جائحة فايروس كورونا والانتخابات الأميركيّة، هذان السببان ساقتهما شركة فيسبوك حين قدمت على سياسةٍ جديدةٍ تقتضي الحدّ من توجيه الرسائل في "الماسنجر" وأضافت "كجزءٍ من جهودنا المستمرة لتزويد الأشخاص بتجربة مراسلة أكثر أماناً وخصوصيّة، نقدّم اليوم حدّاً لإعادة التوجيه على الماسنجر".
وقال موقع التواصل الشهير "نعتقد أنّ السيطرة على انتشار المعلومات المضلّلة أمرٌ بالغ الأهميّة مع استمرار جائحة كورونا العالميّة ونتّجه نحو انتخاباتٍ رئاسيّة في الولايات المتحدة ونيوزيلندا ودول أخرى. لقد اتخذنا خطوات لتزويد الأشخاص بمزيد من الشفافيّة والمعلومات الدقيقة".
وقد أصبح ملاحظاً أنّه منذ ظهور جائحة كورونا العالميّة، والتزام الناس بيوتهم، زاد انتشار المعلومات المضلّلة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ما خلق مشكلةً كبيرةً حتى في مكافحة الوباء نفسه.
وما يحدث على منصّات التواصل الاجتماعيّ لا يبقى دائماً عليها، فأولئك الذين تصلهم المعلومات الصحيّة المزيّفة على سبيل المثال سيحاولون تجربتها، ما يعني أنّ الأمر سينتهي بإيذاء أنفسهم؛ لذلك قامت العديد من مواقع التواصل الاجتماعيّ مثل منصّات واتساب، وإنستغرام، وفيسبوك، بفرض قيودٍ صارمة توقف سيل المعلومات الخاطئة وتُمكّن المستخدمين من التأكد من دقة المعلومات، وهذا ما وضحه "مسبار" في موضوعٍ سابق.
وأصبحت شركة فيسبوك واحدةً من الشركات الرائدة في محاولة معالجة الأخبار الزائفة، بهدف السيطرة على انتشار المعلومات المضلّلة مع استمرار تفاقم جائحة كورونا، وبعد تعرضها لضغوطٍ متزايدة بسبب انتشار معلوماتٍ وإعلاناتٍ زائفة تخصّ الفايروس والانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة السابقة، لذلك قامت الشركة فعلياً باتخاذ العديد من الخطوات. كانت البداية بنشر ملفٍ يحتوي على نصائح وخدماتٍ ومراكز معلوماتٍ خاصّة تُقدّمها لمستخدمي موقع فيسبوك عن الانتخابات وآخر عن مستجدات أخبار فايروس كورونا "COVID-19" ؛ لتضمن إيصال المعلومات الصحيحة ومساعدتهم في البقاء آمنين، إذ أزالت المنصّة مؤخراً سبعة ملايين مشاركة تحتوي على معلوماتٍ مضلّلة عن "كوفيد_19".
واستمرت في إجراءاتها للحدّ من تبادل المعلومات المضلّلة، فقد تحدّثت شركة فيسبوك على لسان مدير إدارة المنتجات JauSulliva في تدوينة " كجزءٍ من جهودنا المستمرة لتزويد الأشخاص بتجربة مراسلة أكثر أماناً وخصوصيّة، نقدّم اليوم حدّاً لإعادة التوجيه في ماسنجر، لذلك لا يمكن إعادة تحويل الرسائل إلا لخمسة أشخاصٍ أو مجموعاتٍ في المرة الواحدة".
ويجدر الذكر أنّ الشركة حدّت سابقاً من خلال موقع واتساب من إعادة توجيه الرسائل وذلك في شهر إبريل/نيسان الفائت، ما شهد انخفاضاً بنسبة 70% في إعادة توجيه الرسائل حول العالم.
وتأتي هذه الخطوات في محاولة أخرى لإبطاء انتشار الأخبار الكاذبة، فلا يتمكّن المستخدم من إعادة توجيه رسالة إلى أكثر من خمسة أشخاصٍ أو مجموعاتٍ في وقتٍ واحد، بحيث يظهر وميض إشعار يُفيد بأنّه" تم الوصول إلى حدّ إعادة التوجيه" إن تعدّى المستخدم الخمسة أشخاص.
وقالت شركة "إنّنا نضع حدّاً لإعادة التوجيه على ماسنجر للمساعدة في كبح جهود أولئك الذين يتطلّعون إلى إحداث فوضى أو بثّ الشك بقصدٍ أو تقويض المعلومات الدقيقة من غير قصد".
وبهذا يريد موقع فيسبوك أنْ يكون "messenger" منصّةً آمنةً وجديرةً بالثقة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
إلّا أنّ كثيرين انتقدوا هذه الخطوة ورأوا أنّها تتعلق بالكم وليس الكيف، فلا يوجد ما يضمن صحة محتوى هذه الرسائل أو يقيس أمانها، وهنا قد يواجه "فيسبوك" انتقاداتٍ من نوعٍ آخر كالرقابة أو التجسّس، لذلك فإنّ الأمر ليس سهلاً فيما يتعلق بفحص المعلومة، لكن الأسهل التحكّم في استقبالها، على أمل أنْ يراجع كلّ شخصٍ الخبر، ويتأكّد من مصدره ودقته قبل أنْ يرسله لغيره، ويساهم في خداع الناس.
المصادر
