` `

الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لفتاة عراقية تدعى بتول اللامي وتشبه الموناليزا

عبد المؤمن سليخ عبد المؤمن سليخ
تكنولوجيا
5 سبتمبر 2024
الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لفتاة عراقية تدعى بتول اللامي وتشبه الموناليزا
صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة تشبه الموناليزا (إكس)

الادعاء

بتول محمد اللامي التي تظهر في الصورة بجوار والدها هي امرأة بعمر 34 سنة، تسكن في العمارة جنوبي العراق أطلقت عليها مجلة ناشيونال جوغرافيك اسم موناليزا الأهوار في مجلد عددها الصيف عام 2024.

الخبر المتداول

تتداول صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، حديثًا، صورة ادّعى ناشروها أنّها تُظهر فتاة تدّعى بتول محمد اللامي بجانب والدها، تسكن في مدينة العمارة جنوبي العراق، وأنّ مجلة ناشيونال جيوغرافيك أطلقت عليها لقب "موناليزا الأهوار"، في مجلد عددها الخاص في صيف عام 2024.

صورة بتول محمد اللامي موناليزا الأهوار

تحقيق مسبار

تحقّق "مسبار" من الادعاء المتداول وتبيّن أنّه زائف، إذ إنّ الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وليست لفتاة عراقية تشبه لوحة الموناليزا، ولم تنشرها مجلة ناشيونال جيوغرافيك. 

صورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة تشبه الموناليزا

نُشرت الصورة للمرة الأولى على حساب يُدعى (Sapra artificial) على موقع فيسبوك في 27 أغسطس/آب الفائت، وأُرفقت بتعليق "الموناليزا في الأهوار العراقية"، مشيرًا إلى أن الصورة تم توليدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ورافقها نشر مجموعة أخرى من الصور للفتاة نفسها.

صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة تشبه الموناليزا
صور مولّدة بالذكاء الاصطناعي لفتاة تشبه الموناليزا

ينشط حساب (Sapra artificial) على موقع فيسبوك كمنشئ محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي، وفقًا للنبذة التعريفية في الحساب، إذ كُتب فيها "كل الصور الموجودة في الصفحة هي نتاج الذكاء الاصطناعي"، ويشارك الحساب العديد من الصور، مشيرًا في منشوراته إلى أن جميعها مولّدة باستخدام هذه التقنيات.

حساب Sapra artificial
حساب Sapra artificial المتخصص بنشر محتوى مولّد بالذكاء الاصطناعي

ما قصة موناليزا الأهوار العراقية؟

كما بحث مسبار حول اسم الفتاة المذكور في الادعاء، بتول محمد اللامي، ولم يعثر على أيّ شخصية معروفة بهذا الاسم في العراق، تُشبه الموناليزا، مما يؤكد أن القصة مفبركة بالكامل.

وتبيّن أن قصة "موناليزا الأهوار" متداولة منذ سنوات، إذ كُتبت عنها عدة تقارير سابقًا، وتعود القصة إلى صورة لشابة عراقية تُدعى "بنت المعيدي" نُشرت منذ نحو ثمانين عامًا، إذ كانت تُعلق صورتها في بيوت المدن وأكواخ الأرياف، وكذلك في مركبات وسفن سائقي النقل البري والنهرية.

وأشارت التقارير إلى أن اللوحة رسمت بريشة رسام غربي، واكتسبت الفتاة ثلاثة أسماء في الثقافات المختلفة "بنت المعيدي" بالعربية، "صمانجي قيزي" بالتركمانية، و"كيجي كافروش" بالكردية. تصف الحكايات الفتاة بأنها من طبقة فقيرة، وترتبط بقصة حب مع ضابط بريطاني حاول خطبتها أثناء الاحتلال البريطاني للعراق، وتختلف الروايات حول هويتها ومصيرها بعد اختطافها إلى لندن، وقد أُطلق عليها لاحقًا لقب "موناليزا العراق"، ومن الجدير ذكره أنه لم يُكشف حتى الآن عن هوية الفتاة أو الرسام أو الضابط، والتفاصيل الحقيقة للقصة.

تقرير عن قصة موناليزا الأهوار عام 2015
تقرير عن قصة موناليزا الأهوار عام 2015

لوحة الموناليزا

تُعدّ لوحة الموناليزا واحدة من أشهر اللوحات الفنية وأكثرها غموضًا في تاريخ الفن، وهي من أعمال الفنان الإيطالي، ليوناردو دافنشي، والذي بدأ في رسمها نحو عام 1503، وأكملها في فرنسا عام 1519 بعد انتقاله إليها من فلورنسا. اللوحة محفوظة حاليًا في متحف اللوفر في باريس، إذ تجذب أكثر من تسعة ملايين زائر سنويًا لرؤيتها.

رُسمت الموناليزا على لوح خشبي من شجر البوبلار باستخدام الألوان الزيتية، وعلى الرغم من أن حجم اللوحة صغير، فإنها تبرز صورة امرأة ذات جمال بسيط، ترتدي ثيابًا داكنة وتخلو من المجوهرات. ومع ذلك، فإن أكثر ما يلفت الانتباه في اللوحة هو ابتسامتها الغامضة ونظرتها المتغيرة التي تتكيف مع زاوية رؤية المشاهد، مما أضفى عليها طابعًا من الغموض والإعجاب الذي طالما أثار اهتمام النقاد والفنانين.

اقرأ/ي أيضًا

الصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي وليست لبناية سكنية في حي شعبي بالقاهرة

تستخدم صورًا وأسماء مشاهير: ما مخاطر الإعلانات المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

تصنيف الخبر

زائف

مصادر مسبار

اقرأ أيضاً

الأكثر قراءة