تناقلت صفحاتٌ على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية، منذ 6 فبراير/شباط الجاري، صورةً ادّعت أنها للاعبة المنتخب التونسي للتنس أُنْس جابر، ورئيسة الجامعة التونسية للتنس سلمى مولهي، تجمعهما بوفد منتخب دولة الاحتلال للتنس إلى فنلندا، وصورة أخرى ادّعت أنها لأُنْس جابر وهي تعانق لاعبة من منتخب دولة الاحتلال بعد فوز منتخب تونس بالمباراة التي جمعتهما.
تبيّن لـ"مسبار" بعد التحقّق أنّ الادّعاء بخصوص الصورة الأولى زائف، ومن في الصورة حقًّا هم (من اليسار): سلمى مولهي، رئيسة الجامعة التونسيّة للتنس، والمدرّب التونسي عصام جيلالي، واللاعبة التونسية فردوس بحري، وشخصية غير معروفة، واللاعبة التونسية أُنْس جابر، واللاعبة التونسية شيراز بكري، والمدرّب التونسي كريم كمّون.
ورد في البيان الإعلامي الذي نشرته أُنْس جابر عبر صفحتها على "فيسبوك" أن الشخصية غير المعروفة هي اللاعبة إكرام عوني، إلا أنّ "مسبار" لم يستطع إيجاد مصدر صور أخرى تؤكد ذلك الادعاء، لكنّ تطابُقَ جميع من في الصورة مع ما صرّحت به الجابر، يرجّح صدق ادعائها حول إكرام.
أما الصورة الثانية فهي لعناق أُنْس جابر مع اللاعبة الأميركية صوفيا كينن في بطولة أستراليا المفتوحة، بعد أن فازت الأخيرة ووصلت إلى الدور نصف النهائي من البطولة.
إضافة إلى ما سبق، فقد نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخباريّة، منذ 10 فبراير/شباط، تصريحاً منسوباً لأُنْس جابر تقول فيه "نلعب بفلوسي، نخدم بفلوسي، نربح اموري، نخسر اموري، الي يحب يحرر فلسطين يعرف الثنية.. ماتتزايدوش فالرجولية بيا" والذي يعني أنها حُرّة نفسها وتفعل ما تشاء، ومن يريد أن يحرّر فلسطين فهو يعرف طريق ذلك، دون مزايدات. لكنّ اللاعبة نفت هذا التصريح، وقالت إنها لم تُجرِ أيّ لقاء صحفي خلال الأسبوع الذي انتشر فيه.
لكن، وبعد تبيان زيف ذلك الادّعاء، يظلّ التساؤل حول تطبيع أُنْس الجابر ومنتخب تونس للتنس قائماً، مع تساؤل حول خوض لاعباته مباراة مع لاعبات منتخب دولة الاحتلال للتنس.
بتاريخ 6 فبراير/شباط الجاري، نشر الاتحاد العام التونسي للشغل تنديداً بتطبيع سلمى مولهي، رئيسة الجامعة التونسية للتنس، عندما التُقطت لها صورة مع رئيس الاتحاد "الإسرائيلي" للتنس، الدكتور يوني يورام، وذلك أثناء تصفيات كأس العالم للتنس التي أُقيمت في فننلندا للمجموعة التي تضمّ: تونس، و"إسرائيل"، ومولدوفا، وجورجيا.
وأثناء التصفيات، خاض المنتخب التونسي للتنس – سيّدات مباراة فاز فيها على المنتخب "الإسرائيلي"، في ممارسة عدّها تنديد الاتحاد "تطبيعية سافرة وذليلة".
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد نشر بياناً له بتاريخ 11 فبراير/شباط الجاري أدان فيه الموقف الذي اتّخذه المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 10 فبراير/شباط بخصوص مشاركة الفرق الرياضية التونسية في كلّ المنافسات الدولية، و"الذي أكّدَ على حقّ الرياضيين في الدفاع على الراية الوطنية في كل المنافسات دون استثناء أو تمييز"، مما يتعارض، بحسب البيان، مع ثوابت تونس وشعبها في الدفاع عن الحقّ الفلسطيني ومناهضة التطبيع. إلا أن الحكومة اتخذت مجموعة من القرارات لدعم الرياضة في الجلسة المنعقدة في التاريخ أعلاه، إلا أن التعليق عن حقّ الرياضيين في المشاركة بجميع المنافسات دون استثناء هو في الحقيقة من اللجنة الأولمبية التونسية.