` `

هل يمكن صبغ الجلد منزليًا؟

لايف ستايل
7 سبتمبر 2022
هل يمكن صبغ الجلد منزليًا؟
يمكن اتباع مجموعة من الخطوات لصبغ الجلد في المنزل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

قد يُفكّر الكثيرون في صبغ الجلد الذي تكون مقتنياتهم مصنوعه منه، مثل السترات أو الأحذية الجلدية أو الشنط، حتى وإن كانت مصنوعةً من الجلد الصناعي. فهل يمكن صبغ الجلد منزليًا أم أنّ ذلك لا يمكن أن يتمّ إلا في مصابغٍ متخصصةٍ.

صورة متعلقة توضيحية

صبغ الجلد

قبل التحدّث عن كيفية صبغ الجلد، يجب معرفة أنَّ الجلود المُستخدمة في صناعة الحقائب والأحذية والملبوسات الجلدية هي جلود حيوانات تمت مُعالجتها بالمواد الكيميائية، للحفاظ عليها وجعلها مناسبةً للاستخدام، كملابسٍ وأحذيةٍ وحقائب يد ومفروشاتٍ وأدواتٍ موسيقيةٍ كالطبول ومعداتٍ رياضيةٍ وقفازاتٍ وغيرها.

وإنَّ عملية دباغة الجلد هي عملية المعالجة الكيميائية لجلود الحيوانات الخام، لتحويلها إلى الجلد المعروف، الذي يتم استخدامه في الصناعات اليدوية أو الملابس. حيث يقوم عامل الدباغة بإزاحة الماء من الفجوات بين ألياف البروتين وتدعيم هذه الألياف معًا، ثم لاحقًا يتم عملية صبغ الجلد بالألوان المختلفة، سواءً باستخدام الأصبغة الطبيعية أو الكيميائية. وتعدّ عوامل الدباغة الثلاثة الأكثر استخدامًا هي الأصبغة (التانينات) النباتية، والأملاح المعدنية مثل أملاح كبريتات الكروم، والأسماك أو الزيوت الحيوانية.

ويتم صبغ الجلد بألوانٍ مختلفةٍ من خلال وضع صبغةٍ ملونةٍ ممزوجةٍ بأساسٍ، عادةً ما كحول أو زيت أو ماء، على ألياف الجلد بحيث يتغيَّر اللون المرئي للجلد. وخلال عملية صبغ الجلد تتغلغل بعض الأصباغ بعمقٍ في ألياف الجلد، بينما يبقى بعضها الآخر أقرب إلى السطح، بما في ذلك الدهانات الجلدية، لذلك يُمكن تمييز نوعين من صبغ الجلد العميق والسطحي.

وفي عمليات صبغ الجلد، يجب أن ترتبط الصبغة المُستَخدمة ارتباطًا وثيقًا ومتساويًا بمادةٍ معينةٍ، لإعطاء مستوى متساوي من التلوين، مع قدرٍ من المقاومة للرطوبة والحرارة والضوء (أي الثبات). وتتضمن هذه العوامل كلًا من التفاعلات الكيميائية والفيزيائية بين الصبغة والنسيج الجلدي. وبالتالي يجب أن تضع عملية صبغ الجلد جزيئات الصبغة داخل البنية الدقيقة للألياف.

ويمكن تطبيق العديد من الأصباغ بنجاحٍ وببساطةٍ عن طريق غمر الجلد في محلولٍ مائيٍ للصبغة؛ وهذه تسمى الأصباغ المباشرة. بينما في حالاتٍ أخرى، يلزم وجود مركباتٍ مساعدةٍ وخطواتٍ إضافية للحصول على الثبات المطلوب.

صبغ الجلد الطبيعي

توجد عدة أساليبٍ أو تقنياتٍ من أجل صبغ الجلد الطبيعي، والتي نشأت كتقنياتٍ حِرَفيةٍ ليتم تصنيعها لاحقًا بواسطة المصابغ. ففي العمليات الصناعية، تعدّ مرحلة صبغ الجلد الطبيعي جزءًا ممّا يسمى عمليات إعادة الدباغة. وهناك ثلاث تقنياتٍ رئيسيةٍ لصبغ الجلد الطبيعي:

  1. صبغ الجلد الطبيعي بالتغطيس (الغمر).
  2. صبغ الجلد الطبيعي بالفرشاة أو باستخدام الإسفنجة.
  3. صبغ الجلد الطبيعي بالبخاخ.

ويوجد عدّة أنواعٍ من الأصبغة المستخدمة في صبغ الجلد وهي:

  1. الأصبغة الأساسية، والتي تُعطي للجلد ألوانًا داكنة، وهي الأكثر شيوعًا في صباغة الجلد.
  2. الأصبغة الحمضية، والتي تمنح المستخدم نطاقًا لونيًا أكبر من الأصباغ الأساسية.
  3. الشمس، والتي يمكن أن تعمل كصبغةٍ طبيعيةٍ للجلد، فعند ترك الأغراض الجلدية في ضوء الشمس لمدة 45 دقيقةً تقريبًا، يتم الحصول على تانٍ طبيعيٍّ وتلوينٍ للجلد.
  4. أصبغة الكبريت، والتي توفر صباغًا عميقًا بدلًا من طبقةٍ خفيفةٍ، والتي لن تُغسَل أو تتلاشى في الشمس.

وتتمثل عملية صبغ الجلد الطبيعي بالتغطيس ونقع الجلد الطبيعي في محلول صبغٍ، وذلك لإدخال الصبغة إلى ألياف الجلد والحصول على لونٍ موحدٍ وثابتٍ بمرور الوقت. وبالنسبة لصانعي الجلود، تتضمن عملية صبغ الجلد الطبيعي تنظيمًا معينًا واستهلاكًا كبيرًا أيضًا من الماء والأصبغة. فمن الضروري تنظيم مستوعبٍ أو حاويةٍ قادرةٍ على احتواء كميةٍ كافيةٍ من الصبغة، لكي يكون ذلك كافيًا لغمر قطعة الجلد الطبيعي المراد تلوينها تمامًا.

ويمكن اختيار كلٍّ من صبغة الجلد التي تنحلّ بالمذيبات أو صبغة الجلد المائية. ويجب ترك الجلد لينتقع لفترةٍ قصيرةٍ نسبيًا، وبمجرد إخراجه يجب تعليقه ونشره ليجفّ. وهنا سيكون التجفيف سريعًا إلى حدٍّ ما، حسب نوع صبغة الجلد المُستخدمة ووقت الغمر. فكلما بقي الجلد في التغطيس فترةً أطول كلما احتاج وقتًا أطول للتجفيف.

ونظرًا للصعوبات الكبيرة في التطبيق الحِرَفيّ لهذه العملية، فإنَّ هذه العملية ليست منتشرةً بين صانعي الجلديات، وهذا ما يجعل الكثيرين يتساءلون هل يمكن صبغ الجلد منزليًا. أمّا بالنسبة للمصابغ، فإنّها إحدى أكثر تقنيات صباغة الجلود المستخدمة شيوعًا، سواءً للجلد المدبوغ بالنباتات أو للجلد المدبوغ بالكروم. حيث يتمّ إدخال الجلود الطبيعية في برميلٍ ويتم نقعها في كميةٍ كبيرةٍ من الماء الحاوي على الصبغة. وبشكلٍ عام، من أجل زيادة تغلغل الأصباغ داخل ألياف الجلد، يتمّ رفع درجة الحرارة للمحلول إلى 50-60 درجةٍ مئويةٍ، كما أنَّ الحركة الدورانية للجلد ضمن المحلول تعزز تغلغل الأصباغ الجلدية.

صبغ الجلد الصناعي

يمكن صبغ الجلد الصناعي من خلال نوعٍ خاصٍ من الأصبغة يُدعى صباغ الأكريليك، حيث يُعدّ طلاء الأكريليك خيارًا رائعًا لصبغ الجلد الصناعي لأنّه شديد التصبُّغ ويلتصق جيدًا بالسطح، بالإضافة إلى أنه ميسور التكلفة ويسهل العثور عليه. ويجب الأخذ في الاعتبار أنّه نظرًا لأنّ طلاء الأكريليك وسيطٌ قائمٌ على الماء، أي أنّه ينحلّ في الماء، فقد يتسبَّب في انتفاخ الجلد الصناعي ويصبح أقل مرونةً. لذلك إذا في حال رغب الشخص في استخدامه لشيءٍ يحتاج إلى ثنيه أو شده (مثل الملبوسات أو المفروشات)، فمن الأفضل اختباره أولًا على قطعةٍ صغيرةٍ للتأكُّد من أنه لن يسبّب أي ضررٍ.

ويعدّ صباغ الأكريليك ممتازًا للعناصر الجلدية، حيث يُمكن استخدام هذا الصباغ لصبغ الجلد الصناعي، حيث تتم عملية تطبيق أصبغة الأكريليك عن طريق لصقها بالفينيل أو الجلد أو الجلد الصناعي. 

و يمكن صبغ الجلد الصناعي منزليًا، ولكن من المهم استخدام النوع المناسب من الصبغة واتباع تعليمات الشركة المصنعة بعنايةٍ. فصبغ الجلد الصناعي ليسَ بأمرٍ صعبٍ كما يعتقد البعض، ولكن من المهم القيام بذلك بشكلٍ صحيحٍ لتجنُّب إتلاف النسيج. كذلك يمكن صبغ الجلد الصناعي بأصباغ الأنيلين المجفّفة بالهواء في مجموعةٍ متنوعةٍ من الأحجام والأشكال، حيث أنَّ المحلول المثالي عبارةٌ عن ملعقةٍ صغيرةٍ من الصبغة في دلو ماءٍ.

هل يمكن صبغ الجلد منزليًا؟

بالنسبة لمن يسألون هل يمكن صبغ الجلد منزليًا، فالحقيقة أنّه يمكن القيام بذلك في المنزل، في حال اتباع الإرشادات الصحيحة واختيار الصبغة المناسبة، والتأكُّد من القيام بذلك وفق التعليمات التي تكون موضوعةً على الملصق أو تعليمات الاستخدام.

صبغ الأحذية الجلدية

عادةً ما يتم صبغ الجلد الطبيعي قبل أن يتم استخدامه في تصنيع الأحذية، ولكن في حال كان لدى الشخص أحذيةٌ جلديةٌ باهتة اللون ورغب في صبغ الأحذية الجلدية في المنزل، يمكنه أن يقوم بذلك باستخدام أسلوب صبغ الأحذية الجلدية بالفرشاة أو بالإسفنجة. حيث يتم إجراء عملية صبغ الأحذية الجلدية بالإسفنجة أو الفرشاة الجلدية من خلال توزيع الصبغة (اللون) على سطح الجلد يدويًا، باستخدام صبغاتٍ جلديةٍ قابلةٍ للحل بالمذيبات العضوية أو الماء.

أمّا بالنسبة لصانعي الأحذية الجلدية، فإنَّ الصباغة اليدوية للجلد باستخدام الفرشاة أو الإسفنجة هي إحدى أكثر عمليات صباغة الجلود شيوعًا. حيث تسمح هذه التقنية بتلوين أيّ نوعٍ من الجلد تقريبًا، بسرعةٍ وبشكلٍ موحدٍ لأي نوع من الأحذية التي سيتم تصنيعها. كما أنَّ هدر الصبغة المُستخدمة في هذه الطريقة ضئيلٌ والنتيجة جيدةٌ جدًا. وتعتمد الميزات الفنية للجلد المصبوغ إلى حدٍّ كبيرٍ على نوع صبغة الجلد المُستخدمة.

وبالنسبة للمصابغ (المدابغ)، تُستخدم هذه التقنية في المقام الأول عندما يكون من الضروري تلوين الجلود الرقيقة، على سبيل المثال لإنتاج القفازات، حيث يكون من الضروري الحفاظ على نعومة الجلد الأصلية، التي يُمكن تغييرها من خلال الحركة الميكانيكية القوية من التحريك في طريقة الغمر. وبشكلٍ عام، يتم تلوين الجلد باستخدام فرشاةٍ مصنوعةٍ من شعر الخيل، والتي يتم غمسها في صبغة الجلد ثم استخدامها لصبغ سطح الجلد.

صبغ الشنط الجلد

لا يختلف صبغ الشنط الجلد أو الحقائب الجلدية كثيرًا عن صباغة الملبوسات والأحذية الجلدية، فبعد اختيار صبغة الجلد المناسبة واختبارها على عينةٍ صغيرةٍ أولًا، يمكن استكمال الخطوات التالية لصبغ الشنط الجلد أو أيّة مصنوعاتٍ جلديةٍ:

  1. تغطية أي منطقةٍ غير مرغوبٍ بصبغها عند صبغ الشنط الجلد: مثل تغطية أي أبازيم أو قطعٍ معدنيةٍ بشريطٍ لاصقٍ.
  2. حماية اليدين من الصبغة: يجب ارتداء القفازات قبل القيام بتطبيق الصبغة على الجلد، حيث يمكن أن تُلطّخ الصبغة اليدين.
  3. القيام بالصبغ ضمن منطقةٍ جيدة التهوية: حيث أنَّ معظم مُحضِّرات الجلود وصبغات الجلود تطلق أبخرةً غير صحيةٍ للتنفس. وفي الوقت ذاته يجب المحافظة على الحقائب الجلدية بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة والحرارة الشديدة، فهذا سيغير من لونها. وتعطي معظم الصبغات أفضل النتائج في درجات حرارة الهواء (15 درجة مئوية) أو أعلى.
  4. وضع المادة المُهيِّئة للجلد: يجب قبل تطبيق الصبغة تحضير الجلد لذلك، من خلال وضع مُحضَّر تهيئة الجلد وإزالة الأوساخ العالقة به بقطعة قماش نظيفة. وهذا يؤدي إلى إزالة تشطيب الجلد بحيث يمكن للصبغة أن تتغلغل بالتساوي في نسيج الجلد.
  5. تبليل الجلد: ويتم ذلك باستخدام بخاخة ماءٍ لترطيب سطح الجلد، ولا يجب الإفراط في ترطيب الجلد حتى لا يتشبّع بالماء، لكن يجب التأُّكد من وجود طبقةٍ متساويةٍ منه، فهذا يُساعد الجلد على امتصاص الصبغة بالتساوي، ممّا يؤدي إلى الحصول على ملمسٍ نهائيٍّ ناعمٍ للجلد. وبعض الأصباغ الجلدية لا تتطلب هذه الخطوة، لذلك يجب التحقُّق من مُلصق الصبغة المستخدمة.
  6. وضع الطبقة الأولى من الصبغة: وذلك باستخدام فرشاة الرسم وخصوصًا الحواف، ويمكن تكملة ذلك باستخدام إسفنجةٍ أو فرشاة دهانٍ أو بخاخٍ. ويمكن وضع طبقاتٍ إضافيةٍ من الصبغة في حال الرغبة بلونٍ أكثر تشبّعًا، وذلك بعد ترك الطبقة الأولى تجف قليلًا.
  7. التجفيف والتطرية: يجب ترك الحقيبة الجلدية لتجف تمامًا، والقيام بتطرية الحقيبة بشكلٍ دوري لإبقائها لينًةً. حيث تُترك الحقيبة لتجف مدة 24 ساعةً على الأقل، ويجب رفعها وثنيها من حينٍ لآخر (مع الحفاظ على ارتداء القفازات)، لمنعها من أن تصبح قاسيةً.
  8. تلميع الجلد: ويتم ذلك بقطعة قماشٍ نظيفةٍ أو ضع مُلمِّع الجلد الذي يأتي مع الصبغة، حيث أنَّ التلميع بقطعة قماشٍ يُزيل أي بقايا صبغٍ ويَصقُل سطح الجلد، كما يمكن استخدام مُلمِّع الجلد لترك لمسةٍ لامعةٍ على الجلد.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن صناعة الصابون الطبيعي في المنزل؟

هل صبغة الشعر مضرة بالحامل؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على