحقق من الادعاء، وجد مسبار أنه مضلل، إذ تبين أن مقطع الفيديو قديم ويعود إلى قصف نفذته القوات الأميركية والبريطانية ضد أهداف لجماعة الحوثي في اليمن بتاريخ 12 يناير/كانون الثاني الفائت.
فيديو من غارات للتحالف العربي على صنعاء عام 2016
مقطع فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء أمس، ادّعت أنه يوثق الغارات الأميركية الأخيرة على العاصمة اليمنية صنعاء.
كشف تحقق مسبار أنّ المقطع المتداول يعود إلى غارات شنّها التحالف العربي على صنعاء عام 2016. وفقًا لوسائل إعلامية، يوثّق الفيديو غارات استهدفت مبنى الأمن القومي في منطقة صرف شرقي صنعاء في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وأفادت المصادر بأنّ طيران التحالف استهدف المبنى الذي كان تحت سيطرة جماعة الحوثي في ذلك الوقت.
سنتكوم تُعلن تنفيذ ضربات ضد منشآت للحوثيين في صنعاء
أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، مساء أمس السبت، عن تنفيذ سلاح الجو الأميركي ضربات جوية دقيقة استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وتحكم تابعة للحوثيين في صنعاء.
قالت القيادة في بيان لها "أسقطنا طائرات مسيرة وصاروخ كروز مضاد للسفن خلال الهجوم". وأضافت أنّ الضربات كانت تهدف إلى تعطيل عمليات الحوثيين وتقليص تهديداتهم، بما في ذلك الهجمات على السفن الحربية في البحر الأحمر.
وأوضحت القيادة أنّ الضربات والعمليات تمت بمشاركة أصول تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية، بما في ذلك طائرات "إف إيه-18"، دون الإشارة إلى أي مشاركة بريطانية في العملية.
وأكدت "سنتكوم" أن هذه الضربة تعكس التزام الإدارة الأميركية بحماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين، وضمان سلامة الشحن الدولي.
اقرأ/ي أيضًا
تدفق للمعلومات المضللة بعد حادثة الدهس في سوق عيد الميلاد بألمانيا
ادعاءات مضللة وزائفة حول صدور تشريعات وقوانين بعد سقوط النظام في سوريا