خلال الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تأذى أطفال غزة كثيرًا بسبب تصعيد الاحتلال العنيف، إذ أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال.
وخلفت الحرب الإسرائيلية عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل في البنية التحتية. وتزامنًا مع هذه الأحداث انتشرت العديد من المعلومات المضللة عن الأطفال الفلسطينيين في غزة.
ادعاءات مضللة عن الأطفال في غزة خلال الحرب الإسرائيلية الجارية
انتشرت ادعاءات من حسابات داعمة لإسرائيل تشكك في قتل إسرائيل للأطفال خلال الحرب على قطاع غزة. وعملت على نشر صور ومشاهد تزعم فيها أن حركة حماس استوردت دمية سيليكون للأطفال للتلاعب بالرأي العام وعواطف الناس، ولكي يبالغوا في "عدد القتلى دون ذكر الأسماء"، مع نشر صور حقيقة لأطفال قُتلوا في الحرب وتجمدت أجسادهم وزعموا أنها ليست حقيقية.
وعمل "مسبار" على تفنيد هذه الروايات في عدد من التحققات التي توضح حقيقة المشاهد والحسابات التي تقف ورائها.
صحف غربية تنشر معلومات غير دقيقة عن أطفال غزة
في 13 أكتوبر الفائت، نشرت صحيفة ذا تايمز البريطانية مقالًا في نسختيها الورقية والرقمية بعنوان "إسرائيل تنشر صورًا لأطفال مشوهين"، إلّا أنّ الصورة المرفقة مع الخبر في النسخة الورقية، لم تكن لأطفال إسرائيليين، بل لأطفال من قطاع غزة أُصيبوا جراء القصف الإسرائيلي. وعملت الصحيفة على تضليل الرأي العام باستخدمها وصفًا مضللًا للصورة.
في 10 فبراير/شباط الجاري، نشر موقع قناة سي إن إن الأميركية، خبرًا حول مقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف سيارة في تل الهوى، جنوب غربي مدينة غزة. وعنونت سي إن إن الخبر بشكل تجاهل تمامًا حقيقة مقتل الطفلة وعائلتها على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ اكتفت بالإشارة إلى أنّ هند "وُجدت ميتة بعدما عَلِقت في سيارة رفقة أقاربها الموتى".
تداول مشاهد في سوريا على أنها من غزة
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا ومشاهد من سوريا على أنها لأطفال من غزة يشتكون من آثار الحرب، أو مزاعم أخرى تتعلق بالعدوان.
كان أبرز هذه المشاهد، تداول صور للشيف التركي بوراك وهو يزور أطفال في مخيمات الشمال السوري مؤخرًا، وانتشرت على أنها من زيارة له إلى غزة.
بالإضافة إلى مقطع فيديو انتشر مع ادّعاء أنه لطفل فلسطيني عالق تحت الأنقاض، عقب قصف إسرائيلي لمنزل عائلته في غزة، لكنه في الحقيقة يعود إلى فبراير/شباط عام 2016، لطفل سوري في مدينة حريتان.
مشاهد تعاطف مع الأطفال
ونشرت حسابات وصفحات مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يظهر طفلًا فلسطينيًا شارك في برنامج جوت تالنت (Got Talent) للمواهب، ليحتج على ظلم العالم لشعبه، وزعمت أنّه أبكى لجنة التحكيم. إلا أن المقطع في الأصل مفبرك ومُركب من عدة مشاهد.
ومقطع فيديو ادّعت حسابات أنّه لفرحة طفل فلسطيني من قطاع غزة، بعد حصوله على رغيف خبز بعد أسبوع من الجوع، بسبب العدوان الإسرائيلي الجاري على القطاع. لكنه مقطع قديم نُشر في عدة مواقع ومنصات أواخر عام 2022، على أنه يُظهر فرحة طفل أفغاني بعد حصوله على قطعة من الخبز، حينها.
حياة الأطفال في غزة مهددة بالخطر بسبب سوء التغذية
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع خطير في غزة بشكل خاص في شمالي القطاع، إذ يعاني واحد من كل ستة أطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد.
وأضافت المنظمة في تقرير أن الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، شكل تهديدات خطيرة لصحتهم، وفقًا لتحليل شامل أصدرته مجموعة التغذية العالمية.
ويأتي هذا بعدما أصبحت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب في غزة شحيحة للغاية إضافة إلى انتشار الأمراض، مما يؤثر على تغذية النساء والأطفال ومناعتهم ويؤدي إلى زيادة في حالات سوء التغذية الحاد.
ودعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى عدم التخلي عن أطفال غزة، مضيفة أن وضعهم "يزداد قتامة يوما بعد آخر"، مع استمرار الحرب.
وتوفي طفل يبلغ من العمر شهرين يُدعى محمود فتوح، جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بحسب مصادر طبية.
ارتفاع عدد القتلى الأطفال يوميًا في غزة
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع في آخر إحصائياتها، ارتفاع حصيلة قتلى الحرب منذ السابع من أكتوبر الفائت، إلى 29692 ضحية و 69879 إصابة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
كما تتصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي نزح إليها الآلاف بعد بدء إسرائيل حربها البرية.
اقرأ/ي أيضًا
كيف وُظّفت الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي خلال الحرب الإسرائيلية على غزة؟
أساليب الدعاية الإسرائيلية في التشكيك بإصابات الفلسطينيين في الحرب الجارية
