تدهورُ الظروف الطبيعية للحياة على الأرض، يستوجب مواكبة أخبار التغير المناخي والاطلاع على حيثيات مشكلة الاحتباس الحراري، إلّا أن ذلك يفترض توخي الدقة في متابعة تلك الأخبار التي تفتقر للدقة في بعض الأحيان.
عنونت صحيفة ميل أون ساندي في فبراير/ شباط 2017 أحد مقالاتها بــ "خُدع قادة العالم في استثمار مليارات الدولارات بناء على بيانات مفبركة للاحتباس الحراري". وزعم المقال أنّ العلماء التابعين للحكومة الأميركية ضللوا الناس بمعلومات غير مثبتة، نشروها في تقرير بالغ في مخاطر ظاهرة الاحتباس الحراري، ونشروه للتأثير على المشاركين في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015.
في الحقيقة أخطأت الصحيفة في ادعائها، وحرّفت مضمون الدراسة التي انتقدتها. مما دفع بوب وارد، مدير السياسات والاتصالات في معهد لندن لبحوث المناخ التابع لمدرسة لندن للاقتصاد، إلى تقديم شكوى رسميّة ضد الصحيفة، وعرض في شكواه 30 ادعاءً زائفاً احتواه مقال ميل أون ساندي. كتبَ وارد: "تمثّل الأخبار الكاذبة حول تغير المناخ تهديداً كبيراً للمصلحة العامة، الأمر الذي يستوجب من الخبراء التصدي لطوفان الدعاية المضللة التي تنكر تداعيات التغير المناخي".
بعد سبعة أشهر بتّت رابطة الصحافة في المملكة المتحدة بالقضية، وأكّدت ادعاء بوب وارد بأنّ المقال مضلل وغير دقيق. وأُجبرت الصحيفة حينها على نشر حكم الرابطة أعلى المقال الأصلي وسردت كافة العيوب والأخطاء الواردة فيها.
لكن السؤال هنا، إلى أي حدٍّ استطاع حكم الرابطة تقويض الخداع الذي سبّبه المقال؟
عندما أصدرت الرابطة حكمها، كانت القصة قد حازت على قرابة 211.500 مشاركة، وحققت تفاعلاً على نطاق واسع. وحظيت بإعادة النشر في العديد من المنابر الإعلامية التي تقلل من شأن تأثير التغير المناخي على الحياة على كوكب الأرض.
في السياق أشار عالم المناخ إيمانويل فنسنت أنّ "الناس يحصلون بشكل متزايد على أخبار المناخ من مصادر غير موثوقة". وأضاف بأنّه ليس بالضرورة أن يتعمّد كاتب المقال التضليل، إذ يكفي أن يتناول صحفيون غير مختصون مشكلة التغير المناخي لكي يُفتح المجال أمام نشر معلومات مغلوطة وخداع الناس عن غير قصد.
هذا وتُظهر الدراسات أنّ 97% من علماء المناخ متفقون على أنّ الأنشطة البشرية غالباً هي السبب وراء ارتفاع درجة حرارة الأرض.
المصدر