لدى المستخدمين طرق عديدة للحصول على معلومات حول ما يحدث في العالم. سواء أكان ذلك من خلال منفذ الأخبار المفضل لديك، أو من خلال منصة التواصل الاجتماعي المفضلة لديك، وبذلك فإنَّ تداول المعلومات موجود وممكن، لكن المشكلة الوحيدة مع وجود المعلومات هي أنه في بعض الأحيان قد تكون هذه المعلومات مضللة.
تعتبر الوسائط الإعلامية المضللة واحدة من المشكلات الرئيسية في مختلف البلدان، وكانت هذه المعضلة نوقشت في عدد من الدراسات والمقالات، في محاولة لتحديد أسبابها وتأثيرها على المجتمعات. هذه الوسائل تساهم بشكل كبير في تشكيل الوعي المجتمعي وتطويره، وقد تؤدي في أحيان أخرى إلى تضليل المستخدمين أو جعلهم غير مدركين للحقائق. أسباب وجود الوسائل المضللة في الغالب تعود لغياب الأخلاقيات والقواعد الحكومية المتعلقة بحرية الإعلام وتوزيع السلطة.
في مصر مثلاً، يكون السبب الرئيسي لوجود الإعلام المضلل هو عدم وجود قواعد حكومية على وسائل الإعلام، فحتى الحكومة لديها جهل بأنَّ كل حرية يجب أن يكون لها قوانين لتذكير الناس بعدم عبور خطوط حرية الآخرين، فيما تترك الحكومة الإعلام دون قواعد، حيث لا توجد سياسة بشأن اللغة المناسبة للتحدث في الأخبار والبرامج التلفزيونية والصحف؛ فتجد بعض المصطلحات التي يتم استخدامها في الإعلام وكأنها مصطلحات طبيعية، لكنها في الحقيقة تؤسس لتغيرات تطال الموطن في الشارع وتجعله يستخدمها بشكل عادي لأنها مستخدمة أصلاً في الإعلام.
يركز الكثير من السياسيين أو حتى المؤسسات الخاصة على استخدام وسائل الإعلام لحاجتهم إلى السلطة بطرق عديدة، وقد يجنحون إلى نشر الأكاذيب في الأخبار، والتحدث عن حقائق غير مكتملة حول خصومهم السياسيين لاستخدامها ضدهم.
هناك بعض العناوين التي يتم استخدامها وتكون مثيرة للفضول، وقد تدفع هذه العناوين بالمستخدمين في بعض الأحيان إلى تمرير مقالات ونشرها دون حتى أن يتأكدوا من محتواها، وفي بعض الأحيان دون قراءة المحتوى نفسه.
التضليل ليس فقط على مستوى السياسة، وإنما في مختلف المجالات، فهذه الصورة مثلاً، منشورة على أنها لألبرت آينشتاين، وقد كُتب فيها اقتباس "أخشى من اليوم الذي تتخطى فيه التكنولوجيا تفاعلنا الإنساني، سيكون العالم جيل من البلهاء". وفي الحقيقة، لا يوجد أيُّ سجلات تقول إنَّ آينشتاين قال هذه الجملة، وتُعدُّ هذه التغريدة إلى جانب المقالات التي تحمل عناوين مثيرة للفضول مثالين بسيطين على كيفية تضليل المجتمعات من خلال وسائل الإعلام.
وفي خضم هذه الفوضى التي تحدث في الكثير من الأحيان، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنه من الضروري التوقف عن تصديق كل ما يُقرأ على فيسبوك وتويتر مثلاً، وحتى في الأخبار، وضرورة اتخاذ المبادرة الشخصية للبحث عما يُنشر والتحقق منه.
مصادرنا: