نشر حساب إسرائيل بالعربية على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، يوم أمس الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول، صورًا على أنها لوصول أكثر من ألفي يهودي إلى إسرائيل خلال شهرين، منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.
وزعم الحساب أن من بين هؤلاء "قادمون جدد من دول عربية وإسلامية"، مضيفًا "وتقول مصادر في وزارة الهجرة والاستيعاب أن هذا العدد يفوق معدل عدد القادمين الجدد إلى البلاد الذي يرتفع بشكل مستطرد كل عام".
وأوضح الحساب نقلًا عن وزارة الهجرة، أن "العديد من القادمين الجدد يعبرون عن رغبتهم في التطوع للخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي أو للخدمة المدنية".
صور قديمة نشرتها إسرائيل بالعربية على أنها لوصول يهود جدد خلال الحرب الجارية
تحقق "مسبار" من الصور التي نشرها حساب إسرائيل بالعربية، وتبين أن جميعها قديمة وكانت قبل بدء المقاومة عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية الصورة الأولى في 16 أغسطس/آب 2023، وقالت إنها لوصول 215 مهاجرًا جديدًا من دول أميركا الشمالية إلى إسرائيل، على متن رحلة وصلت مطار بن غوريون في تل أبيب حينها.
بينما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية الصورة الثانية والثالثة في أغسطس 2022، وقالت إنها لمجموعة مكونة من 225 مهاجرًا جديدًا من أميركا الشمالية عند وصولهم إلى مطار بن غوريون الدولي.
لجوء العديد من الإسرائيليين إلى البرتغال
جاء ادعاء إسرائيل بالعربية، بعدما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية، يوم أمس الثلاثاء، إن العديد من الإسرائيليين قدموا طلبات لجوء إلى البرتغال في أعقاب الحرب التي اندلعت بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت.
وأوضحت القناة، في تقريرها أن هؤلاء استغلوا إعلان البرتغال السماح لهم بالحصول على تأشيرات اللجوء، إذ يكفي توفر جواز سفر إسرائيلي للحصول على الموافقة للبقاء في البرتغال والعمل بشكل قانوني، وفق القناة.
وأوضحت أنه في أعقاب الحرب الحالية على قطاع غزة وإعلان البرتغال أنها ستسمح للإسرائيليين بتقديم طلبات اللجوء وإصدار تأشيرة اللاجئين، قرر العديد من الإسرائيليين الاستفادة من الفرصة.
وبحسب تقرير القناة، فإنّ الإسرائيلي لا يحتاج وفق التسهيلات الجديدة التي أعلنتها لشبونة سوى جواز سفر إسرائيلي ساري الصلاحية، وأن طلبات اللجوء للإسرائيليين لا تستغرق الموافقة عليها سوى يوم واحد، وبموجبها يتم منح الإذن بالبقاء في البرتغال لأشهر عدّة، والعمل بشكل قانوني وحتى الحصول على المساعدة الحكومية. مشيرًا إلى أن هذه التسهيلات التي تقدمها السلطات البرتغالية هي ذاتها التي قدمتها للاجئين الأوكرانيين الذين استقبلتهم منذ اندلاع الحرب بين كييف وموسكو.
آلاف الإسرائيليين غادروا البلاد منذ السابع من أكتوبر
وكشفت بيانات صادرة عن سلطة السكان والهجرة أن قرابة 370 ألف إسرائيلي غادروا البلاد منذ السابع من أكتوبر، دون أن يكون من الواضح إذا ما كانوا سيعودون أم لا.
ونقلت صحيفة "زمان إسرائيل" عن سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية (حكومية)، أنه منذ بداية الحرب غادر حوالي 370 ألف إسرائيلي البلاد، منهم 230 ألفًا و309 منذ بداية الحرب وحتى نهاية أكتوبر، و139 ألفًا و839 آخرين خلال نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وأضافت الصحيفة في تقريرها التي نشرته في الرابع من ديسمبر الجاري، أن نحو 302 ألف إسرائيلي وصلوا إلى البلاد في أكتوبر و194 ألفًا في نوفمبر، أي نحو نصف مليون.
وأوضحت الصحيفة أنه "على ما يبدو، كان عدد الوافدين أكبر بكثير من عدد المغادرين، ولكن في الواقع، كان معظم الوافدين مسافرين إسرائيليين عائدين إلى البلاد من إجازة عطلة".
وأوضحت أنه "إذا أضفت عدد الإسرائيليين الذين سافروا إلى الخارج خلال العطلات وبقيوا هناك حتى السابع من أكتوبر (نحو 600 ألف) إلى عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد خلال الحرب (نحو 370 ألفًا)، فإن عدد المسافرين يكون قرابة 970 ألفًا". و"إذا خصمنا عدد الإسرائيليين الذين دخلوا إسرائيل خلال الحرب (نحو نصف مليون)، يتبين أن عدد الإسرائيليين الذين خرجوا ولم يعودوا كان أكبر بنحو 470 ألفًا من عدد الذين عادوا"، بحسب الصحيفة.
مؤكدة "وبالتالي، حاليًّا هناك هجرة سلبية لنحو نصف مليون شخص، ولا يشمل ذلك آلاف العمال الأجانب واللاجئين والدبلوماسيين الذين غادروا البلاد".
تراجع الهجرة إلى إسرائيل خلال الحرب
ويفيد التقرير بأن الحرب لم توقف الهجرة إلى إسرائيل، لكنها قللت منها بشكل كبير. وبحسب البيانات التي قدمتها وزارة الاستيعاب لـ"زمان إسرائيل"، فإنه في الفترة من السابع من أكتوبر إلى 29 نوفمبر، هاجر قرابة 2000 يهودي إلى إسرائيل. أي نحو ألف مهاجر شهريًا، مقابل نحو 4500 مهاجر شهريًا في المتوسط منذ بداية عام 2023 حتى اندلاع الحرب، وهو انخفاض يزيد عن 70 في الهجرة في نطاق الهجرة.
وتؤكد صحيفة "زمان إسرائيل" في تقريرها أن الأخبار التي تتحدث عن عودة مئات الآلاف إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب فُسّرت بشكل خاطئ ونشرها في وسائل الإعلام المختلفة على أنها "موجة مثيرة من الهجرة والعودة إلى إسرائيل"، وأن هذا خبر كاذب، لأن الأخبار تجاهلت حقيقة أن معظم الداخلين إلى البلاد كانوا قد عادوا من العطلات، فضلًا عن وجود مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين لم يعودوا من الخارج وغادروا البلاد أثناء الحرب.
إسرائيل تواصل عدوانها على غزة
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة في اليوم الـ68 من العدوان. وارتكبت إسرائيل مجازر جديدة خلال الساعات الأخيرة، وقصفت مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والتي تؤوي نازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
اقرأ/ي أيضًا
كيف تمارس إسرائيل الغسيل الوردي كغطاء على عدوانها في غزة؟
الجيش الإسرائيلي ينشر إحصائيات مضللة لعدد مصابيه في الحرب على غزة