الفيديو لتحطيم تمثال مريم العذراء في 2013 وليس بعد إسقاط النظام السوري
الادعاء
فيديو لتحطيم تمثال السيدة مريم العذراء في سوريا بعد إسقاط النظام.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
مقطع فيديو نشرته حسابات على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، حديثًا، ادّعت أنه يوثّق اعتداء على تمثال للسيدة مريم العذراء، عقب سيطرة فصائل المعارضة السورية على الحكم وسقوط نظام بشار الأسد.
تحقيق مسبار
بعد التحقّق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إن المقطع قديم وليس من اعتداء على تمثال للسيدة مريم العذراء بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تحطيم تمثال للسيدة مريم العذراء عام 2013
يعود تاريخ مقطع الفيديو المتداول، على الأقل، إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 2013، ويُظهر شخصًا يدعى "عمر رغبة" وفقًا للمصادر التي نشرت الفيديو، وهو يحطم تمثال السيدة مريم العذراء في أحد المزارات المسيحية بقرية اليعقوبية في ريف محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقبل تحطيم التمثال، قال "لن يُعبد إلا الله في بلاد الشام، ولن يُحكم فيها إلا بشرع الله. لن تُعبد الأصنام (في إشارة إلى تمثال السيدة مريم) في بلاد الشام بعد الآن. ولن نقبل إلا بالله ودينه وسنة نبيه".
اعتداء مجهولين على مطرانية في مدينة حماة
تزامن تداول الادعاء، مع تعرض مطرانية حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس، إلى اعتداء مسلح نفذته عناصر مجهولة الهوية، وشمل الهجوم اقتحام ساحة المطرانية ومحاولة نزع الصليب، إلى جانب إطلاق النار على جدران الكنيسة. كما تم رصد اعتداءات أخرى استهدفت المدافن التابعة للمطرانية.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الواقعة، مشيرة إلى أنها جاءت ضمن سلسلة من الانتهاكات التي سُجلت في محافظة حماة منذ سيطرة إدارة العمليات العسكرية عليها في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري. وتضمنت هذه الانتهاكات، وفقًا للشبكة، القتل خارج نطاق القانون، تدمير المنازل، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
وأوضحت الشبكة، استنادًا إلى شهادات شهود عيان، أن عناصر من تنظيم "أنصار التوحيد" تورطوا في نسبة كبيرة من هذه الانتهاكات، إلى جانب جهات أخرى لم تُحدد بدقة حتى الآن. مع الإشارة إلى أن الشبكة لم تُشر إلى تورط التنظيم في عملية الاعتداء على المطرانية، حيث إنها لم تتحقق بعد، من الجهة المسؤولة عن الاعتداء.
ويُعد تنظيم أنصار التوحيد جماعة جهادية مسلحة ظهرت في النزاع السوري عام 2017 كامتداد لتنظيم "جند الأقصى" بعد تفكيكه من قِبل فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام. ويتبع التنظيم، الذي يقوده "خالد خطاب"، أيديولوجية سلفية جهادية.
إصلاح أضرار مطرانية حماة والشرطة توقف المعتدين
وعلى إثر الاعتداء، أصدرت مطرانية حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس، بيانًا، أكدت فيه أن قيادة شرطة حماة، تابعت حادثة إطلاق النار التي استهدفت المطرانية، حيث جرى تعقب الفاعلين مباشرة.
وأوضحت المطرانية في بيانها الصادر بتاريخ 20 ديسمبر الجاري، أن المجموعة المسلحة أطلقت النار باتجاه المبنى، بعد أن طلب أبناء الرعية منهم التوقف عن عمليات التكسير داخل المطرانية، قبل أن يلوذوا بالفرار.
كما أشارت إلى أن فريق الدفاع المدني وفريق الاستجابة السريعة قدما من إدلب وقاما بترميم الأضرار التي لحقت بالمدفن جراء الحادثة.
توثيق اعتداءات نظام الأسد على المقار المسيحية
الاعتداءات على دور العبادة المسيحية في سوريا ليست بالأمر الجديد، إذ وثّق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، عام 2019، وقوع ما لا يقل عن 124 حادثة اعتداء بين مارس/آذار 2011 وسبتمبر/أيلول 2019.
وأشار التقرير إلى أن النظام السوري السابق كان مسؤولًا عن 61 في المئة من هذه الاعتداءات، أي ما يعادل 75 اعتداء، فيما سجلت هيئة تحرير الشام حالتين، بينما كانت الفصائل الأخرى، بما فيها تنظيم داعش، مسؤولة عن 47 حادثة.
ولفت التقرير إلى أن أسلحة النظام السابق، من صواريخ وبراميل متفجرة، تسببت في أكبر الأضرار مقارنة مع بقية الأطراف.
تطمينات للأقليات خلال عملية "ردع العدوان"
صدرت تطمينات عدة للأقليات، خاصة المسيحية، خلال عملية "ردع العدوان" التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت. وأشار القائد العام للعمليات العسكرية للمعارضة السورية، أحمد الشرع، في أولى مقابلاته مع شبكة سي إن إن، إلى أن الذين يخشون الحكم الإسلامي إما شاهدوا تطبيقًا خاطئًا له أو لا يفهمونه بشكل صحيح. وأكّد أنه لا يحق لأحد القضاء على هذه الأقليات، التي تعايشت مع جميع الطوائف لمئات السنين في هذه المنطقة، بحسب تصريحاته.
اقرأ/ي أيضًا
كيف تؤثر المعلومات المضللة على السلم الأهلي في سوريا؟
تدفق المعلومات المضللة بعد سقوط النظام قد يفاقم حالة الذعر بين السوريين