عبارة "الاستعداد لمواجهة الزومبي" استُخدمت لغرض توعوي
الادعاء
رسميًّا: مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركي يضع تعليمات لكيفية النجاة في حال تحوّل بعض البشر إلى زومبي، ويقول إن التغلب على الزومبي مثل التغلب على أي كارثة طبيعية.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مطلع مارس/آذار الجاري، خبرًا مفاده أن المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، نشر حديثًا مجموعة تعليمات للنجاة من كارثة تحوّل بعض البشر إلى ما يُعرف بـ"زومبي" (جثث بشرية تُبعث إلى الحياة من جديد بطريقة ما، وتتغذى على الإنسان)، وأن المركز يقول إن التغلب على الزومبي مثل التغلب على أي كارثة طبيعية.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الخبر المتداول ووجد أنه مضلل، فبدايةً لم يصدر أي تقرير رسمي من CDC هذا العام، يتحدث عن الاستعداد لكارثة الزومبي، إنما نشر الموقع الرسمي للمركز مدونةً في مايو/أيار عام 2011، بعنوان "استعداد 101: كارثة الزومبي"، جاء في بدايتها "قد تضحك الآن وأنت تقرأ هذه المدونة، ولكنك ستكون ممتنًّا عندما تقع الكارثة، ومن يعلم؟ فربما تساعدك هذه المدونة على تعلّم أمر أو اثنين عن كيفية الاستعداد لمواجهة كارثة حقيقية"
بالاطلاع على محتوى المدونة الكامل، بدا واضحًا أن الحديث عن كارثة الزومبي جاء في سياق طريف هدفه التوعية من الكوارث الطبيعية مثل الفياضانات والإعصارات وغيرها، وبالبحث عن كلمة Zombie داخل الموقع، وجد "مسبار" أنَّ CDC خصص صفحةً على موقعه للتعريف بحملة تدعى Zombie Preparedness، جاء في وصفها "ما بدأ كحملة فكاهية لإيصال رسالة توعوية للناس حول الكوارث الطبيعية (في إشارة إلى المدونة المنشورة عام 2011)، أثبت فعاليته كمنصة لتحذير شريحة كبيرة وواسعة من الناس وتوعيتهم حول كل أنواع المخاطر، هذه المنصة المسماة Zombie Preparedness".
ما يؤكد أن مدونة التعليمات التحذيرية من كارثة الزومبي كانت بقصد تحضير الناس للكوارث الحقيقية، مثل الهزات الأرضية والأعاصير والفياضات. وداخل الموقع يُعثر على منتجات منصة Zombie Preparedness، والتي تشمل ملصق، ورواية قصصية مصورة، ومدونة ببعض الأنشطة للاستعداد للكوارث، مخصصة لطلاب المدارس، بالإضافة إلى أول مدونة في الحملة والتي نشرت عن الاستعداد لكارثة الزومبي عام 2011.
يُذكر أن ما أعاد انتشار مدونة CDC خلال هذه الأيام على الرغم من مضي أكثر من تسع سنوات على نشرها، هو أن بعض وسائل الإعلام الأميركية، أعادت تدوالها وربطت بينها وبين تنبؤات فيلسوف فرنسي من القرن السادس عشر يدعى نوسترادموس، إذ ادعت أن بعض عباراته توحي بحدوث كارثة زومبي خلال عام 2021، على الرغم من أن كلام نوسترادموس يحتمل أكثر من تأويل وتفسير.
وذهبت بعض التفسيرات إلى أبعد من تأويل كلام الفيلسوف إلى حدوث كارثة زومبي، بل ادعت أن الكارثة سيكون سببها اختراع عالم روسي للفايروس الذي يحوّل البشر إلى زومبي دون الاستناد إلى دليل واضح.
الأمر الذي يعني أن الخبر المضلل والمنتشر في وسائل الإعلام العربية والإنجليزية كان وراءه عدد من الإشاعات غير المستندة إلى أي دليل.
اقرأ/ي أيضًا