` `

كيف زيّف النازيون هجوماً لبدء الحرب العالمية الثانية؟

كيف زيّف النازيون هجوماً لبدء الحرب العالمية الثانية؟

في بداية الحرب العالمية الثانية، الصراع الأشد تدميراً في تاريخ البشرية، عبرت الدبابات الألمانية حدود بولندا في أوائل سبتمبر/ أيلول من عام 1939. من منّا يعلم أنّ هذا الهجوم كان رداً على هجومٍ زعمت محطة راديو ألمانية أنّ بولندا شنّته على ألمانيا؟

رغمّ أنّ الجميع في أوروبا تقريباً كان على دراية بنزعة ألمانيا للتوسع باتجاه الشرق وتوسيع حدودها، إلّا أنها كانت بحاجة إلى حصول عمل استفزازي يبرّر غزوها الأراضي البولندية. بيد أنّ مصطلح "الأخبار الكاذبة" لم يكن معروفاً لدى الناس في ذلك الوقت.

أرسل النازيون في 31 أغسطس/ آب فرقة من قوات الأمن الخاصة، بقيادة ألفريد نوجوكس، إلى مدينة جليوتيز الحدودية، والتي أصبحت تدعى لاحقاً جلفيتش، لتنفيذ هجوم على مركز لإحدى محطات الراديو الألمانية ليبدو الأمر وكأنه اعتداءٌ بولندي على ألمانيا. ثمّ بثت تسجيلاً صوتياً يدين النظام النازي ويتهجم عليه. تُركت جثث عددٍ من سجناء معسكر داخاو داخل المحطة، والذين كانوا قد أعدموا قبل ساعات، وهم يرتدون ملابس الجيش البولندي ويحملون بطاقات هوية مزورة.

في اليوم التالي صعّد النازيون من وتيرة دعايتهم السياسية، فنقلوا صحفيين إلى موقع الحادثة ليلتقطوا الصور لتُنشر في الصحف وتُعرض في نشرات الأخبار.

في الأول من سبتمبر/ أيلول 1939 أعلن هتلر الحرب على بولندا في خطاب ألقاه في مبنى الرايخستاغ في برلين، وأشار إلى الأحداث التي حصلت في جليوتيز، وقال: "سُجّل في الأمس 14 انتهاكاً للحدود، في ثلاثٍ منها ارتكبت جرائم خطيرة، لذلك قررنا أن نردّ على بولندا باللغة نفسها التي استخدمتها ضدنا خلال الأشهر الماضية".

قبل الخطاب كانت الدبابات والطائرات وقوات المشاة الألمانية قد تدفقت عبر الحدود في اتجاهات متعددة، وسيطرت على عدد من مواقع الجيش البولندي، الذي قاوم النازيين إلى أن هُزم بشكل كامل في 6 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.

بعد أن انتهت الحرب، كُشفت الحقيقة حول ما جرى في جليوتيز وانتشرت على نطاق واسع، واستجوب الحلفاء المنتصرون بعض النازيين المتورطين في فبركة قصة الهجوم البولندي. إذ اعترف ألفريد نوجوكس، أنّ الألمان افتعلوا الهجوم، وأظهرت أجهزة المخابرات أدلة أخرى تثبت فبركة النازيين للهجوم المزعوم.

 

المصدر:

The Local

الأكثر قراءة