` `

ادعاءات ارتبطت بمشاركة مرتزقة أجانب في العدوان على غزة، ما حقيقتها؟

إسلام عزيز إسلام عزيز
سياسة
2 مارس 2024
ادعاءات ارتبطت بمشاركة مرتزقة أجانب في العدوان على غزة، ما حقيقتها؟
كشفت تقارير عن وجود مقاتلين أجانب يقاتلون مع الجيش الإسرائيلي (Getty)

منذ بدء العمليات البرية على شمالي قطاع غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الفائت، انتشرت مشاهد وصور على أنها لمرتزقة أجانب شاركوا إلى جانب الجيش الإسرائيلي في القتال، وعمل "مسبار" على التحقق منها وتفنيدها.

صور انتشرت على أنها لقناصين فرنسيين قُتلوا في غزة

نشرت حسابات صورة زعمت أنها تعود إلى قناص فرنسي يدعى بيروس هاري، وأنه قُتل في تفجير المنزل الذي كان يتحصّن فيه في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، خلال العدوان الإسرائيلي الجاري على القطاع. وبالتحقق تبين أنه مضلل، إذ إن الصورة  ليست لقناص فرنسي يدعى بيروس هاري بل تعود في الأصل إلى قناص سابق في القوات المسلحة الكندية، يستخدم الاسم الحركي "والي"، ويعتبر من أشهر القناصين في العالم.

كما انتشرت صورة أخرى، قالوا إنها لقناص فرنسي يُدعى إيمانويل سينار، ويُطلق عليه لقب الذئب الأحمر، ويعمل قائد وحدات نخبة المهام الخاصة بالفيلق الفرنسي 8011، قُتل في غزة على يد قناص من كتائب القسام، خلال الاشتباكات الجارية بين كتائب القسام والجيش الإسرائيلي. لكن وجد مسبار أنها تعود إلى تدريب جنود من مشاة البحرية الأميركية في مركز الملك عبد الله الثاني للعمليات الخاصة في الأردن، ونُشرت في موقع “DVIDS” الأميركي في 26 أغسطس/آب 2019، وذُكر أنها من تصوير الرقيب Matthew Teutsch.

الصورة ليست لقناص فرنسي يُلقب بالذئب الأحمر قُتل خلال الحرب على غزة

صورة أخرى نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مزاعم أنها لقناص فرنسي يُدعى فاركر نروسكر، قُتل في غزة على يد قناص من كتائب القسام في مدينة خانيونس. لكن اتضح أنها منشورة في 23 يوليو/تموز عام 2005، على حساب James McCauley في موقع فليكر، وأشار إلى أنها التُقطت لقناص في محافظة الأنبار في العراق، حينها. كما لم يُعثر على أي أنباء عن مقتل قناص فرنسي خلال الاشتباكات الجارية في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

ادعاء مضلل حول مقتل قائد فرقة المهام الخاصة الأميركية في غزة

ونقلت حسابات، صورة ادعت أنها لقائد فرقة المهام الخاصة الأميركية الجنرال هافري سكيدر، وأنه قُتل مع مجموعته التي تُشارك القوات الإسرائيلية في الحرب على غزة، في كمين نصبته كتائب القسام لها في مدينة خانيونس، خلال الاشتباكات الجارية. وفي الحقيقة الصورة تعود إلى ضابط في القوات الخاصة الأميركية يُدعى رايان بروموند، ونُشرت ضمن تقرير لموقع وكالة أسوشييتد برس في أغسطس عام 2021، تحدث فيه عن عملية إنقاذ أميركيين من أفغانستان، حينها.

الصورة لا تعود إلى مجندات فرنسيات شاركن إلى جانب الجيش الإسرائيلي 

وكشف مسبار حقيقة صورة نُشرت على أنها لمجندتين فرنسيتين اسمهما كرينا وماريا، شاركتا في الحرب على غزة، وقامت مجموعة من قوات لواء جفعاتي في الجيش الإسرائيلي باغتصابهما. وأكد أن الصورة تعود إلى فيلم فرنسي يوناني اسمه "Voir du pays" عُرض عام 2016، يستكشف التوتر بين مجموعة من الجنود الفرنسيين العائدين من جولة عمل في أفغانستان. وتؤدي دور البطولة في الفيلم الفنانة الفرنسية ستيفاني سوكولينسكي، المعروفة باسم "سوكو"، برفقة الفنانة الفرنسية اليونانية أريان لابيد.

صورة من أرمينيا نُشرت على أنها لجنود هنود قُتلوا في غزة

كما سبق وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادعت أنها لأربعة جنود من الهند قُتلوا خلال مشاركتهم مع الجيش الإسرائيلي في الحرب الجارية على قطاع غزة. وتبين لـ"مسبار" أن الصورة نُشرت للمرة الأولى في وسائل إعلام أرمينية في سبتمبر/أيلول عام 2020، وذكر أنها لجنود في الجيش الأرميني يستعدون للقتال، تزامنًا مع الاشتباكات التي اندلعت بين القوات الأرمينية الأذربيجانية، آنذاك.

الصورة ليست لجنود هنود قاتلوا إلى جانب الجيش الإسرائيلي في غزة

لا صحة لمقتل جنرال ألماني يُدعى هافري كير في غزة

وتناقلت صفحات وحسابات، صورة مع ادعاء أنها تعود لجنرال ألماني يُدعى هافري كير، يعمل قائد فيلق الهندسة الألماني، وأنه قُتل خلال مشاركته في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مع أربعة من مرافقيه في تفجير نفق وهمي في حي الشجاعية. وبالتحقق اتضح أنها تعود إلى الجنرال كارستن بروير، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس أركان الجيش الألماني والمفتش العام المسؤول عن مفهوم الدفاع العسكري الشامل للجيش الألماني، والذي سبق وشغل مناصب عدة في الجيش الألماني.

صورة انتشرت على أنها لجنرال بريطاني قُتل في غزة

ونشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادعت أنها لجنرال بريطاني يُدعى اسكندر إيمانول، قُتل خلال مشاركته في الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة. لكن تبين أنها تعود إلى العريف جون هورن، مشغل دبابة تشالنجر من حرس التنين الملكي الاسكتلندي، ونشرتها وكالة alamy المتخصصة في حفظ وأرشفة الصور عام 2008، بجانب خطيبته لورا ماكجي في ثكنات ويسيكس في باد فالينغبوستل في ألمانيا، وذلك بعد عودتهما من العراق.

المقطع ليس لوصول قوات أميركية للمشاركة في الحرب على غزة

وبعد أيام من انطلاق العمليات البرية، نُشر مقطع فيديو على أنه لوصول جنود أميركيين إلى إسرائيل. إلا أنه يعود إلى يونيو/حزيران عام 2022، لجنود من الفرقة 101 الأميركية المحمولة جوًا، بعد وصولهم إلى قاعدة ميهايل كوجالنيسيانو في رومانيا، حينها.

الفيديو قديم وليس لوصول قوات أميركية إلى إسرائيل خلال الحرب الجارية

منهم فرنسيون: أجانب في صفوف الجيش الإسرائيلي

كشفت شبكة الإذاعة الفرنسية Europe1 في تقرير  سابق، أن 4185 مواطنًا فرنسيًا إسرائيليًا يشاركون مع الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، الأمر الذي أثار جدلًا واسًعا في فرنسا. ودعا النائب في البرلمان الفرنسي توماس بورتس، إلى محاكمة وإدانة مزدوجي الجنسية المتورطين في جرائم حرب. وحث بورتس وزير العدل على ضمان محاكمتهم على الأراضي الفرنسية.

كما سبق وأجرت صحيفة إلموندو الإسبانية مقابلة قالت إنها مع مرتزق إسباني يعمل في الجيش الإسرائيلي. ونقلت أنه قدم دليلًا على أن إسرائيل توظف المرتزقة مقابل أجر أسبوعي قدره 3900 يورو، خلال حربها على غزة. قبل أن تحذف الصحيفة المقال.

وأفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، في عام 2014، أن هناك ستة آلاف مرتزق في الجيش الإسرائيلي، منهم ألفين على الأقل من الولايات المتحدة.

استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه الأعنف على قطاع غزة، حيث تجاوزت حصيلة ضحاياها 30 ألفًا من الفلسطينيين. بينما تستمر المقاومة الفلسطينية في التصدي للعمليات البرية. وأعلنت في تحديثاتها اليومية عن استهداف القوات الإسرائيلية في محاور عدة داخل القطاع.

اقرأ/ي أيضًا

الجنديات المؤثرات كوسيلة لكسب التعاطف والتغطية على عنف الجيش الإسرائيلي

تضليل في تغطية الإعلام الغربي خبر إحراق الجندي الأميركي نفسه احتجاجًا على الإبادة الجماعية في غزة

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة