في رسالة لأعضاء الكونغرس، حصلت عليها صحيفة بوليتيكو، ذكر السيناتور الجمهوري جاك بيرجمان (من ولاية ميشيغان) موقع مسبار، على أنه من المواقع التي تمثل "جزءًا من شبكة دولة قطر المثيرة للإعجاب من وسائل الإعلام التي تمارس عليها تأثيرًا كبيرًا أو سيطرة كاملة" حسب زعمه.
وانتقد بيرجمان في رسالته الحكومة القطرية بسبب ما سماه "عدم إنكار" السفارة القطرية في واشنطن، لتقرير شبكة فوكس نيوز الأميركية الذي يفيد نقلًا عن وثائق "خاصة" حصلت عليها الشبكة، بأنّ قطر تخطط لاستخدام أجهزة التجسس "لاستهداف" السيناتور الجمهوري تيد كروز (من ولاية تكساس) وغيره من المشرّعين، داعيًا زملاءه من أعضاء الكونغرس لبناء تحالف من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي للتعامل مع "التهديد الفريد من نوعه" الذي تشكله قطر على الأمن القومي الأميركي حسب تعبيره.
وقال بيرجمان "بدلًا من التعامل مع جوهر التقرير، لجأت السفارة إلى الهجوم الشخصي وعدم الإنكار فيما يتعلق بتاريخها الموثق جيدًا في الانخراط في القرصنة والتجسس على الأميركيين الذين انتقدوا قطر". وذكر أنّ السفارة القطرية حاولت "تشويه سمعة وتهديد" بنجامين وينثال، مراسل فوكس نيوز الذي ساهم بإعداد التقرير، بأنها كتبت في بيانها أنّ وينثال "تم تحديده سابقًا من قبل وسائل إعلام دولية أخرى كجزء من حملة منسقة ضد قطر تمتد لسنوات عديدة".
توضيح مسبار
في البداية، يشير مسبار إلى أن ذكره لمراسل فوكس نيوز بنجامين وينثال، لم يرتبط بتقرير فوكس نيوز المشار إليه في رسالة عضو الكونغرس حول عمليات تجسس محتملة ضد سياسيين أميركيين، بل جاء في أغسطس/آب 2020، عندما نشرت فوكس نيوز تقريرًا حينها، من إعداد المراسل نفسه، يفيد بأن قطر ضالعة في تمويل حزب الله اللبناني.
وفي التحقيق الذي نشره مسبار حينها، أشار إلى أنّ التقرير اعتمد على مصدر وحيد ومجهول في معلوماته وافتقر إلى أية وثيقة. وذكر مسبار استنادًا إلى معلومات مفتوحة المصدر ومن مصادر معروفة، أنّ السيد وينثال قدّم ادعاءات محرّفة ضد قطر سابقًا. وهكذا فإنّ زجّ اسم مسبار في القضية الحالية من قبل السيد بيرجمان لم يكن دقيقًا، إذ لم ينشر مسبار أي مادة عبر موقعه أو صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تقرير فوكس نيوز الأخير، حول عمليات القرصنة والرقابة، أو بشأن السيد وينثال.
إضافةً إلى ذلك، فإن قول مسبار حينها إن السيد وينثال قدّم ادعاءات محرّفة ضد قطر لم يأتِ من موقف سياسي أو وثائق خاصة، بل اعتمد تمامًا على ما جاء في المصادر المفتوحة التي يمكن لأي فرد الاطلاع عليها، وعلى أعمال السيد وينثال الصحفية التي نشرها بشكلٍ علني في المنابر الإعلامية.
اعتمد مسبار حينها على مصدرين أساسيين، أولهما تحقيق صادر عن وكالة أسوشييتد برس، التي أشاد عضو الكونغرس السيد بيرجمان بصدقيتها في رسالته، والذي كشف عن تبرعات مالية ومؤتمرات عقدت برعاية مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، التي يعد السيد وينثال زميلًا باحثًا فيها، للضغط على المشرّعين الأميركيين لسنّ قوانين تستهدف قطر.
أما المصدر الثاني فكان مقال رأي نشره السيد وينثال في مجلة نيوزويك الأميركية، بتاريخ 28 أكتوبر/تشرين الأول 2020 بعنوان "يجب على أميركا ألا تبيع طائرات إف-35 المقاتلة للنظام القطري"، وفيه قال إن الحذر الأميركي يجب أن يكون مضاعفًا مع قطر التي "تنتهج استراتيجية إقليمية معادية لدولة إسرائيل"، وانحيازها لـ "بعض الجماعات المناهضة للغرب"، خصوصًا وأنها تستضيف أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.
وعليه يشدّد مسبار على أنّ المنهجية التحريرية التي يتبناها في مختلف تحقيقاته وتقاريره تعتمد على أعلى المعايير الصحفية، فهو موقع للتحقق من الأخبار يتوخى عدم التحيز ضد أي فرد أو مؤسسة أو دولة، ويعتمد على المعلومات الواردة في الوثائق الرسمية أو الصادرة عن جهات تتمتع بموثوقية عالية.
