الفيديو من العراق وليس لتحركات عسكرية في اليمن لاستعادة محافظة الحديدة
الادعاء
مقطع فيديو زعم أنه لرتل عسكري يتجه نحو محافظة الحديدة اليمنية لتحريرها.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
فيديو تتداولته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعت أنه يظهر توجه قوات درع الوطن اليمنية نحو مدينة الحديدة للانضمام إلى باقي التشكيلات العسكرية هناك، استعدادًا لاستعادة المحافظة من قبضة "المستوطنين".
تحقيق مسبار
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنّه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم، وليس لتوجه تشكيل عسكري لتحرير محافظة الحديدة اليمنية، حديثًا.
رتل عسكري عراقي اتجه لتعزيز أمن الحدود مع سوريا
يعود الفيديو إلى الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، ونشرته حسابات عراقية على مواقع التواصل الاجتماعي على أنه يُظهر تحرك رتل عسكري تابع للجيش العراقي لتعزيز أمن الحدود مع سوريا، عقب الاضطرابات الأمنية التي شهدتها الأخيرة.
وعند التدقيق في التفاصيل البارزة في الفيديو، تظهر في الثانية 12 من المقطع لافتة دعائية تحمل صورة رئيس مجلس النواب العراقي السابق، محمد الحلبوسي.
كما تظهر على الأعلام المرفوعة على المدرعات والآليات العسكرية، عبارة “الله أكبر”، التي تميّز العلم العراقي عن العلم اليمني. وهذا يؤكد أن الرتل العسكري يعود إلى العراق وليس إلى اليمن.
وفي الثانية 24 من الفيديو المتداول، تظهر عدة لافتات إعلانية معلقة على أحد الجسور الذي يمر الرتل العسكري أسفله. تحمل إحدى هذه اللافتات اسم "شركة ياسين للألمنيوم"، بينما تظهر على أخرى عبارة "مجمع الكفاءات السكني" و"هيئة استثمار الأنبار" إلى جانب شعار الهيئة.
بعد التحقق من هذه العلامات، تبين أن جميعها تعود إلى شركات ومؤسسات عراقية. على سبيل المثال، "شركة ياسين للألمنيوم" هي شركة متخصصة في أعمال الألمنيوم وصناعة الأبواب والنوافذ، ومقرها مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار العراقية. أما "مجمع الكفاءات السكني"، فهو مشروع عقاري مقره مدينة الفلوجة بالعراق.
وبالنسبة إلى "هيئة استثمار الأنبار"، التي يتطابق شعارها مع الشعار الظاهر في الفيديو، فهي هيئة عراقية تُعنى بتنظيم قطاع الاستثمار وتطويره، وتتخذ من محافظة الأنبار مقرًا لها.
وسائل إعلام عراقية تنشر صورًا لتحركات الجيش العراقي لتعزيز أمن الحدود مع سوريا
في السياق ذاته، تداولت وسائل إعلام عراقية في الثاني من ديسمبر الجاري، بالتزامن مع انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا قالت إنها توثق تحرك آليات عسكرية تابعة للجيش العراقي لتعزيز أمن الحدود العراقية مع سوريا، من منطقة القائم جنوبًا وصولًا إلى الحدود الأردنية.
وبعد التدقيق في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام العراقية، يتبين وجود تطابق واضح في أشكال وأنواع بعض المدرعات العسكرية الظاهرة في الفيديو المتداول، إضافة إلى تطابق في شكل ونوع بعض الشاحنات المستخدمة لنقل هذه المدرعات.
العراق عزز الوجود العسكري على حدوده مع سوريا تحسبًا لتداعيات أمنية
تزامنًا مع التقدم العسكري الذي أحرزته فصائل المعارضة السورية في البلاد على حساب قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد وسيطرتها على مناطق واسعة من ريف مدينة حلب، أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان رسمي، آنذاك، عن تعزيز وجودها العسكري على الحدود مع سوريا.
وشمل ذلك المنطقة الممتدة من القائم جنوبًا وصولًا إلى الحدود الأردنية، إلى جانب تعزيز القاطع الشمالي غربي نينوى بوحدات مدرعة وآلية، تحسبًا لأي محاولات تسلل داخل الأراضي العراقية.
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أجرى وزير الدفاع العراقي، ثابت محمد سعيد العباسي، زيارة ميدانية إلى قاطع عمليات غربي نينوى في سنجار، برفقة معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وقائد القوات البرية.
وعقد العباسي اجتماعًا موسعًا، آنذاك، مع قائد العمليات وقادة الألوية لمناقشة آخر التطورات الجارية على الساحة السورية وتداعياتها على العراق. كما تطرق الاجتماع إلى الاستعدادات الأمنية لتأمين الحدود ومنع تسلل “الإرهابيين” والجماعات المسلحة إلى داخل الأراضي العراقية.
يُذكر أن هذه التحركات العسكرية سبقتها قرارات صارمة من العراق، بإغلاق الحدود مع سوريا بشكل كامل. وأكد الفريق أول الركن قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة في العراق، آنذاك، أن الحدود العراقية مغلقة تمامًا، مشددًا على التزام القوات العراقية بتوجيهات رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، لحماية أمن البلاد وضمان استقرارها.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة قديمة وليست لأحد ضحايا القصف الإسرائيلي الأخير على مدينة الحديدة