الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لجزائريين ينتظرون دورهم للحصول على المياه
الادعاء
صورة طابورٍ أمام شاحنة لتوزيع المياه في مدينة تيارت، شمال غربي الجزائر.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، صورة ادّعى ناشروها أنّها تظهر طابورًا أمام شاحنة لتوزيع المياه في مدينة تيارت، شمال غربي الجزائر.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لطابور أمام شاحنة لتوزيع المياه في مدينة تيارت الجزائرية.
نشرت الصورة صفحة جزائرية على فيسبوك
نشرت الصورة للمرة الأولى صفحة "Tahia Dzair" على فيسبوك أمس الأحد، الثاني من يونيو/حزيران الجاري، ضمن منشور تحدّثت فيه عن أزمة المياه في ولاية تيارت واقترحت حلولاً لها.
وأظهر بحث مسبار أنّ الصفحة غالبًا ما تستخدم صورًا مولّدة بالذكاء الاصطناعي، بغرض السخرية وتمرير الرسائل السياسية.
وظهر في الصورة أشخاص يرتدون ملابس وقبعات وأحذية شتوية، رغم أنّ الطقس دافئ في منطقة تيارت منذ تفاقم أزمة المياه قبل شهرين.
وبلغ متوسط درجات الحرارة في تيارت 18 و20 درجة مئوية خلال شهري إبريل/نيسان ومايو/أيار من العام الجاري، كما لم تنخفض درجة الحرارة خلال الفترة ذاتها إلى ما دون 14 درجة مئوية، وفقًا لبيانات موقع timeanddate.
ووجد مسبار صعوبة في تمييز أحرف وأرقامٍ على غالونات المياه في الصورة المتداولة، وهو أمر شائع في الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي.
وحلّل مسبار الصورة باستخدام أداة كشف الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي "HIVE MODERATION"، ووجد أنّ احتمال كونها مولّدة بالذكاء الاصطناعي 99.9 في المئة.
ونُشرت الصورة المتداولة إلى جانب صورتين مولّدتين بالذكاء الاصطناعي، ظهرت فيهما تشوهات عدّة.
ففي الصورة الثانية مثلًا يمكن ملاحظة تشوهات في ملامح الأشخاص الذين تظهر وجوههم. فيما لا يمكن قراءة الكتابة على جانب ومقدمة الشاحنة، والتي يبدو أنّها محاكاة مصوّرة للأحرف اللاتينية والعربية.
وحملت الشاحنة البيضاء في الصورة شعارًا يشبه شعار علامة فولفو السويدية، مصنعة السيارات والمركبات الثقيلة، لكن الشكل داخل دائرة الشعار يبدو غير محدّدٍ، وليس مستطيلًا حاملًا لاسم العلامة.
ويلاحظ من الصورة أيضًا أنّ المنطقة صحراوية، وهو ما لا ينطبق على جغرافيا ولاية تيارت ذات الطبيعة الزراعية والرعوية، الواقعة بين سلسلتي جبال الأطلس التلي والأطلس الصحراوي، والتي تتميز بمناخ بارد ومثلج شتاءً وحار وجاف صيفًا.
وبالإضافة إلى تشوهات في ملامح سيدتين وتداخل غريب بين مقدمة سيارة وأشخاص يقفون أمامها، وساق ورأس غير مكتملين، لاحظ مسبار في الصورة الثالثة أنّ اتجاه الظلال عشوائي، على الرغم من أنّ الشمس هي مصدر الضوء الوحيد في الصورة.
أزمة مياه الشرب في ولاية تيارت الجزائرية
في 31 مايو الفائت، توفي أب لثلاثة أطفال ونقل شخصان آخران إلى المستشفى في حالة خطيرة، بعد تعرضهم للاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون داخل بئر، في منطقة مشرع الصفاء بولاية تيارت، شمال غربي الجزائر.
وخرج في اليوم التالي، الأول يونيو/حزيران الجاري، محتجون في عدة أحياء في تيارت لمطالبة السلطات بحل عاجل لأزمة مياه الشرب، التي يعانون منها منذ ست سنوات، والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة بعد نفاذ مخزون سد بخدة الذي يغذّي المنطقة. وقال موقع توالى الإخباري الجزائري نقلًا عن مصادر محلّية، إنّ المحتجّين أغلقوا 80 شارعًا بالحجارة وبأدوات مختلفة.
وجاء في إحدى دعوات التظاهر السلمي، التي انتشرت على فيسبوك، أنّ سكان تيارت يضطرون لدفع ما تعادل قيمته 150 في المئة من فاتورة المياه السنوية، بسبب الانقطاع المتكرّر لمياه الحنفية.
وردًا على المحتجين الغاضبين، أعلن والي تيارت، علي بوڤرّة، في ندوة صحفية، أول أمس السبت، إطلاق برنامج استعجالي لتزويد المدينة بالمياه عن طريق الصهاريج خلال شهر يونيو، ريثما تعمل السلطات على ربطها بمصادر مياه بديلة. ووعد الوالي بإعادة المياه إلى الحنفيات بحلول شهر يوليو/تموز المقبل.
وخلال ترأسه اجتماعًا لمجلس الوزراء في العاصمة الجزائر، يوم أمس الأحد، أمر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بوضع برنامج استعجالي لحل مشكلة مياه الشرب في تيارت خلال الساعات الـ 48 المقبلة.
ووصل اليوم الاثنين إلى تيارت وزيرا الداخلية والري والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام للحماية المدنية في إطار زيارة عمل هدفها "تسطير برنامج استعجالي واستثنائي لتحسين تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب"، وفق ما جاء في منشور لصفحة وزارة الداخلية الجزائرية على فيسبوك.
اقرأ/ي أيضًا
فيديو وصول العتاد الفلاحي إلى أدرار أصلي ولم يولّده التلفزيون الجزائري باستخدام الذكاء الاصطناعي
صورة مفبركة لمواطن جزائري وليست لمرتزق في صفوف جيش الاحتلال في غزة