الفيديو مفبرك وهيئة تحرير الشام لم تصدر أي توجيهات بشأن العفو أو سب الذات الإلهية
الادعاء
قرارات صادرة عن القيادة العامة لهيئة تحرير الشام.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
مقطع فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، على أنه يوثق مجموعة قرارات جديدة، أصدرتها القيادة العامة لهيئة تحرير الشام. وتضمنت هذه القرارات فرض عقوبة السجن لمدة لا تقل عن عام على أي شخص يسب الذات الإلهية. كما ورد أنه سيتم العمل على تجهيز المطارات قريبًا لاستقبال المغتربين السوريين الراغبين في العودة إلى الوطن، مع إمكانية دخولهم حاليًا عبر المعابر الحدودية مع تركيا، لبنان، الأردن، والعراق. بالإضافة إلى ذلك، أُشير في الادعاء إلى الإعلان عن عفو شامل عن جميع الأحكام السابقة والعقوبات، مع إلغاء نظام الاحتياط للجيش.
وتضمنت الادعاءات أيضًا قرارًا يمنع التدخل في لباس النساء أو مظهرهن، بما في ذلك أي طلب يتعلق بالتحشم. كما شملت حظر التعرض للإعلاميين العاملين في التلفزيون السوري أو الإذاعة السورية أو صفحات التواصل الاجتماعي، مع فرض عقوبة الحبس لمدة عام كامل على المخالفين. وأُشير كذلك إلى قرار يمنع تداول مصطلح "شبيح" بين الناس أو إثارة النعرات الطائفية، بالإضافة إلى منع اتهام أي شخص بالانتماء للنظام القديم أو الموالاة، مع تحديد عقوبة الحبس لمدة شهر لمن يخالف هذا القرار.
تحقيق مسبار
بالتحقّق من الادّعاء، وجد "مسبار" أنه زائف، إذ إن الفيديو مفبرك ولم تصدر قرارات عن القيادة العامة لهيئة تحرير الشام، ولم تُنشر من قبل أيّ من الحسابات الرسمية للقيادة العامة أو عبر أي وسيلة إعلام موثوقة.
قرارات مفبركة منسوبة لهيئة تحرير الشام
بمراجعة تصريحات قائد إدارة العمليات العسكرية السورية، أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني"، والقرارات والتوجيهات الصادرة منذ الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، لم يجد مسبار أي تصريح أو توجيه يشير إلى هذه القرارات.
وفي آخر فيديو نُشر في قناة "القيادة العامة - سوريا" الرسمية على منصة تيلغرام، اليوم الجمعة 13 ديسمبر، ظهر الجولاني وهو يبارك "انتصار الثورة"، داعيًا للنزول إلى الميادين للتعبير عن الفرحة، ولكن دون إطلاق الرصاص أو ترويع الناس.
وسبق أن نشرت القناة ذاتها تصريحات لقائد هيئة تحرير الشام (الجولاني) يوم الأربعاء 11 ديسمبر الجاري، أكّد فيها أنه لن يتم العفو عن المتورطين في تعذيب المعتقلين في السجون السورية، بعد إطلاق سراح آلاف المعتقلين من سجون بشار الأسد عقب سقوط نظامه.
وقال الشرع "لن نعفو عمّن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم.. وسنلاحقهم في بلدنا"، مطالبًا الدول بتسليم "المجرمين الذين فروا إليها لتحقيق العدالة".
وأضاف "أكدنا التزامنا بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري، ومنحنا العفو لمن كان ضمن الخدمة الإلزامية".
وبالبحث عن مقطع الفيديو المتداول، وجد مسبار أن مصدره حساب على موقع تيك توك يحمل اسم الإعلامي آدم الحلو، والذي يدّعي أن ما ورد في الفيديو يمثل أبرز قرارات القيادة العامة لهيئة تحرير الشام في سوريا.
وبمراجعة مسبار للحساب، تبيّن أنه يعتمد أسلوبًا متكررًا في نشر ادعاءات ونسبها إلى جهات رسمية على أنها حقيقية رغم أنها زائفة. على سبيل المثال، نشر اليوم ادعاءً مفاده أن إدارة السجل المدني السوري قررت سحب الجنسية السورية من 700 ألف إيراني وعراقي حصلوا عليها أثناء الثورة.
إلا أن الادعاء زائف، إذ لم يصدر أي قرار بهذا الشأن من أي جهة رسمية.
آلاف السوريين يحتفلون بسقوط النظام السابق في دمشق
أفادت وسائل إعلام، بأن آلاف السوريين خرجوا اليوم الجمعة، 13 ديسمبر، متوجهين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق للمشاركة في صلاة الجمعة، التي يُتوقع أن يحضرها قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، استجابة لدعوته للنزول إلى الميادين والاحتفال بـ"انتصار الثورة" بعد سقوط نظام الأسد.
وفي السياق ذاته، دعا رئيس الوزراء الانتقالي، محمد البشير، السوريين المقيمين في الخارج إلى العودة، متعهدًا بضمان حقوق "كافة الطوائف".
تشكيل حكومة انتقالية سورية برئاسة محمد البشير
في العاشر من ديسمبر الجاري، تم الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية برئاسة محمد البشير لتسيير الأعمال في سوريا لمدة ثلاثة أشهر، إذ صرّح البشير في خطاب حديث أن ولايته ستستمر حتى الأول من مارس/آذار 2025.
وفي اليوم التالي لتوليها المهام، أكدت الحكومة الانتقالية التزامها ببعث رسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، مشددة على أن مهمتها تشمل جميع السوريين دون استثناء. وأوضحت أن عملها مؤقت لحين التوصل إلى حلول دستورية شاملة.
وجاء هذا التكليف عقب اجتماع عُقد لمناقشة ترتيبات نقل السلطة بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وشارك في الاجتماع قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، رئيس الوزراء المكلف محمد البشير، ورئيس الوزراء السابق محمد الجلالي.
وأعلنت الحكومة، أن الخدمات الأساسية بدأت بالعودة تدريجيًا إلى المحافظات والمدن السورية، مع بدء عودة النازحين من المخيمات الحدودية مع تركيا إلى داخل البلاد، كما تم الاتفاق على آليات استلام المؤسسات ونقل الصلاحيات لضمان استمرار تسيير الأعمال.
يُذكر أن محمد البشير كان يتولى رئاسة "حكومة الإنقاذ" في محافظة إدلب، ويُعرف بعلاقته الوثيقة بأحمد الشرع، قائد عملية "ردع العدوان"، الذي كان له دور محوري في الإطاحة بالنظام السابق.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادعاءات المضللة والزائفة التي انتشرت حول الجولاني قائد هيئة تحرير الشام