أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة جاهزة لإشعال نيران الأخبار المزيفة. الناس ليس لديهم حقائق كاملة لتشكيل آرائهم حول قضية ما، وكل ما يحتاجونه هو الدخان.. أي تلميح حول خبر أو حدث ما، ثم يقومون هم بإكمال المهمة.
تعتمد استراتيجية التضليل على غريزة إنسانية قوية قائمة على الاعتقاد بأنه لا يمكن أن يكون هناك دخان بدون نار، وأنه إذا تحدث كثير من الناس عن موضوع معين، سيكون من السهل اختراق المستخدمين عبر سيل من الشائعات.
تأثير الأخبار الكاذبة لا يطال المجال السياسي فقط، لأنَّ القدرة على إنتاج صور وأخبار كاذبة بسهولة ودون تكاليف، جعل الأمر مؤثراً على الأفراد والشركات والساسة.
معظم الأخبار المزيفة التي يتم نشرها، يتم تنسيقها عمداً لتبدو وكأنها أخبار حقيقية.
في فبراير/ شباط المنصرم، نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً حول ما يُسمَّى اليوم "أخبار مزيفة"، وذكرت أنه تكتيك قديم لاستخدام المعلومات كسلاح لتحقيق الأهداف. فعلى سبيل المثال، كانت تقارير مكتب التحقيقات الفدرالي في السبعينات تشير إلى أن السيناتور هنري "سكوب" المناهض للشيوعية كان مثلي الجنس بشكل سري.
تتيح بعض المواقع للمستخدمين مجالاً لإنشاء مقالات إخبارية حقيقية المظهر، ثم نشرها مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يقلل من تكلفة وصول الدعاية للجمهور. فعلى سبيل المثال، في لندن وبعد أن قام أحد المواقع بفبركة خبر عن مطعم هندي على أنه يقدم لحوم البشر للزبائن، انخفضت إيرادات المطعم بمقدار النصف، وكان هذا المطعم واحداً من ستة مطاعم هندية وآسيوية مستهدفة بتزييفات مشابهة.
أيضاً في العام 2014، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصة رجلين بإصار نشرات إخبارية خاطئة وسريعة الانتشار للترويج لشركة صغيرة في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتسبب هذا الترويج بارتفاع سعر سهم الشركة الصغيرة إلى ثمانية أضعاف خلال شهر واحد. تهدد الأخبار المزيفة ومنشورات التواصل الاجتماعي بأن تكون أكثر تأثيراً على الأسواق الآن، حيث تعتمد العديد من شركات الاستثمار على الخوارزميات للبحث عن البيانات لتوجيه قرارات التداول.
يمكن أن يستفيد أو يتضرر المستثمرون سواء من ارتفاع أو انخفاض السهم بسبب معلومات خاطئة عن المنتج أو الشركة. وبالتالي فإنَّ انتشار الأخبار الكاذبة وعدم التحقق من مصداقية ما يُنشر عبر الشبكة العنكبوتية، ليس من شأنه أن يترك أثراً اجتماعيًّا أو سياسيًّا فحسب، وإنما تغيرات عميقة على مستوى الأعمال والاقتصاد.
مصادر
