الصورة ليست لطفل من غزة انتحر بعد استشهاد والدته
الادعاء
صورة طفل من غزة اسمه حمزة، انتحر ليلة الجمعة الفائتة بإلقاء نفسه من الطابق الثامن، بعد أن قُتلت والدته-وهي آخر من تبقّى له من أفراد عائلته- خلال العدوان الجاري على قطاع غزة.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول صفحات وحسابات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منذ 15مايو/أيار الجاري، صورة طفل ادّعت أنّه من قطاع غزة واسمه حمزة، قالت إنّه انتحر ليلة الجمعة الفائتة 14 مايو الجاري بإلقاء نفسه من الطابق الثامن، بعد أن قُتلت والدته -وهي آخر من تبقّى له من أفراد عائلته- أثناء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الجاري على القطاع.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الصورة المتداولة ووجد أنّها مضلّلة، إذ تبيّن بالبحث العكسي أنّها تعود لابن شهيد فلسطيني من قطاع غزة يدعى هاني أبو شعر، استُشهد إثر قصف الاحتلال للقطاع في مايو/أيار عام 2019.
وقد وزّعت الصورة وكالة رويترز آنذاك مرفقة بتعليق "نجل الفلسطيني هاني أبو شعر، الذي قُتل إثر قصف جوي إسرائيلي، وهو ينحب فوق جثة والده أثناء الجنازة في جنوبي قطاع غزة".
وبالبحث عن حقيقة الادعاء، وعمّا إذا انتحر طفلٌ من غزة في الأحداث الجارية، لم يُعثر على أية معلومات موثوقة تدعم صحة الادعاء.
كما لاحظ "مسبار" أنّ الرواية المتداولة تنطوي على تناقض واضح، إذ جاء في الادعاء أنّ الصورة تعود إلى طفل فقد كامل عائلته في العدوان على غزة عام 2009، ثم أتبع أنّ شقيقه الصغير استشهد عام 2009، وشقيقه الأكبر استشهد خلال القصف على غزة عام 2012، ثم استشهد والده عام 2014، وأخيرًا استشهدت أمّه يوم الجمعة الفائت 14 مايو 2021، وهو ما يناقض ما جاء به الادعاء ابتداءً بكون الطفل فقد كامل عائلته عام 2009.
وللتأكد بصورة قطعية، تواصل “مسبار” مع السيد أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وأكّد من جانبه أنّ القصة مختلقة ولا أساس لها من الصحة.
وبتتبع مسار انتشار الادعاء، وجد “مسبار” أن حسابًا باسم Madlin Ibrahim على موقع فيسبوك، كان من أول من نشروا القصة، ثم وضّح بعد ذلك أنّ الادعاء غير صحيح.
ومن الجدير بالذكر، أنّ قطاع غزة يشهد حاليًّا ومنذ 10 مايو الجاري، عدوانًا من الاحتلال الإسرائيلي، ويتمثّل بشنّ ضربات صاروخية كثيفة على القطاع، راح ضحيّتها حتى لحظة نشر هذا المقال 174 شهيدًا بينهم 47 طفلًا و29 سيدة، بالإضافة إلى 1200 إصابة، وفقًا لمعطيات وزراة الصحة الفلسطينية.
وبدأ التصعيد في الأحداث الجارية، عقب احتجاجات فلسطينية على قرار الاحتلال الإسرائيلي بطرد أهالي حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية من بيوتهم وتمليكها لجمعيّات استيطانية.
تعامل الاحتلال مع الاحتجاجات بالقمع والاعتداء على الفلسطينين، واقتحام المسجد الأقصى عدة مرات خلال شهر رمضان الفائت، ما أسفر عن امتداد الاحتجاجات في كامل الأراضي الفلسطينية، في الضفة الغربيّة والقدس وقطاع غزة والأراضي المحتلّة، ويُنفذ جيش الاحتلال منذ 10 مايو الجاري غارات جوية مكثفة على قطاع غزة أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا، وألحقت دمارًا كبيرًا في البنية التحتية للقطاع.
اقرأ/ي أيضًا:
الإعلام المُنحاز لدولة الاحتلال: كيف تتبدل السرديّة؟
كيف انتصرت وسائل التواصل الاجتماعي المقدسية على صفحة إسرائيل بالعربية