الصورة لتكريم المغرب قائد سلاح الجو الإسرائيلي عام 2023 وليست خلال الحرب على غزة

تحقق "مسبار" من الادّعاء وتبين أنّه مضلل، إذ إن صورة تكريم المغرب لقائد سلاح الجو الإسرائيلي ليست خلال الحرب على غزة.

تكريم المغرب لقائد سلاح الجو الإسرائيلي عام 2023

تعود الصورة المتداولة إلى 24 فبراير/شباط عام 2023، وتوثّق تكريم قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار، خلال زيارته للمغرب حينها.

زيارة قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى المغرب

في 21 فبراير 2023، وصل قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، إلى المغرب على رأس وفد عسكري في زيارة استمرت ثلاثة أيام. خلال هذه الزيارة، التقى بنظيره المغربي، الجنرال العابد العلوي بوحامد، وزار قاعدة بن جرير الجوية القريبة من المدينة التي تحمل نفس الاسم. كما قام الوفد الإسرائيلي بجولة في أكاديمية سلاح الجو الملكي المغربي ومقر قيادة سلاح الجو الملكي.

ووصف تومر بار هذه الزيارة بأنها “لحظة مؤثرة”، إذ أشار إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها سلاح الجو الملكي المغربي، والذي وصفه بأنه أحد أكثر أسلحة الجو مهنيةً وتقدمًا، مضيفًا “سنعمل على تطوير مجالات التعاون والمصالح المشتركة، وسنعزز الشراكة في التدريبات وتبادل الخبرات، بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.

علاقات التطبيع بين المغرب وإسرائيل

أقامت المغرب علاقات رسمية مع إسرائيل في أواخر تسعينات القرن الماضي بعد توقيع اتفاق أوسلو، إلا أنها أغلقت مكتب الاتصال في إسرائيل عام 2000 مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، استأنفت المغرب وإسرائيل علاقاتهما برعاية الولايات المتحدة، وذلك ضمن ما يعرف بـ"اتفاقيات أبراهام". ووفقًا لبيان صدر عن البيت الأبيض آنذاك، اتفق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والعاهل المغربي الملك محمد السادس، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مع تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي لدعم الاستقرار في المنطقة. وتضمن الاتفاق إعادة فتح مكاتب الاتصال في تل أبيب والرباط، مع خطة مستقبلية لتبادل السفارات بين البلدين.

وأدى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى تعزيز التعاون العسكري بينهما، إذ حصل المغرب عام 2021 على نظام (Skylock Dome) الإسرائيلي المضاد للطائرات دون طيار، وفي فبراير 2023، وقع البلدان صفقة بقيمة 500 مليون دولار لتزويد المغرب بنظام الدفاع الجوي والصاروخي (باراك MX)، الذي تصنعه شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية.

ويُذكر أن المغرب يعتبر رابع دولة عربية توافق على استئناف التطبيع مع إسرائيل خلال عام 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان، بينما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع إسرائيل منذ عامي 1979 و1994 على التوالي.

التطبيع المغربي مع إسرائيل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، حذرت المغرب من تداعيات هذا التصعيد ودعت إلى خفض حدة العنف، مؤكدة على أهمية تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام إلى القطاع.

وعلى الصعيد الداخلي، عبّر العديد من الحقوقيين والهيئات الشعبية المغربية عن رفضهم للتطبيع مع إسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة. وقد نقلت وسائل الإعلام عن حقوقيين مغاربة قولهم إن التطبيع "سقط شعبيًا، وبقي أن يسقط رسميًا"، نظرًا لاستمرار المطالب الشعبية بوقف العلاقات مع إسرائيل.

ورغم هذه المطالب الشعبية، لم تُعلن الحكومة المغربية رسميًا عن وقف العلاقات التطبيعية مع إسرائيل.

وفي يوليو/تموز الفائت، أفادت وسائل إعلام بأن المغرب يعتزم شراء قمر تجسس من شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية في صفقة بلغت قيمتها مليار دولار، ذلك في إطار التعاون الاستخباراتي والعسكري بين البلدين.

الحرب الإسرائيلية على غزة

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الـ311 على التوالي. ووفقًا لآخر تقرير صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية في العاشر من أغسطس/آب الجاري، ارتكب الجيش الإسرائيلي ثلاث مجازر بحق العائلات في القطاع خلال 24 ساعة فقط.

وقد رفعت هذه المجازر حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 39 ألفًا و790 فلسطينيًا، إضافة إلى أكثر من 92 ألف إصابة.

اقرأ/ي أيضًا

التصميم مفبرك والجزيرة لم تنشر خبرًا عن مشاركة 4 آلاف جندي مغربي في الحرب على غزة

هل سحبت إسرائيل اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية؟