ملاحظة: كتابات وآراء المحرر في هذه المقالة/التدوينة تعود له وحده، ولا تمثّل بالضرورة آراء ومعتقدات مسبار. اقرأ النسخة الإنجليزية الأصلية من إعداد سوزي ولتمان من هنا، ترجمة عمر فارس.
مناظرة 29 سبتمبر/أيلول 2020
بهذا التاريخ، عُقدت في الولايات المتحدة الأميركية أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية القادمة. جمعت المناظرة بين ممثّل الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، وممثّل الحزب الديمقراطي، جو بايدن.
اشتملت مواضيع المناظرة على: السجلات المالية والتبرّعات التي حصل عليها المرشّحان، والمحكمة العليا، وكوفيد-19، والاقتصاد، والعنف ضد الأقليات والتمييز العنصري، ومدى نزاهة العملية الانتخابية.
رغم الأوصاف التي أطلقتها مذيعة قناة MSNBC، رايتشل مادو، على خطاب ترامب باعتباره "استعراضاً صارخاً للثرثرة الفارغة"، واتهام بايدن من قِبل مذيع قناة فوكس نيوز، شون هانيتي، بأنه رفض "الإجابة على أسئلة بسيطة، واعتيادية، وجوهرية"، تبقى للمرشحين مزيد من الوقت لينهالوا بالادعاءات المضللة، والانتقائية، والزائفة تماماً.
ادعاءات إشكالية من قِبل بايدن
"سيكون [ترامب] أول رئيس للولايات المتحدة الأميركية يترك منصبه وأعداد الوظائف انخفضت عما كانت عليه قبل استلامه لمركزه".
مضلل: إذا خسر ترامب الانتخابات، سيكون أول رئيس منذ بدء تسجيل عدّاد البطالة الرئاسي رسمياً عام 1939 يترك منصبه بعدد وظائف أقل مما كان عليه قبل استلام مركزه. إضافة إلى ذلك، يُعتقد أن الرئيس هيربرت هووفر ترك منصبه عام 1933 بعدد وظائف أقل حول أميركا عما كان الحال عليه عند استلامه المنصب عام 1929، وذلك بسبب فترة الكساد العظيم.
"برأي باريت، فإن قانون الرعاية الصحية (ACA) غير دستوري".
انتقائي: صرّحت مرشحة ترامب لمنصب رئيسة المحكمة العليا، آمي كورني باريت، أنها لا تدعم أجزاء معينة من قانون الرعاية الصحية. لكنها لم تقل أبداً أن القانون بمجمله غير دستوري.
"خرجت مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض. ماذا كانت ردة فعل [ترامب]؟ خرج من ملجئه وأمر الجيش بإطلاق الغاز المسيل للدموع".
مضلل: في الواقع، الشرطة هي من ألقت قنابل الغاز، وليس الجيش.
"لدينا الآن عجز في التبادل الاقتصادي مع الصين أكبر مما كان عليه في السابق".
زائف: عام 2017، كان العجز في التبادل الاقتصادي مع الصين يبلغ نحو 380 مليار دولاراً، والآن يبلغ أقل من 308 مليار دولاراً.
"سلّمنا [ترامب] اقتصاداً مزدهراً ولكنه تسبب في الركود الحالي".
زائف: نتج الركود الحالي عن الجائحة التي يمرّ بها العالم، وليس بسبب ترامب. ربما لو اختلفت استجابة إدارة ترامب للجائحة لكان اختلف الحال الاقتصادي، لكن يصعب التوقع بذلك الأمر.
"أثناء استلام الحزب الجمهوري للرئاسة، انخفض معدل جرائم العنف بمقدار 17% أو 15%، أما في عهد [ترامب] ازداد المعدل".
زائف: بأخذ ازدياد عدد السكان في الحسبان، فإن إجمالي عدد جرائم العنف لم يتغير.
ادعاءات إشكالية من قِبل دونالد ترامب
"زوجة عمدة موسكو قدّمت لابنك مبلغاً مالياً قدره 3.5 مليون دولاراً".
مضلل: تطرّق ترامب إلى ابن بايدن، هانتر، عدة مرات، مدعياً أنه تقلى بصورة غير قانونية ملايين الدولارات من روسيا. استمدّ ترامب هذا الادعاء من تقرير صدر حديثاً أطلق عدة اتهامات متعلقة بعلاقة هانتر بروسيا وأوكرانيا. في الواقع، تلقت المؤسسة الاستثمارية Rosemont Seneca Thornton مبلغاً مالياً قدره 3.5 مليون دولاراً من إلينا باتورينا، زوجة عمدة موسكو السابق، لكن هانتر لم يكن من مؤسسي هذه الشركة، بحسب التقرير.
"لا يوجد 100 مليون شخص يعاني من أعراض مرضية سبقت تاريخ انخراطهم في التأمين الصحي"
زائف: عدد الذين يعانون من أعراض مرضية تسبق تاريخ انخراطهم في التأمين الصحي يتراوح بين 66 إلى 133 مليون أميركي تحت سن 65 سنة.
"أنجزت أموراً لم ينجزها أحد. الإنسولين على سبيل المثال، كان ثمنه المرتفع يدمّر العائلات والناس.. إنني أوفّره بسعر زهيد، صار مثل ماء الشرب".
زائف: كلفة زجاجة الإنسولين الواحد تبلغ ما معدّله 300 دولار. تتطلب الحالة الصحية للعديد من المرضى استهلاك عدة زجاجات يومياً.
"لقد عاملت المجتمع داكن البشرة معاملة سيئة. لقد أسميتهم بالمعتدين المفترسين، وأطلقت عليهم ألفاظاً أسوأ من ذلك".
مضلل: لقد أطلق بايدن على الأحداث الذين يعتدون على الشوارع بالـ"مفترسين" عام 1993. رغم أن القضاء الجنائي يسجن عدداً أكبر من داكني البشرة مقارنة بالبيض، إلا أنّ بايدن لم يقصد في حديثه داكني البشرة تحديداً. هيلاري كلينتون هي من قالت مصطلح "المعتدين المفترسين".
"في مدينة بورتلاند، أعلن رئيس شرطة هناك دعمه للرئيس ترامب".
زائف: قال أحد رؤساء الشرطة، مايك رييز، أنه "لم يدعم دونالد ترامب مسبقاً ولن يدعمه أبداً".
"أدت خطة الطاقة النظيفة إلى رفع كلفة إنتاج الطاقة عالياً"
زائف: ادعى ترامب أنه أوقف العمل في خطة الطاقة النظيفة لأنها أدت إلى رفع تكلفة إنتاج الطاقة. الحقيقة أن الخطة لم تدخل يوماً حيز التنفيذ، مما يعني أنا لم تؤدّ إلى رفع أسعار الطاقة.
"كل عام، أتلقى هذا الاتصال: كاليفورنيا تحترق، كاليفورنيا تحترق. لو أن هذه المسألة حُلّتْ، لو ساهمت في تقوية إدارة الغابات، لن أتلقى مثل هذه الاتصالات".
انتقائي: كما نشر "مسبار" مسبقاً، فإن إدارة الغابات كانت حرفياً إحدى الأسباب وراء ازدياد الحرائق في الساحل الغربي.
"تحتّم عليّ إغلاق أعظم اقتصاد في التاريخ شهدته بلادنا. لكن يُعاد بناؤه الآن".
زائف: لم يكن الاقتصاد الأميركي قبل الجائحة في أعظم حالاته أبداً، بحسب ما نشره "مسبار" مسبقاً.
"لا مشكلة عندي مع السيارات الكهربائية. إنني أدعمها بالكامل. لقد قدّمت العديد من الحوافز لاقتصاد السيارات الكهربائية".
زائف: ألغى ترامب الإعفاءات الضريبية لمشتري السيارات الكهربائية، كما هدّد بإلغاء المستحقات الضريبية لشركة جينيرال موتورز الناتجة عن بيع السيارات الكهربائية.
"إنهم يريدون إلغاء الأبقار من حياتنا".
زائف: دعمت ألكسندريا أوكاسيو-كورتيز وإدوارد ماركي الاتفاق الأخضر الجديد، وليس بايدن. كما أنّ الاتفاق ينصح بإعادة تصميم النموذج الزراعي الأميركي، وليس التخلص من الأبقار تماماً.
"جمهوري المحبّ يتجمع بمقدار 25 و35 ألف ليستقبلني في المطارات. إننا نستخدم المطارات للمهرجانات الانتخابية".
زائف: أكبر عدد حضور تواجد في مهرجان انتخابي لترامب في المطارات كان نحو 10 آلاف شخص. لا تستطيع المطارات استقبال أعداد من الحضور تصل إلى 25 أو 35 ألف.
"قيل أننا بحاجة إلى معجزة لأحياء وظائف قطاع البناء. لقد وفرت 700 ألف وظيفة في هذا المجال. أما الجمهوريون فلم يوفروا أية وظيفة في المجال، لقد تخلّوا عن مجال البناء تماماً".
زائف: وفّرت إدارة ترامب أقل من 500 ألف وظيفة في مجال البناء.
"لم يكن لحملاتنا الانتخابية تأثير سلبي على انتشار كوفيد-19، وكان الحضور يتراوح بين 35 و40 ألف شخص".
زائف: العديد من كوادر حملة ترامب الانتخابية أُصيبوا بكوفيد-19 بسبب حضورهم لمهرجاناته الانتخابية. كما توفي هيرمان كاين بعد أن حضر إحدى مهرجانات ترامب الداخلية في مكان مغلق.
"طُرد هانتر بايدن من الجيش. طُرد بفضيحة مشينة بعد أن تعاطى الكوكايين".
مضلل: سُرّح هانتر بايدن من خدمته العسكرية بعد فشله في اختبار المخدرات، إلا أنه لم يُسرّح بفضيحة أو بطريقة غير مشرّفة.
جدير بالذكر
من الممكن أن نصف الجزئية من المناظرة التي أدارها مذيع فوكس نيوز، كريس والاس، بأنها احتوت على العديد من المقاطعات والحديث العفوي دون إذن، لدرجة أن العديد من نقاط الحوار الهامة ضاعت بسبب ذلك.
حاول ولاس كبح لجام المرشحين، ترامب تحديداً، في عدة مناسبات. في إحدى تلك المناسبات قال "سيادة الرئيس، أنا من يدير هذه المناظرة، وأريد أن تتركني لأطرح سؤالي ثم يمكنك الإجابة". وفي مناسبة أخرى صرخ قائلاً "دعه يُجيب!" مبيناً أهمية فتح الفرصة لبايدن في الحديث. كما قال والاس إلى ترامب "سوف نقدم خدمة إلى البلاد لو تركنا المجال للمرشحين لكي يتحدثوا بدون مقاطعة. إنني أتكلم عنك سيدي، يجب أن تتوقف عن ذلك". عندما سأله ترامب إن كان يشمل بايدن أيضاً في حديثه، قال ولاس "إذا أردت الصدق، فأنت من يقاطع معظم الوقت".
من الجدير بالذكر أن بايدن قال لترامب "يا رجل، اخرس".
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن ترامب، حين طُلب منه إدانة العنصريين للعرق الأبيض، خاطب أفراد منظمة براود بويز اليمينة قائلاً "قفوا بعيداً، لكن كونوا مستعدين".
ينصح "مسبار" متابعيه مشاهدة المناظرات القادمة بحذر، والتحلي بالروح النقدية. وسوف يستمر "مسبار" في تقديم تحقق من ادعاءات الطرفين.