خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، تابع مسبار تطورات الأحداث في المنطقة العربية، وكان أبرزها استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعملية تبادل الأسرى بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، خلال فترة الهدنة المؤقتة الفائتة.
وفي هذا السياق، نشر مسبار 57 مقالًا و138 مادة تحقق، تنوعت فيها الادعاءات، وشملت تصريحات صحفية وصور ومقاطع فيديو، وجاءت بتصنيفات مختلفة انضوى أغلبها تحت تصنيف مضلل بمجمل 131 مادة، ثم تصنيف زائف بخمس مواد وتصنيف ساخر بمادتين.
والحصة الكبرى من مواد التحقق ارتبطت بفلسطين والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ تمت تغطيتها بـ104 مواد، ثم جاءت بعدها اليمن بإجمالي ست مواد، ثم الولايات المتحدة بأربع مواد، ثم لبنان والسعودية والمملكة المتحدة بثلاث مواد لكل منها، والإمارات والجزائر بمادتين لكل دولة، إلى جانب دول أخرى موضحة في الشكل أدناه.
أما فيما يتعلق بتوزيع المواد حسب نوع الخبر، فقد انحصرت هذا الشهر بين فئة الأخبار بمجمل 130 مادة، وفئة السياسة بثماني مواد.
إسرائيل تستمرّ بالترويج للأكاذيب خلال حربها على غزة
رصد مسبار مجموعة من الحسابات الإسرائيلية التي عمدت إلى الترويج بأن الفلسطينيين يفبركون موتهم من خلال التشكيك بمشاهد موت الفلسطينين في الحرب الجارية من جهة، ونشر مشاهد تمثيلية لجثامين تتحرك لا علاقة لها بالحرب على قطاع غزة من جهة أخرى.
ورصد مسبار جهودًا إعلامية إسرائيلية سعت إلى تشويه سمعة صحفيين وصناع محتوى فلسطينيين، بسبب مشاركتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد من واقعهم اليومي تكشف حجم الفظاعات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين على كل الأصعدة، خاصة وأنهم نجحوا في كسر عقود من احتكار السردية الإسرائيلية، وكشف انحياز وسائل الإعلام الغربية التي تمارس التمييز والتعتيم ضدّ الفلسطينيين.
ومن أبرز الادعاءات الكاذبة التي روّجها الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الفائتة وكشفها مسبار، هي أن الطفل الفلسطيني محمد نزال، الذي أُفرج عنه في الدفعة الرابعة من عملية تبادل الأسرى خلال الهدنة المؤقتة، لم يتعرض للتعذيب خلال فترة أسره.
ولكن مسبار، تواصل مع عائلة محمد التي أكدت أن الفحوصات أثبتت وجود كسور في الأصابع وتحديدًا في السبابة والإبهام في كلتا اليدين، أما باقي الأصابع فلم تصب بكسور.
وللحصول على مزيد من المعلومات، تواصل "مسبار" مع إدارة المستشفى لطلب نسخة أخرى من الأشعة السينية، وأرسلت إدارة قسم الأشعة بالفعل صور خاصة لـ"مسبار" تؤكد وجود الكسور نفسها.
انحياز وسائل الإعلام الغربية لصالح إسرائيل
وفي تغطية مسبار لأحداث نوفمبر الفائت، سلط الضوء على مظاهر وأسباب انحياز وسائل الإعلام الغربية التي تماهت مع الرواية الإسرائيلية في تغطيتها للأحداث الأخيرة في فلسطين، ونشر تقريرًا عن واحدة من أهم منظمات الضغط الإسرائيلية على وسائل الإعلام الغربية وهي "لجنة الدقة في إعداد التقارير عن الشرق الأوسط في أميركا"، التي تُعرف اختصارًا بـ "كاميرا"، والمسؤولة عن التحكم بالخطوط التحريرية للصحافة الأميركية عند تغطية القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأوضح انتقائية شبكة سي إن إن في تغطيتها للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، بقصفه حيًّا سكنيًّا في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مخلفًا مئات القتلى والجرحى.
كما تناول في تقرير خاص أسباب صدور الكثير من المعلومات المضللة حول فلسطين من الهند، موضحًا العلاقة بينها وبين التوترات بين الهندوس والمسلمين، وازدياد حدة هذه التوترات مع اقتراب الانتخابات المزمع تنظيمها في الهند خلال ربيع عام 2024 المقبل.
وكان تحقيق لمسبار حول تحيّز وسائل الإعلام الهندية لصالح إسرائيل، قد سلّط الضوء على الدوافع الاقتصادية التي جعلت خطابها متماهيًا مع الرواية الإسرائيلية إلى حد اختلاق الأحداث الداعمة لإسرائيل.
استهداف سفن الشحن الإسرائيلية
ومن أبرز الأخبار التي حازت على اهتمام الجمهور المتابع لتطورات الأحداث في فلسطين، خبر سيطرة جماعة الحوثي على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، يوم 19 نوفمبر الفائت. إذ أعلن العميد يحيى سريع، المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن، الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى السواحل اليمنية. وأشار حينها إلى أن الحوثيين سيستهدفون أي سفن مرتبطة بإسرائيل أو تحمل علمها أو التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، بسبب العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة.
في المقابل أنكر الاحتلال الإسرائيلي من جهته، أن سفينة غالاكسي ليدر التي احتجزها الحوثيون إسرائيلية، إلا أن مسبار توصل إلى أن السفينة مملوكة إلى شركة RAY CAR CARRIERS البريطانية، التي تعود الحصة الكبرى منها إلى رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي أبراهام أونجار Abraham Ungar، أحد أغنى رجال الأعمال في إسرائيل والمعروف أيضًا بـ Rami Ungar.
وإثر ذلك، انتشرت مشاهد مضللة ادعى متداولوها أنها للحظة اقتياد الحوثيين السفينة الإسرائيلية إلى شواطىء اليمن. ولكن تحقق مسبار كشف أن المشاهد قديمة تعود إلى عام 2020 ولاعلاقة لها بالحادثة.
كما انتشرت صورة قال ناشروها إنها لأسلحة عُثر عليها على متن السفينة الإسرائيلية التي احتجزها الحوثيون، لكن تبيّن أن الصورة قديمة وتعود إلى سفينة إماراتية احتجزت في اليمن عام 2022.
وفي يوم 25 نوفمبر الفائت، نقلت وكالة أسوشييتد برس تصريحات عن مسؤول دفاعي أميركي لم تذكر هويّته، أفادت بتعرّض سفينة بضائع مملوكة لملياردير إسرائيلي إلى هجوم بطائرة مسيرة “يشتبه أنها إيرانية” في المحيط الهندي.
لتنتشر بعد هذه التصريحات صورة ادعى متداولوها أنها من استهداف السفينة بمُسيّرة شمالي المحيط الهندي، ولكن بالتحقق تبيّن أن الصورة تعود إلى إلى حادثة تعرّض ناقلتي نفط في خليج عُمان إلى هجوم، أسفر عن اشتعال أحدها في يونيو/حزيران عام 2019.
معلومات مضللة مرتبطة بعملية تبادل الأسرى
يوم 24 نوفمبر الفائت، تم التوصل إلى هدنة مؤقتة في قطاع غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، بجهود قطرية ووساطة مصرية أميركية، اتفق فيها الطرفان على تسليم 50 محتجزًا إسرائيليًّا مقابل 150 أسيرًا فلسطينيًّا من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، وإدخال 200 شاحنة من المساعدات الإنسانية والوقود إلى كافة مناطق القطاع.
خلال ستة أيام من الهدنة، انتشرت العديد من المعلومات المضللة المرتبطة بعملية تبادل الأسرى بين الطرفين، منها أن صديقة الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها مايا ريغيف صرحت بأنه تم الاعـتداء عليها جنـسيًا من قبل أكثر من رجل خلال فترة أسرها، إلا أن التقارير الطبية الخاصة بمايا ريغيف والمعلنة من قبل جهات إسرائيلية لم تقل إنها تعرضت للاغتصاب بل أفادت بأن حالتها مستقرة، وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم، وصف الأطباء حالة مايا بـ"المتوسطة". وقالت مديرة مستشفى سوروكا الدكتورة شلومي كوديش، إن حياة مايا ليست في خطر، لكنها ستضطر إلى الخضوع لعملية جراحية بسبب تعرضها لإطلاق نار يوم 7 أكتوبر.
وفي السياق، انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه لرفع إسرائيليين الأعلام الفلسطينية احتفالًا بإطلاق الأسرى، ولكن تبيّن أن مقطع الفيديو قديم ولا علاقة له بالحرب الجارية.
كما انتشرت مشاهد قال ناشروها إنها لأسيرة إسرائيلية تنشد أغانٍ فلسطينية عقب الإفراج عنها، فيما تبيّن أن الصحف العبرية نشرت المشاهد يوم الثاني من نوفمبر، وقالت إنها تعود إلى فتاة من سكان مدينة حيفا ظهرت في مقطع فيديو وهي تبدي دعمها لحركة حماس خلال مشادة كلامية مع أحد الأشخاص.
وانتشر أيضًا مقطع فيديو مضلل قيل إنه لأسيرة إسرائيلية تتلو آيات من القرآن بعد الإفراج عنها، ولكن تبيّن أنه يعود إلى ناشطة ألمانية، تنشر مقاطع فيديو وهي تتلو آيات من القرآن الكريم باستمرار وتساند القضية الفلسطينية.
كانت هذه جولة في أبرز الأخبار والمعلومات المضللة التي انتشرت في نوفمبر الفائت، ومن المتوقع أن تستمر أشكال مختلفة من التضليل بالانتشار مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، لذا لا تترددوا بالتواصل معنا حال مصادفتكم أي ادعاء تشكون في صحته.
اقرأ/ي أيضًا