ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابًا أمام الكونغرس الأميركي مساء أمس الأربعاء 24 يوليو/تموز، وتناول في كلمته أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأشاد نتنياهو ببطولات جنود الجيش الإسرائيلي، مدعيًا أنهم واجهوا مقاومي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في المستوطنات والثكنات العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة، مؤكداً استجابة الجيش السريعة لاقتحام القسام للمواقع العسكرية والمستوطنات.
وقدم نتنياهو خلال خطابه عددًا من الجنود، معرفًا عنهم، ومشيرًا إلى أنهم أنقذوا المستوطنين ودافعوا عن القواعد العسكرية، واستطاعوا السيطرة على القتال، حينها.
ادعاءات نتنياهو حول استجابة الجيش السريعة يوم عملية طوفان الأقصى
عقب إطلاق حركة حماس عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الفائت، أظهرت العديد من التحقيقات الدولية والإسرائيلية فشل الجيش الإسرائيلي وجنوده في يوم العملية، وأقر مسؤولون عسكريون وسياسيون إسرائيليون بإخفاقهم الأمني وعدم قدرة الجيش على السيطرة حينها أو حماية القواعد العسكرية في مستوطنات غلاف غزة، ووصفوا ما جرى يوم طوفان الأقصى بأنه إخفاق أمنيّ وعسكريّ واستخباريّ وسياسيّ إسرائيلي.
ففي فبراير/شباط الفائت، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، بدء تحقيقات داخلية في جميع الوحدات بخصوص أحداث السابع من أكتوبر، وقال هاليفي إنه من المتوقع أن تستمر التحقيقات لمدة ثلاثة أشهر وتشمل جميع وحدات الجيش.
وفي يوليو الجاري، قدم الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقه الأول في التفاصيل المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر، وخلص التحقيق إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "لم تكن مستعدة" لسيناريو اقتحام فصائل المقاومة الفلسطينية لمستوطنات غلاف غزة.
وكشف التحقيق فشل الجيش في "حماية" مستوطني بئيري، حيث قُتل منهم 100 شخص وأسر مقاتلو القسام 32 آخرين.
تحقيق يكشف نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في طوفان الأقصى
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، استنادًا إلى لقطات مصورة مأخوذة من كاميرات مُثبتة على رؤوس مقاتلين من كتائب القسام، أنهم كانوا يعرفون الكثير من المعلومات والأسرار المتعلقة بالجيش الإسرائيلي ونقاط ضعفه.
وأظهرت اللقطات لحظة عبور المقاومين إلى المستوطنات الإسرائيلية واتجاههم شرقًا على متن خمس دراجات نارية، حيث أطلقوا النار على السيارات المارة، وبعد بضعة كيلومترات، انحرفوا عن الطريق إلى منطقة غابات، وفجروا بوابة قاعدة عسكرية بعبوة ناسفة، ثم دخلوا القاعدة وقتلوا جنديًا إسرائيليًا.
وأفادت الصحيفة بأنهم استخدموا في العملية خريطة مفصلة للقاعدة للوصول إلى مركز الاستخبارات العسكرية، حيث قتلوا جنديين من الجيش الإسرائيلي في غرفة مليئة بأجهزة الحاسوب.
وأظهرت التحقيقات والتسجيلات أن حماس استخدمت طائرات مسيرة لتدمير أبراج المراقبة والاتصالات على طول الحدود مع قطاع غزة، مما أدى إلى إضعاف قدرة الجيش الإسرائيلي على الرد، كما استخدمت متفجرات وجرارات لفتح فجوات في الحواجز الحدودية، مما سمح بعبور المئات إلى القواعد العسكرية والمستوطنات.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس أظهرت معرفة دقيقة بكيفية عمل الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مواقع الوحدات وأوقات وصول التعزيزات، خلافًا لادعاءات نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي.
الجيش الإسرائيلي استخدم إجراء هانيبال خلال عملية طوفان الأقصى
وفي السابع من يوليو الجاري، كشف تحقيق لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استخدم بروتوكول هانيبال خلال الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى، وأطلق النار على المركبات العائدة إلى قطاع غزة بغض النظر عن من كان فيها.
وصدر أمر الضربة الجوية الأولى عند معبر إيرز، وهاجم الجيش لاحقًا معسكر ريعيم وموقع ناحال عوز، وفقًا للتحقيق.
وإجراء هانيبال يُعطي صلاحيات القصف لمنع وقوع جندي في الأسر، إلا أن التحقيقات كشفت عن استخدامه بحق المستوطنين"المدنيين" أيضًا. وأظهرت الوثائق وشهادات الجنود وضباط الجيش أن فرقة غزة والقيادة الجنوبية وهيئة الأركان العامة أصدرت سلسلة من الأوامر خلال الساعات الأولى من الاقتحام الذي نفذه عناصر من كتائب القسام، مما يعكس مدى اتساع نطاق استخدام الإجراء.
وبحسب تحقيق هآرتس، فأنه عند الساعة 7:18 صباحًا، أُبلغ عن حدوث عملية اختطاف من معبر إيرز وصدر أمر بتنفيذ إجراء هانيبال عبر طائرة مسيرة، واستمرت الأوامر بإطلاق النار على المعبر والقاعدة المجاورة لمنع أسر الجنود.
ونشرت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة في يونيو/حزيران الفائت، تقريرًا يفيد باحتمالية قتل قوات الاحتلال لأكثر من 14 مستوطنًا خلال يوم السابع من أكتوبر، ووثق تقرير اللجنة وجود مؤشرات قوية على استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لما يسمى بروتوكول هانيبال في العديد من العمليات العسكرية في ذلك اليوم، مما أدى إلى "إلحاق الضرر بالإسرائيليين في الوقت نفسه الذي كانت تستهدف فيه مقاتلي الفصائل الفلسطينية". وهو ما يؤكد عدم صحة ادعاءات نتنياهو بشأن سيطرة جنود الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر.
طوفان الأقصى
صباح يوم السابع من أكتوبر الفائت، أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "طوفان الأقصى" في منطقة غلاف قطاع غزة.
وتضمنت العملية إطلاق آلاف الصواريخ على أهداف إسرائيلية، واقتحامات برية وجوية، واشتباكات مسلحة بين كتائب القسام وجيش الاحتلال، وأسفرت هذه العملية عن مقتل وأسر العديد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، بالإضافة إلى إصابة آخرين خلال اقتحام المستوطنات والقواعد العسكرية، وأفادت إسرائيل بأن عدد قتلاها في الهجوم بلغ 1139 إسرائيليًا، بينما تم أسر 251 آخرين.
اقرأ/ي أيضًا:
في خطابه أمام الكونغرس: حقيقة ادعاءات نتنياهو حول المساعدات والمجاعة في غزة
في خطابه أمام الكونغرس: ما صحة تصريحات نتنياهو عن الأسرى المحررين من غزة؟