صورة مفبركة وليست لاستحداث الإمارات لوحات سيارات جديدة في سقطرى
الادعاء
الإمارات تسابق الزمن وتريد تثبيت احتلال سقطرى واقتطاعها من الهوية اليمنية إلغاء اللوحات اليمنية للسيارات واستبدالها باسم سقطرى / الامارات.
الخبر المتداول
صورة تداولتها حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، وادّعى ناشروها أنها تظهر إصدار دولة الإمارات للوحات منجمية جديدة باسمها، في أرخبيل سقطرى.
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه زائف، إذ إن الصورة مفبركة ولا تُظهر لوحة منجمية جديدة باسم الإمارات في أرخبيل سقطرى. ولم تنشر أي وسيلة إعلام محلية أو أي جهة رسمية معلومات تفيد باستحداث لوحات سيارات في الأرخبيل تحمل اسم الإمارات.
صورة معدّلة وليست للوحات سيارات تحمل اسم الإمارات في سقطرى
تبيّن أن الصورة نُشرت في حساب على موقع فيسبوك بتاريخ 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، وأضيف إليها اسم الإمارات باللغة العربية ومختصره باللغة الإنجليزية "UAE". أما الصورة الأصلية، فتُظهر لوحة تحمل رقم السيارة، وكلمة "سقطرى"، إلى جانب شجرة دم الأخوين اليمنية الشهيرة في الأرخبيل.
نشر موقع Plate Recognizer، المتخصص في تقنية التعرف التلقائي على لوحات السيارات، مجموعة من الصور للوحات السيارات المستخدمة في الإمارات. وتبين أن هذه اللوحات تعتمد إطارًا موحدًا، حيث تُكتب اللغة العربية بشكل أفقي مصحوبة بترجمة مختصرة باللغة الإنجليزية، أو تُكتب بشكل عمودي مرفقة باسم الدولة والاختصار الإنجليزي للإمارات السبع: أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، والفجيرة.
وفي بعض الحالات، قد تقتصر اللوحة على اسم الدولة باللغة الإنجليزية مع اسم الإمارة مكتوبًا باللغة العربية أو قد تتوسط اللغة الأجنبية اسم الدولة والإمارة، وهو ما لم يظهر في اللوحة المزعومة. وواصل "مسبار" البحث في مواقع بيع اللوحات داخل الإمارات السبع، وتوصل إلى النتيجة نفسها.
وسبق أن نشرت منصة صدق اليمنية، تحققًّا أمس الثلاثاء 17 ديسمبر، أكدت فيه أنّ الصورة معدلة وليست حقيقية.
إعلان الحكم الذاتي في أرخبيل سقطرى
يأتي تداول الادّعاء، بعد إعلان "المجلس الوطني لأبناء أرخبيل سقطرى"، الذي يديره قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، عن إقامة حكم ذاتي كامل الصلاحيات للأرخبيل بسبب الخصوصية الجغرافية واللغوية. ودعا المجلس لدعم القرار من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، مطالبًا المجتمع الدولي ودول التحالف العربي بالوقوف مع خيار أبناء الأرخبيل. كما شدد على رفض دعوات المظاهرات وناشد بتوحيد الصف.
بعد أيام، أصدرت اللجنة التحضيرية لـ"مؤتمر سقطرى الوطني" بيانًا رفضت فيه "الحكم الذاتي"، معتبرة أنه لا يعكس الإجماع السقطري، وحمّلت الحكومة ومجلس الرئاسة مسؤولية الفشل الإداري وفرض الاحتكار. ودعت الأحزاب والمرجعيات القبلية لرفض القرار وإلغاء الإجراءات التي تضر بالنسيج الاجتماعي، مؤكدة ضرورة تضافر الجهود لحماية سقطرى وأهلها.
ونقلت "يمن شباب نت" عن مصادر محلية أن مؤسسة خليفة بن زايد الإماراتية اشترطت على وجهاء الأرخبيل التوقيع على تأييد "الحكم الذاتي" مقابل معونة مالية وصلت لـ200 درهم، دون أن يتسنى لـ"مسبار" التأكد من صحة هذه الأنباء.
أرخبيل سقطرى
يقع أرخبيل سقطرى اليمني، غرب المحيط الهندي بالقرب من القرن الأفريقي. تقول اليونسكو، إنّ هذا الجزء القديم والمعزول نسبيًا من شبه الجزيرة العربية معروف بتنوعه البيولوجي الاستثنائي على الأرض وفي البحر.
بحسب المنظمة، فإنّ أشجار دم التنين الشهيرة في سقطرى معروفة عالميًا وترمز إلى الرابطة الوثيقة بين الطبيعة والسكان الأصليين للجزيرة الذين يعتمدون عليها، والذين يتحدثون لغتهم الفريدة المهددة بالانقراض.
و نظرًا للنظم البيئية في سقطرى واعترافًا بثراء التنوع البيولوجي المتميز فيها، تم تصنيفها كمحمية للإنسان والمحيط الحيوي (MAB) لليونسكو في عام 2003) ثم كموقع للتراث الطبيعي العالمي لليونسكو في عام 2008.
الدعم الإماراتي المستمر للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ 2020
منذ يونيو/حزيران 2020، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله على سقطرى، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية، بدعم من القوات الإماراتية الموجودة في الجزيرة.
وكانت الإمارات قد انضمت إلى دول التحالف العربي بقيادة السعودية في عملية "عاصفة الحزم" التي انطلقت في مارس/آذار 2015، مستهدفة جماعة الحوثي المدعومة من إيران. منذ ذلك الحين، دخل اليمن في حرب استمرت أكثر من سبع سنوات، مخلفة خسائر بشرية ونزوحًا مستمرًا، وانتهاكات لحقوق الإنسان.
اقرأ/ي أيضًا