خلال شهر مايو/أيار 2024، نشر “مسبار” 183 مادة تحقق، فنّدت ادعاءات تداولتها وسائل إعلام أو روّجها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي. كما نشر مسبار في إطار سعيه لمكافحة التضليل في الفضاء الرقمي 35 مقالًا، استعرض بعضها أبعاد وسياقات بعض الادعاءات المنتشرة وأوجه التضليل فيها، فيما رصدت أخرى أبرز الادعاءات التي انتشرت حول قضايا حظيت باهتمام واسع.
وسلّطت مقالات مسبار الضوء أيضًا على مستجدات ظاهرة انتشار المعلومات المضلّلة، من خلال استعراض عوامل والأساليب وأحدث المبتكرات التكنولوجية التي قد تفاقم انتشارها، بالإضافة إلى طرائق مواجهتها.
عدد مواد التحقّق حسب تصنيف الادعاء
تندرج معظم الادعاءات التي فنّدها مسبار خلال شهر مايو 2024 تحت تصنيف مضلّل، وهو التصنيف المستخدم لوصف الادعاءات التي تتضمن معلومات مضلّلة أو متحيّزة، أو تروّج لصور نمطية أو لخطاب كراهية أو تحتوي بيانات غير مرتبطة بالموضوع، أو ترجمة غير دقيقة، أو تجتزئ الموضوع من سياقه الأصلي.
وبلغ عدد الادعاءات المضّلّلة التي فنّدها مسبار 163 ادعاءً من أصل 183، أي ما نسبته نحو 89 في المئة من إجمالي الادعاءات. وجاء تصنيف زائف في المرتبة الثانية بـ 19 ادعاءً، يليه تصنيف صحيح بادعاء واحد.
عدد مواد التحقّق حسب نوع الادعاء
نُشرت غالبية الادعاءات التي رصدها مسبار خلال شهر مايو في شكل أخبار، وتمحور أكثر من نصفها حول الأحداث الراهنة في منطقة الشرق الأوسط. وبلغ عدد الادعاءات التي انتشرت في شكل أخبار 156 ادعاءً من أصل 183. في المقابل ركّز 16 ادّعاء على مواضيع سياسية، وتوزعت الادعاءات الـ11 المتبقية على تصنيفات الثقافة والفن والدين والروحانيات والرياضة والأعمال والتكنولوجيا وألعاب الفيديو.
عدد مواد التحقّق حسب الدولة
غطّت تحقيقات مسبار ما يزيد عن 30 دولة، أبرزها فلسطين وإيران واليمن، إذ تواصلت الحرب الإسرائيلية على غزة للشهر الثامن على التوالي، بينما تحطمت في إيران مروحية الرئيس إبراهيم رئيسي مما أودى بحياته. أمّا في اليمن فقد تجدّدت هجمات الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ إسرائيل ودخلت مرحلة رابعة من التصعيد، وتجددت في مقابلها هجمات التحالف البريطاني-الأميركي ضد مواقع تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن.
ادعاءات مضلّلة ذات صلة بالحرب على غزة
انتشرت خلال شهر مايو الكثير من الادعاءات التي استخدمت صورًا ومقاطع فيديو مجتزأة من سياقاتها الأصلية، ورُوّجت على أنها لعمليات إجلاء جنود إسرائيليين قتلى ومصابين من قطاع غزة. وتحقق مسبار، على الأقل، من تسعة ادعاءات من ذلك النوع.
وفي السياق نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يرصد مسلحين قرب سيارات تابعة للأمم المتحدة، وزعم أنّه يقدّم دليلًا على قيام مسلّحين بإطلاق النار داخل مجمّع تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، شرقي رفح.
لكن تحقيقًا لمسبار كشف غياب ما يثبت وقوع إطلاق النار في الفيديو، كما تحدث إلى شهود عيان وعلم منهم أنّ المسلحين يتبعون قوات الأمن وأنّهم باتوا يؤمّنون المساعدات الإنسانية بالزي المدني خوفًا من أنّ يعرضهم زيهم الرسمي للاستهداف.
ادعاءات مضلّلة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني
ترتب عن حادث سقوط مروحية الرئيس الإيراني وحالة الترقب التي سبقت العثور على حطامها، انتشار الكثير من المزاعم المضلّلة والزائفة. وبالتزامن مع الحدث، رصد مسبار عشرات الادعاءات التي نسب معظمها صورًا ومشاهد مجتزأة من سياقاتها الأصلية لحادث تحطم الطائرة المميت.
وتمحور عدد من الادعاءات حول ردود الفعل الشعبية والرسمية الإقليمية إثر تأكّد وفاة الرئيس الإيراني في حادث تحطّم الطائرة، فانتشرت مشاهد مضلّلة لاحتفالات في سوريا وفلسطين، إلى جانب تغريدة مفبركة لمح فيها متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى مسؤولية إسرائيل عن مقتل الرئيس الإيراني.
ادعاءات مضلّلة حول هجمات الحوثيين في اليمن
في اليمن، واصلت جماعة الحوثي استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ إسرائيل، ووسعت نطاق هجماتها وصولًا إلى البحر المتوسط حسبما أعلنت، كما شرعت في تنفيد هجمات انتقامية من شركات النقل البحري التي تستجب لتحذيرات منع الملاحة في الموانئ الإسرائيلية التي أطلقتها الجماعة.
وانتشرت إثر ذلك المزيد من مشاهد وصور مضلّلة يفترض أنّها توثّق هجمات متفرقة نفذها الحوثيون. وكشفت تحقيقات مسبار خلال شهر مايو أنّ أكثرها مقطع من سياقاته الأصلية.
وسم "مولد الذكاء الاصطناعي" كأداة تضليل
ومن تحقيقات مسبار البارزة خلال شهر مايو، تحقيق حول مقطع فيديو نشره التلفزيون الجزائري، وتداولته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام على أنّه مولّدٌ بالذكاء الاصطناعي. وكشف تحقيق مسبار أنّ الفيديو، الذي يوثق وصول قافلة عتاد فلاحي إلى مدينة أدرار جنوبي غربي الجزائر، صحيح، وأنّه لمشاهد جوية التقطت بطائرة مسيرة.
وسلّط التحقيق الضوء على حالة الارتياب التي قد تتشكل لدى أعداد كبيرة من المستخدمين، نتيجة انتشار المحتويات المضلّلة المولّدة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يزيد صعوبة تمييز المحتويات الصحيحة عن المضلّلة، ويؤدّي إلى تراجع معدلات الثقة عامة. كما أظهر إمكانية استخدام وسم “مولدّ بالذكاء الاصطناعي” كأداة خطابية للتشكيك في صدقية المحتويات الصحيحة.
اقرأ/ي أيضًا