في عالمنا المعاصر، لا مفرّ من مصادفة أخبار كاذبة يوميًّا، وفي جميع المواضيع، بدءاً من السياسة والاقتصاد ووصولاً إلى المطبخ والرياضة. لكن إذا أردنا أن نخرج من الفقاعة التي أُسرْنا فيها من قِبل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وقرّرنا أن نحاول حماية أنفسنا من سيل المعلومات الخاطئة والكاذبة، فما هي الخطوات العمليّة التي يجدر بنا اتباعها؟
لا تكتفِ بالعنوان
في معظم الأوقات، تهدف عناوين المقالات والأخبار إلى شدّ القرّاء بأي وسيلة كانت، حتى لو كان الخداع إحدى تلك الوسائل. لذلك، علينا التأكّد دائماً من قراءة الخبر كاملاً وكلّ ما يقدّمه من حجج.
ألقِ نظرة على تاريخ النشر
تمرّ الأخبار، مثل كثير من الأشياء غيرها، في دورة من التكرار، والظهور والأفول. لذلك، علينا دائماً الانتباه إلى تاريخ النشر الذي قد يؤدي إلى تضليل في المعلومة أو تغيير في سياق الخبر المنشور، إذا كان الخبر قديماً على سبيل المثال وأُعيد تداوله.
تفحّص مصداقية المصادر
عادة ما تستند وسائل الإعلام إلى مصادر تستقي منها الأخبار أو التحليلات، مثل وكالات الأنباء، ومراكز الأبحاث، والخبراء، وغيرها. علينا أن نحاول دائماً فحص مصداقية تلك المصادر، فحين تنقل منصّة إعلامية خبراً عن بحث أجراه "مركز دراسات كنديّ" مثلاً، دون الإشارة إلى اسمه أو اسم البحث بالكامل، فذلك مؤشر على زيف الخبر، أو النقل العشوائي عن مصادر ثانوية، وليس مركز الدراسات نفسه، على أقل تقدير.
قد تشير المصادر إلى صفحات ومنصّات إخبارية غير معروفة، لذلك علينا أن نتأكد دائماً من قسمَي "اتصل بنا" أو "من نحن" على تلك المواقع، إذ يحتوي القسمان على معلومات هامة تساعد في التأكد من هوية القائمين على الموقع وخبراتهم الصحفية، إضافة إلى السياسة التحريرية للمؤسسة الإعلامية، فكثيراً ما تكون مواقع الأخبار الساخرة، على سبيل المثال، مصدراً لأخبار يدّعي ناشروها أنها حقيقية.
تأكّد من وجود أدلّة ومن مصداقيّتها
كثيراً ما تغطّي وسائل الإعلام وبعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أحداثاً وأخباراً عاجلة، تصوّر على سبيل المثال عملية سطو مسلّح من خلال مقطع فيديو. من السهل تقديم أيّ دليل كان، ومن السهل تعديله ليلائم غرضاً معيّناً. لذلك يجدر بنا دوماً تفحّص الأدلة المقدّمة لنا في الأخبار، ومساءلة مدى صحّتها من خلال البحث عن الخبر في أكثر من مصدر، وتقطيع الفيديو إلى مقاطع ثابتة نبحث عنها من خلال خاصية البحث بالصورة على Yandex أو Google. ويجب ألا ننسى أنّ شكل الأدلة ونوعها يختلف، فقد يكون الدليل شاهد عيان على الحدث، في حينها نعتمد على تاريخ المنصّة الإعلامية الناشرة ومدى مصداقيّتها، مع الإبقاء على الشك وعدم التسليم تماماً.
نوّع مصادر الأخبار
إذا صادفنا خبراً ما وجذب اهتمامنا، علينا أن نحاول قبل الاقتناع فيه أن نلقي نظرة على مصادر أخرى تتحدّث عنه، فقد يكون ناشر الخبر الأول مخطئاً أو مُزيِّفاً دون أن ندري.
تابع فاحِصِيْ الأخبار
تبقينا متابعة فاحِصِيْ الأخبار على اطّلاع بشؤون الأخبار الكاذبة، وأهم مروّجي الكذب والمزيّفين. وتقينا من تصديق إشاعات وأخبار قد تضرّنا وتضرّ مجتمعنا. لذلك، يُنصح بمتابعة "مسبار"، وغيرها من مواقع فحص الأخبار مثل "سنوبس" و"بيلينغكات".
للكلّ تحيّزاته
عندما ندرك تحيّزاتنا غير الإرادية وننمّي الحسّ النقدي في أكثر الأخبار منطقية بالنسبة لنا، فإننا نقلّل من احتمالية خداعنا بالأخبار الكاذبة. عادةً ما يطمئن الإنسان للأخبار التي تتوافق مع معتقادته وأفكاره، أو التي يظنّ للوهلة الأولى أنها أخبار منطقية. لذلك، علينا أن نتحلّى بالحس النقدي ونعيد التفكير بكلّ ما يصادفنا من منشورات وأخبار على الإنترنت، حتى لا ننشر الأخبار الكاذبة ونساهم في تعزيزها.
قاوم الرغبة في النشر
أحياناً، يكون المنشور أو الخبر جذّاباً وقد يولّد تفاعلاً لدينا من قِبل أصدقائنا وأحبابنا، وهي رغبة إنسانية مبررّة، لكن علينا مقاومتها والتفكير قبل نشر أي خبر أو منشور قد يحتوي خبراً كاذباً أو مضلّلاً، واتّباع الخطوات المذكورة آنفاً قبل المشاركة.