` `

حقيقة الصور المتداولة لانسحاب جيش النظام السوري من حماة باتجاه حمص

فراس دالاتي فراس دالاتي
سياسة
30 نوفمبر 2024
حقيقة الصور المتداولة لانسحاب جيش النظام السوري من حماة باتجاه حمص
القوات في الصورة تتحرك بالفعل من مدينة حماة باتجاه مدينة حمص

نشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا قالوا إنها لانسحاب الجيش السوري من مدينة حماة باتجاه مدينة حمص.

صورة متعلقة توضيحية
A screenshot of a phone

Description automatically generated

كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ظهر اليوم انسحاب الجيش السوري من مدينة حماة باتجاه مدينة حمص، وسط تقدم قوات هيئة تحرير الشام، فيما سارعت وزارة الدفاع السورية للنفي في بيان رسمي، وقالت إن الجيش لم ينسحب من المدينة، فيما نقلت وكالة سانا للأنباء الرسمية عن مصدر عسكري لم تسمّه أنه لا صحة "للأخبار التي تنشرها التنظيمات الإرهابية المسلحة عبر منصاتها ومواقعها الإلكترونية وبعض القنوات الإعلامية حول انسحاب الجيش السوري من حماة"؛ الأمر الذي سبب تضاربًا في الأنباء حول حقيقة وقوع الانسحاب من عدمه، فما حقيقة ما تُظهره الصور المتداولة؟.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

الجيش السوري يعبر منطقة صوران ويتجه جنوبًا

راجع "مسبار" الصور والمقاطع المنتشرة المرافقة لادعاء انسحاب الجيش السوري من مدينة حماة، وجرت مطابقتها مع المعالم الجغرافية للمنطقة للتحقق من مكان الحدث، ووجد أنَّ قوات الجيش السوري الظاهرة في الصورة تتحرك بالفعل من مدينة حماة باتجاه مدينة حمص، وتسلك المسار المتجه جنوبًا من طريق M5 الدولي الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب.

بمقارنة أبرز المعالم الظاهرة في الصورة، وجد "مسبار" أن الصورة التقطت في منطقة صوران على أطراف مدينة حماة، وأن رتل آليات الجيش السوري ومدفعياته الظاهر فيها يتجه جنوباً.

التُقطت الصورة المتداولة من أعلى جسر صوران، وفي وأسفله يظهر الدوار الذي يمكن من خلاله التبديل من المسارين الجنوبي والشمالي من الطريق السريع دمشق-حلب الدولي، كما يظهر في منتصف الصورة الطريق المتفرع يمينًا عن "الأوتستراد" الدولي، وجميعها معالم تؤكدها آخر صورة أقمار صناعية ملتطقة للمنطقة عبر Google Earth بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2023.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

كما تُظهر كلتا الصورتين -الحديثة المتداولة وصورة الأقمار الصناعية- المبنى الواقع على يمين الطريق الفرعي والذي بمحاذاته شجرة مزروعة إلى الجانب الجنوبي، وكذلك المبنى الذي يقع وراءه، وهو ورشة لتصليح السيارات.

وما يرجّح أن الصورة حديثة، هو بعض التغييرات على الأرض، إذ أنَّ صورة الأقمار الصناعية المُلتقطة العام الفائت تُظهر أعمال إنشاءات في محيط المبينيين المُشار إليهما أعلاه، من شاحنات نقل رمل وحصى وعلامات جرافات على الأرض، فيما تُظهر الصورة الحديثة مبنى غير مكتمل في ذات المنطقة، لم يكن موجودًا في صورة الأقمار الصناعية.

صورة متعلقة توضيحية
صورة متعلقة توضيحية

توسع عمليات الفصائل السورية في ريف حماة

جاء تداول الأنباء بعد بدء الفصائل السورية المعارضة وعلى رأسها هيئة تحرير الشام عملية عسكرية في ريف حماة، حيث توسعت في الريف الشمالي "وسط انهيار للجيش السوري والميليشيات الإيرانية"، وفق قولها.

كما أفادت في وقت سابق من اليوم، بأنها سيطرت على مدينتي مورك وصوران الاستراتيجيتين في ريف حماة، وأضافت في بيان "بدأنا عملًا عسكريًا في محور جديد بريف حماة وسيطرنا على 6 قرى".

مرور ثلاثة أيام على عملية "ردع العدوان"

تأتي هذه التطورات بعدما أعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة لهيئة تحرير الشام سيطرتها على ريف حلب الغربي بالكامل إثر معارك ضارية مع قوات النظام السوري وحلفائها، في وقت تؤكد سيطرتها على عشرات القرى والنقاط العسكرية في ريفي حلب وإدلب.

ويحدث كل ذلك في وقت اعتبرت فيه روسيا أقوى حلفاء النظام السوري، أن ما حصل حتى اللحظة من جانب الفصائل المسلحة في السيطرة على مساحات في مدينتي حلب وإدلب وريفهما يعد "انتهاكًا للسيادة السورية"، مطالبةً النظام باستعادة السيطرة في أقرب وقت ممكن، فيما قالت إيران إن "إسرائيل والولايات المتحدة من يقف وراء هجمات الفصائل المسلحة في سوريا".

ومعركة ردع العدوان، هي عملية عسكرية أطلقتها فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غربي سوريا، كأول اختراق لخطوط التماس في مدينة إدلب منذ الاتفاق التركي الروسي لوقف إطلاق النار في مارس/ آذار 2020.

وأهداف العملية العسكرية، بحسب ما أعلنته الهيئة، كسر مخططات النظام عبر توجيه ضربة استباقية، والدفاع عن المدنيين في وجه تهديد حشود النظام وإعادة المهجرين، علاوة على إبعاد نفوذه والميليشيات عن مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا.

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة