` `

مؤشر مسبار لأبرز الأخبار الزائفة في شهر سبتمبر/أيلول 2020

فريق تحرير مسبار فريق تحرير مسبار
أخبار
2 أكتوبر 2020
مؤشر مسبار لأبرز الأخبار الزائفة في شهر سبتمبر/أيلول 2020

 

تمكن "مسبار" خلال شهر سبتمبر/أيلول 2020 من فحص 212 مادة إخبارية ونشر سبع مدونات والإجابة على 47 سؤالاً في فقرة "سين وجيم"، ضمن تصنيفات متنوعة، وفي فحص الحقائق كان النصيب الأكبر للأخبار المضللّة بنسبة 66.4% تلاها المحتوى الزائف بنسبة   28.77% ثم الإثارة ، والانتقائي والساخر، والخبر الصحيح. كما هو موضح بالشكل أدناه.

صورة متعلقة توضيحية

وقد شهد العالم خلال هذا الشهر العديد من الأحداث التي لاقت رواجاً أهمها مظاهرات مصر ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي وفيضانات السودان والجزائر، وإعلانات مشاهير اليوتيوب كإعلان جنس المولود على برج خليفة، وأخبار متعلقة بفايروس كورونا من مختلف الدول، لذلك نجد أن الأخبار تنوعت بين سياسيّة وصحة، وأخبار أخرى منوّعة تتعلق بالممثلين والرياضيين ومشاهير اليوتيوب أغلبها كان بغرض السخرية وبعضها تحدث عن التكنولوجيا. كما هو موضح بالشكل أدناه.

صورة متعلقة توضيحية

المظاهرات في مصر

تهويل الأمور وتخريب الحدث الرئيسي من أهم أهداف نشر الشائعات، كما حدث في مظاهرات مصر، وبدأت بنشر فيديو وصور لمواجهاتٍ نسبوها إلى مصر لكن بيّن "مسبار" أنّها مواجهات من شهر فبراير/شباط الفائت بين عدد من الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيليّ في مدينة رام الله، وتم نشر صورة أخرى يُقال إنّها لسوريّ قُبض عليه في مصر بسبب تحريضه على المظاهرات، لكن "مسبار" أوضح أنّه لم يكن سوريّ الجنسية بل مصريّ، بعدها نُشرت صورة لشهيدٍ عراقيّ على أنّه شهيدٌ مصريّ خلال المظاهرات الحادثة في مصر، لكن الشهيد العراقيّ منتظر الازيرجاوي استشهد في أكتوبر/تشرين الأول 2019 وداوم أصدقاؤه على رفع صورته خلال المظاهرات في العراق.

وهناك مقطع فيديو الاعتداء على سيارة شرطة وأوضح "مسبار" أنّ المقطع لم يحدث في مصر بل حادثة لهجومٍ على دوريّة الأمن العام في مدينة كرك بالأردن، وتزامن نشره مع دعوات التظاهر ضد الرئيس المصريّ. حتى إنّ الشائعات طالت لاعبي كرة مصريين كما حدث حين نُشرت تغريدة على لسان أبو تريكة عن هدم البيوت في مصر، بينما بيّن "مسبار" أنّ آخر تغريدةٍ حقيقةٍ له كانت في 18 سبتمبر/ أيلول الجاري بمناسبة فوز فريقه السابق الأهلي المصريّ ببطولة الدوريّ.

وفي القضية ذاتها لهدم المنازل في مصر، وما أثاره ذلك من ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، انتشر خبر أن بعض العائلات تهربت من هدم منازلها في مصر عبر رسم علم مصر على البناية، كما في الصور التي نُشرت وقتها، ولكن "مسبار" أكّد من خلال حديث مقاول البناء أنّ اختيار اللون كان من اختيار صاحب البناء منذ البداية وليس له علاقة بالحماية من الهدم.

وهناك من أراد القول أن الوضع مستقر في مصر،ـ ولا يوجد مظاهرات في يوم جمعة الغضب، إذ نُشرت صور وزير السياحة والسفراء في القاهرة للقول لا يوجد ثورة هناك، لكن هذه الصور فعلياً كانت في مدينة شرم الشيخ وليست القاهرة بتاريخ يومي 24/25 سبتمبر/أيلول الجاري في إطار حملةٍ مصريّةٍ للترويج للمحميات الطبيعيّة ولا علاقة له بجمعة الغضب.

ولا يمكن تجاهل أن جمهورية مصر العربية كانت أكثر الدول التي ذكرت حولها أو خرجت منها أخبار مضللة وزائفة، وفي الشكل التالي سنلاحظ ذلك، إضافة إلى دول أخرى تليها حُكيت حولها المعلومات الخادعة مثل الولايات المتحدة الأميركية وسورية.

صورة متعلقة توضيحية

صورة متعلقة توضيحية

فيضانات الجزائر والسودان

تم نشر صور متعددة لفيضانات الجزائر، من هذه الصور ما وجدها "مسبار" في مدينة سلا المغربية عام 2017، ولا علاقة لهذه الصور بفيضانات الجزائر الأخيرة. ثم حاول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تبيين حجم المعاناة والأسى التي مرت على سكان السودان عقب انتهاء الفيضانات بنشر العديد من الصور، جميعها كانت مضلّلة، إحداها صورة لأب وابنته التقطت عام 2007  في هايتي بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في إغراق منازل السكان وبيّن "مسبار" أنّه لا علاقة للصورة بفيضانات السودان، وصورة أخرى من نيجيريا وليست السودان اُلتقطت عام 2017 في قرية مانشا حيث كان معلم يدرس أطفالاً تحت شجرة وحين أخذ استراحة، نام الطلبة على الرمال، وليس لأن منازلهم تهدمت.

وهناك صورتان قديمتان في السودان تعود لسيول حدثت عام 2016 و2019 في الخرطوم وليس للفيضانات الحديثة في السودان، وتم نشر صورة لإعصار هارفي حيث وصل معدل الأمطار عقب الإعصار نحو 75سنتيمتر على أنّها في السودان، وأخذت الناس بنشر الشائعات حول أسباب حدوث هذا الفيضان فقالوا بأنّ هناك انهياراً في جزءٍ من سد النهضة ولكن تبيّن أنّ الخبر زائف.

لم يكتفِ ناشرو الشائعات بالصور بل نشروا عدة فيديوهات منها فيديو لتمساح من الهند بعد أنْ ضربها فيضان عام 2019 ليس له علاقة بفيضانات السودان، ومقطع فيديو آخر يُظهر إخراج طفل من تمساح بعد هذه الفيضانات، وبيّن "مسبار" أنّ لا علاقة له بفيضانات السودان.

كورونا (كوفيد-19) لم تنقطع شائعاته

رغم انخفاض المحتوى الرائج حول فايروس كورونا منذ شهر مايو الفائت إلّا أنّ الأخبار والشائعات المتعلقة به لم تنقطع مطلقاً، فرغم تخفيفات القيود التي ظهرت في دولٍ كثيرة إلّا أنّ بعض الدول مازال عدد الإصابات فيها يرتفع، ومازالت الآمال معلقّة بإيجاد لقاح لهذا الفايروس، فقد فنّد موقع "مسبار" خبر جاهزية لقاح للفايروس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأكّد على أنّ معهد باستور التونسيّ لم يعلن عن أيّ جهوزيّة، واعتقد البعض أنّ سم النحل قد يكون العلاج الشافي للفايروس حيث نُشر في دراسةٍ صينيّة وقرأها طبيبٌ ليبيّ وما لبث الناس أنْ تناقلوا الخبر بل وتحدثوا عن مقابلة المنظمة لهذا الطبيب الليبيّ، بدوره "مسبار" بيّن زيف الخبر، ثم  جاء فيديو آخر قيل بأنّه لزوجة بوتين أثناء تطعيمها باللقاح الروسي وبيّن مسبار أنّ الفيديو لحاكمة ولاية كوينزلاند الأستراليّة تتلقى حقنة ضد الانفلونزا لتشجيع سكان الولاية على تلقيّ التطعيم.

 وهناك خبر آخر طال منظمة الصحة العالميّة بأّنها دعت للاقتداء بتجربة السويد في مكافحة كورونا، هنا أكّد "مسبار" على تضليل هذا الخبر من خلال قول ديفيد نابارو بأنّ هناك حاجة للمزيد من الدراسة الاستراتيجية السويديّة للتعامل مع الجائحة، وأنّ كل البلاد عليها تقليل المخاطر عن طريق تغيير السلوكيات اليوميّة.

وأكثر ما يفضله ناشرو الأخبار الزائفة هو اللعب على العواطف، فنشروا صورةً لشابّ يحاول إنقاذ أمّه المصابة بكورونا في مصر، ليبيّن "مسبار" أنّ هذه الصورة في مدينة مكسيكو لحفيدٍ يحاول إنقاذ جدته التي تعاني من مشاكل في جهازها التنفسيّ عبر إنعاشها بالتنفس من الفم للفم لكن دون جدوى.

ثم انشغل الناس في تبيين أيّهما أفضل الكمامة القماشيّة أم الطبيّة، وترهيب مجتمع "السوشيال ميديا" من الكمامة القماشية وخطورتها، إلا أنْ "مسبار" وضح أنّ الكمامة القماشية ليست كارثة وخطراً على الصحة بل يجوز لبسها في حال عدم توفر الطبيّة مع أخذ الاحتياطات اللازمة وغسلها جيداً.

قطاع غزة لم يسلم من هذه الشائعات وخاصة خلال الفترة التي ظهرت فيه الإصابات وأخذت بالازدياد، حيث يصرّ ناشرو الشائعات على إحداث تشويه الصورة، فمرةً ينسبون لأهالي القطاع مقطع فيديو صخب لإلقاء الحجارة على سيارات الإسعاف والشرطة، ومرةً أخرى يدّعون بوجود رسومٍ بقيمة 30$ على الفحص في معبر رفح حيث نفى "مسبار" ذلك، فالفيديو الأول حدث في الأردن خلال شهر سبتمبر/أيلول الجاري بسبب إغلاق المحال التجاريّة.

أخبار السياسة

لا يخلو فحص المعلومات في "مسبار" من الأخبار السياسيّة التي غالباً ما تأخذ النصيب الأكبر من التقارير، قام مسبار بفحص 67 خبراً سياسياً تناول العديد من الدول كالولايات المتحدة الأميركية، ومصر، وسوريا، والعراق وقطاع غزة، وبدأت هذه الأخبار بشائعة استقبال عراقيين لوزير الخارجيّة الإيرانيّ بالحجارة، ودحضها "مسبار"، وفي فحصٍ لخبرٍ آخر أوضح "مسبار" أنّ الإدارة الأميركيّة لم تقرر إغلاق سفارتها في بغداد إنّما هددت بذلك فقط بسبب الهجمات المسلحة عليها.

 كما بيّن في خبر آخر أنّ الطائرة التي قيل أنه تم إسقاطها في أذربيجان هي طائرة سوريّة وليست أذربيجانيّة خلال التوتر المتصاعد بين الأولى وأرمينيا، فهي صورة قُصّت من مقطعٍ يوضح سقوط طائرة عسكريّة تابعة للنظام السوريّ في إدلب في فبراير/شباط الفائت.

ويُعيد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ نشر مقاطع فيديوهات قديمة لإشعال أحداثٍ جديدة كما حدث في نشر مقطع قديم لرتلٍ عسكريّ من الجيش السوريّ اتجه لعبور إحدى البلدات التركيّة متجهًا لميدان معركة نبع السلام على أنّه فيديو لرتلٍ عسكريّ متجه من تركيا إلى أذربيجان لقتال أرمينيا. كما أُعيد نشر صورة تجمع أوباما بوالديّ الأسير الأمريكيّ السابق لدى طالبان بوي بيرغدال على أنّها صورة جنديّ أمريكيّ التقاه أوباما بعد إسلامه في سجون طالبان.

ربما يريد ناشرو الشائعات والأخبار الزائفة تبرير الأفعال، كما حدث في خبر استهداف الصيادين، فبعد أنْ تم استهداف الجيش المصري لصيادين من غزة نُشر خبر أنّهم عناصر في تنظيم بيت المقدس، وبيّن "مسبار" زيف الخبر وأنّهم صيادون يسرحون للقمة عيشهم فقط. وبعضهم يُريد توضيح قوة بلده بنشر خبرٍ مضلّل كما حدث حين نشر بعضهم أنّ السعودية خامس أقوى دولة في المجال العسكريّ، والصحيح أنّها خامس أكبر دولة منفقة في المجال العسكريّ وليست الأقوى. وخبر ساخر من موقع يوظف السياسة في أخبارٍ خيالية كوميديّة تظهر صورة قديمة للرئيس أوباما في اجتماع حفظ السلام للأمم المتحدة عام 2009، على أنها حديثة للرئيس يجتمع بمجلس الأمن في الأمم المتحدة بشكل سريّ.

 

أخبار منوّعة

تنوعت باقي المواد التي قام "مسبار" بفحص مصداقيتها بين أخبارٍ متعلقة بالفن والثقافة، والبناء حيث الاعتماد على خدعٍ في التصوير ليظهر أنّ المباني مائلة في سان فرانسيسكو بينما الصحيح أنّ شارع سان فرانسيسكو هو المائل؛ لأنه يقع على تلالٍ شديدة الانحدار، وأخبار أخرى متعلقة بالحيوانات، أحدها صحيح يتحدث عن حوت يبدو مثل الإنسان وهو حوت البيلوغا الذي له رأس كبيرة ولا يمتلك زعنفة ظهرية وله أصوات وثيقة الشبه بصوت الإنسان.

وخبر آخر بيّن "مسبار" بأنّ الصور فيه لعيون حيوان اللاما والأخرى لحصان وليست عيون الجمل كما انتشر الخبر، وصورة أخرى لعنكبوت قاتل يشل حركة الإنسان دحضها "مسبار" بتوضيح أنّ هذا العنكبوت يفضل الاختباء على مطاردة الأشخاص فهو غير قاتل.

وأخبار تتعلق بالأطفال والأزياء والجمال، فتلك الطفلة يظهر جمالها بقوة إذ تجمع بين ملامح أفريقية وغربية، وهي الطفلة كايا التي وضّح "مسبار" أنّ أبويها أميركيّان، ووالدها من أصل أفريقيّ وليس عربياً سودانيّاً. وانتشرت صورة للممثلة نادين نجيم تحدّث فيها ناشرو الشائعات أنها بعد انفجار بيروت إذ أجرت عشرات عمليات التجميل، لكن "مسبار" بيّن أنّ الصورة قديمة عام 2017، ونادين فعلياً نشرت صورة لخدوش وجروح وجهها عقب الانفجار.

ثم هناك أخبار مشاهير اليوتيوب التي تجذب آلاف المتابعين، وهذا حدث في خبر إعلان جنس المولود للزوجين اليوتيوبرز أنس وأصالة، على برج خليفة، إذ انتشرت الشائعات بأنّ الإعلان كلفهما 95 ألف دولار، ولكن "مسبار" بيّن أنّ الإعلان هدية من برج خليفة لهما، وتلاه مباشرة الأخبار الساخرة حيث انتشر خبر مفاده مفاجأة سوريّ لزوجته الحامل بإعلان جنس الجنين على مجمع يلبقا بدمشق حيث أكّد "مسبار" أنه غير صحيح بغرض السخرية.

أما أخبار الضرب، والقتل والانتقام، فلها متابعين أيضاً، فالخبر الزائف الذي نزل مع صورة شابّ ينزف من رأسه إذ قيل أنّ زوجته اعتدت عليه بسبب حديثه مع حبيبته لا يمت للحقيقة بصلة، فقد بيّن "مسبار" أنّ الصورة تعود لديسمبر/كانون الأول عام 2015 لواقعة اعتداء على طالب في مدينة طرابلس اللبنانية من قبل مدير المدرسة. وخبر مضلّل آخر لسيدة كويتيّة اقتحمت بيت زوجها أثناء عقد قرانه على أخرى، حيث أوضح مسبار بأنّ الصور ليست لسيدةٍ كويتية بينما تعود لحادث جرى بتاريخ 7ديسمبر/كانون الأول وكان السائق فقد السيطرة على سيارته حينها.

والموت لم يسلم من الشائعات، فإذا أُغمى عليك من صدمةٍ قوية فلا تستغرب إنْ سمعت خبر موتك مع صورٍ موثقة لذلك، وهذا ما حدث مع السيدة ديانا لوفجوي التي أُغمي عليها عام 2017، في محكمة كاليفورنيا بعد إدانتها في قضية قتل مقابل أجر ضد زوجها السابق وانتشرت صور الإغماء حديثاً، مع إعلان خبر موت فجائي لسيدة.

الأكثر قراءة